أخبار الآن | دمشق – سوريا (رويترز)
للسوري الأصم ديب بلح (70 عاماً)، وهو صاحب محل لتصنيع وبيع المنتجات الجلدية، أسلوبه الخاص في التواصل مع زبائنه وجيرانه في دمشق القديمة.
فقد استطاع بلح، الذي ولد بمشكلات في السمع انتهت بإصابته بالصمم، التأقلم مع ظروفه وتعلم سريعاً قراءة الشفاه من أجل التواصل مع من حوله.
ولم يكتف الرجل، وهو أب لخمسة أبناء وجد لثمانية أحفاد، بتعلم قراءة حركة الشفاه فقط لكنه أصر على تطوير مهاراته أكثر وتعلم عدة لغات أثناء عمله في محله بالعاصمة السورية.
وقال ديب بلح: “الزباين والناس كلها بتعرف بضاعتي والأجانب بيحبوا هذه البضاعة، وأنا بأحكي عربي وإنكليزي وإشارة وبأطلب منهم يحكوا شوية شوية وبأفهم عليهم”.
وأوضح وسام، ابن ديب، أن والده مصدر إلهام لعائلته. وشرح كيف أن أباه لم يعرف الاستسلام أبداً فيما يتعلق بالتعليم ووصل به الأمر إلى الحصول على منحة دراسية في النرويج.
وقال وسام بلح “المدرسين كانوا أوروبيين، يعني حتى الأب المستلم كان من هولندا بقى تعليمهن كان دوغري من العربي مع اللغات الأوروبية ظل يدرس فيها المدرسة ١٥ سنة طبعاً بين إجازات ينزل ع الشام ويشتغل، كان حياته بين دراسته وبين المحل هاد والمصلحة هي اللي بيحبها وطلع كمل عمل بعثة بالنرويج مدة سنة بقى لغته هو عنده اللغة العربية جيد فيها، لغته الإيرانية جيدة، اللغة الانجليزية والفرنسية، بس طبعاً كله بلغة الشفاه هو بدك تتعامل معه كأصم”.
وديب بلح رمز من رموز حي القيمرية في دمشق. وعادة ما يتواصل معه الزبائن وأصدقاؤه من البائعين الآخرين لتنبيهه بقدوم موعد الصلاة، فهو لا يسمع الآذان بسبب علته.
وقالت زبونة في محل ديب “بس بنتطلع على حركة الشفايف عنده وبيتطلع هو ع شفايفنا بنوضح له الحكي شوية”.
ويوضح ديب أنه يفتقد في الظروف الراهنة التفاعل مع السائحين الأجانب الذين يتناقص عددهم بشكل متزايد بسبب الحرب المستعرة في سوريا منذ نحو عشر سنوات إضافة لتفشي وباء فيروس كورونا الذي أتى على ما بقي من قطاع السياحة.
ويحلم ديب بلح باليوم الذي يرى فيه بلده سوريا ومحله كذلك يعجان بالزوار والسائحين الأجانب مجدداً.
مصدر الصورة: REUTERS
اقرأ المزيد: