أخبار الآن | عمّان – الأردن (أحمد التكريتي)
مع تنامي نفوذ إيران في بلدان عربية عدة ومحاولات توسعها سياسياً واقتصادياً وحتى على المستوى العسكري من خلال دعم الميليشيات الموالية لها، برز موقف الحكومة العراقية برئاسة مصطفى الكاظمي المناهض لـ”دعمها الميليشيات” وفقاً لمصادر تحدثت سابقاً لـ “أخبار الآن”.
وبحسب مراقبين، فأن إيران لا تُشكل خطراً على العراق فحسب، بل وصل خطرها ليكون على المنطقة بأكملها، لذا تحدث الكاظمي عن ضرورة “التخلص من الحروب والسلاح” في إشارة إلى دعم إيران المستمر للميليشيات في العراق.
وقال الكاظمي خلال القمة الثلاثية: “شعوبنا لم تعد تحتمل المزيد من الصراعات، شبابنا يمتلكون الإرادة لصنع واقع أفضل، وواجبنا جميعاً أن نترجم هذه الإرادة الى واقع وبرامج عمل، تستبدل لغة الحرب بلغة التنمية والبناء، وتُبنى على المشتركات ولا تتوقف أمام الخلافات، لتحقيق فرص التقدم والسلام”.
من جانبه، ألمح العاهل الأردني عبد الله الثاني إلى تدخلات إيران في العراق والمنطقة أيضاً عندما قال خلال القمة: “ندعم استقلال العراق”، وهي إشارة وجود نفوذ إيراني كبير في بلاد وادي الرافدين، ويتطابق في رؤيته هذه مع حديث الكاظمي أيضاً الذي أشار إلى أن “العراق يتمسك بإقامة علاقات متوازنة مع كل دول الجوار، ويولي أهمّية لحماية سيادته وأمنه واستقراره”.
وقد لا يكون في عنوان القمة أي إشارة لإيران، لكن مصادر عراقية في عمّان قالت لـ “أخبار الآن”: إن “الحديث الذي دار في الاجتماع الثنائي بين الكاظمي والعاهل الأردني على ضرورة دعم العراق في مواجهة النفوذ الإيراني المسلح وكذلك النفوذ الاقتصادي”.
وأضافت، أن “العراق يُعاني من قطاع تردي الكهرباء وبقاء استمراره في الاعتماد على شراء الطاقة من إيران، لذا قد يلجأ إلى دول عربية لشراء الطاقة منها بكلف أقل”.
ويعتبر العراق من أكثر البلدان العربية التي تُعاني من النفوذ الإيراني، فطهران تدعم نحو 50 ميليشيا في العراق شكلتها بحجة “قتال داعش”، وهو ما تعتبره حكومة الكاظمي “تقويضاً” لدور الدولة في البلاد.
ويعد حديث القمة عن العلاقة الاقتصادية بين البلدان الثلاثة أحد أعمدة تحجيم نفوذ إيران أيضاً، فطهران تصدر مواداً غذائية وزراعية وصناعية للعراق بنحو 15 مليار دولار سنوياً.
وقال اللواء الركن المتقاعد في الجيش العراقي ماجد القيسي لـ “أخبار الآن: “القمة قد تُعيد القوة العربية الأساسية في المنطقة، والتي من شأنها أن تحد من نفوذ إيران وتُجفف منابع تمويل الميليشيات التابعة لها”.
وأضاف أن “العراق من أكثر البلدان المتضررة من النفوذ الإيراني، وهناك حاجة ملحة لأن يكون العرب حوله لتجاوز هذا الظروف وإنهاء نفوذ طهران في المنطقة”.
وتأتي هذه القمة مباشرة بعد أيام على عودة رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي من واشنطن وحديثه هناك عن ضرورة أن “يُفرض القانون على الجميع ورفضه لتدخلات أي دولة في الشأن العراقي”.
وتنظر إيران وفقاً لمراقبين إلى حكومة الكاظمي بنظرة حذرة، وتعتبرها “خطراً” عليها خاصة مع اتخاذه (الكاظمي) لإجراءات تسببت بتراجع الواردات المالية للميليشيات التابعة لها.