أخبار الآن | بيروت – لبنان (تطبيق خبِّر)
ما زال المجتمع اللبناني يحاول معالجة الأضرار التي خلفها انفجار مرفأ بيروت الذي أودى بحياة 188 شخصاً، وخلّف أكثر من 6 آلاف جريح وأكثر من 300 ألف مشرد، فضلاً عن مئات الأبنية المتصدعة والركام المنتشر في أزقة العاصمة والزجاج المتناثر في كل مكان. لذا كان للمبادرات البيئة حصة في هذه المحنة، حيث تقوم العديد من الجمعيات بتجميع الزجاج المحطّم لإعادة تدويره.
ويتراوح حجم الزجاج الذي تحطّم جراء الانفجار بين بين 5 آلاف طن و 7 آلاف طن، بحسب ما قال رئيس مؤسسة Cedar Environmental المهندس البيئي زياد ابي شاكر لمراسل “تطبيق خبِّر” الميداني في بيروت “مهدي كريّم”. وأضاف شاكر أن الفكرة تنطلق من ضرورة إنتاج مواد جديدة بهذا الزجاج بدلاً من دفنها في مطامر النفايات وإلحاق أضرار بالبيئة، فضلاً عن إستفادة الصناعات المحلية منها خصوصاً أنها تُعاني من أزمة اقتصادية”.
وتقوم المؤسسة بتجميع ما أمكن من الزجاج من أمام المنازل والأبنية ونقلها الى نقطة تجميع بهدف نقلها الى معلمين في طرابلس شمال لبنان ومشغل في الصرفند جنوب لبنان، حيث يقومون بإعادة تدوير هذا الزجاج وتحويله إلى أباريق و…
وأشار أبي شاكر، الذي يعمل منذ 7 سنوات في مجال تدوير الزجاج، الى أنهم تمكنوا من إرسال 15 طن من الزجاج الى المعامل “ونأمل أن تصل الكمية الى ما بين 250 طن و500 طن”.
ويفرق أبي شاكر بين مواطنين يملكون الوعي الكافي لفصل الزجاج عن باقي الحطام ليصار الى اعادة تدويره وبين آخرين لا يقومون بهذه العملة، وبالتالي “تصبح تكلفة فصله كبيرة جداً مما يحول دون القدرة على الاستفادة منه”.
الاهتمام بالشق البيئي في كارثة مرفأ بيروت
وفي السياق عينه، أدركت الناشطة كريستال فرح منذ الايام الأولى للانفجار ضرورة الاهتمام بالشق البيئي ولا سيما قوارير البلاستيك، فأطلقت الى جانب 8 متطوعين حملة Recycling beirut ashes لتجميع القوارير البلاستيكية بغية ارسالها الى جميعات تُعنى بإعادة التدوير.
قسّم فريق المتطوعين العمل فيما بينهم، وقامت فرح، التي تواظب يومياً على زيارة الشوارع المنكوبة لمساعدة المتضررين، بمسح ميداني لتحديد الأماكن التي يجب استهدافها.
وقالت فرح لمراسل “تطبيق خبِّر“:” رأينا الحاجة لضرورة توسيع فريق المتطوعين فقمنا بالتواصل مع جمعية نحن وهم سيؤمنون لنا المتطوعين”.
سرعان ما أدرك اللبنانيون أن الدولة التي لم تتمكن لغاية اليوم من وضع خطة لمعالجة النفايات، وتُعاني بين الحين والآخر من تجمع النفايات في شوارعها، لن تقوى على تنظيف العاصمة التي امتلأت بالركام، فجاءت هذه المبادرات البيئية من أجل المساهمة في مواجهة الأزمة من ناحية ومساعدة الصناعات المحلية من خلال تأمين المواد الأولية لها مجاناً من ناحية ثانية.