روميو موسى
أخبار الآن | الصويرة – المغرب (تطبيق خبِّر)
في صورة تعكس قيم التعايش المشترك بين الديانات وتكرس لمجتمع السلام والتضامن، انخرطت مجموعة من المواطنين المغاربة والأوروبيين المقيمين في المغرب، في مبادرة مميزة لتنظيف وتأهيل المقبرة المسيحية في مدينة الصويرة، مبادرة انصهرت فيها المرجعيات الدينية في بوتقة الإنسانية لتشكل نموذجاً رائعاً لتعايش الديانات وحوار الحضارات.
هذه المبادرة تعتبر تكريسا للقيم الأصيلة في المدينة التي احتضنت الديانات السماوية الثلاث على مدى قرون، وتشكلت فيها أواصر القرابة والجوار بين أهلها الذين ظلوا ينقلون مبادئ الحوار والتعايش من جيل إلى جيل.
المبادرة التي استمرت ليومين شارك فيها شبان وشابات انكبوا على تنظيف المقبرة وتشوير مسالكها وأيضا زراعة الأزهار والأعشاب المعطرة.
“سعيد” وهو منسق المبادرة قال لمراسل “تطبيق خبِّر” الميداني في المغرب “يوسف أسكور”، “إن المبادرة تأتي في سياق حفظ هذا المعلم التاريخي الذي يؤرخ التواجد المسيحي في المدينة، وأضاف أنه نشأ بجوار هذه المقبرة ويعتبر الحفاظ عليها مهماً لأن لنا أصدقاء وجيران مسيحيون وواجبنا العناية بمآثرهم وأماكنهم المقدسة”.
من جهتها “لورانس” وهي فرنسية مقيمة في المغرب منذ سنوات، صرحت أنها متحمسة للعمل على إنجاح هذه المبادرة وأكدت أن ساكي مدينة الصويرة هم أناس طيبون ومنفتحون وهو ما دفعها إلى الإستقرار بالمدينة.
يذكر أن مدينة الصويرة بنسختها الحالية تأسست سنة 1760 ميلادية على يد السلطان العلوي سيدي محمد بن عبدالله، وقد عرفت إبان تأسيسها تنوعاً حضارياً مرده دعوة السلطان لمختلف البعثات الدبلوماسية الدولية للإستقرار في المدينة نظراً لكونها تحوي ميناءً دولياً فرض تعايش مختلف الأعراق في رقعة جغرافية صغيرة.