أخبار الآن | بغداد – العراق (أحمد التكريتي)
كتب “حسين شريعتمداري” رئيس تحرير صحيفة “كيهان” المقربة من مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي مقالاً عنوانه: “من منطلق الإخلاص” الذي وجهه إلى المرجع الديني الأعلى في العراق علي السيستاني.
أثار المقال ردود فعل غاضبة في العراق بعدما حاول مستشار خامنئي إملاء مواقفه على السيستاني، كما حاول أن يُخطأ السيستاني بشأن مواقفه المتعلقة بالانتخابات وطلبه من الأمم المتحدة الإشراف عليها.
وقال شريعتمداري في مقاله الذي لُغِم بكلمات التبجيل للسيستاني، إن “السيستاني دعا الأمم المتحدة للإشراف على الانتخابات في العراق، وهذا خطأ منه وعليه تصحيح ذلك أو أن يقول بأنه لم يصدر منه هذا الكلام”.
أحدثت هذه اللهجة في المقال المكتوب بحجة “النصيحة” غضباً لدى العراقيين، حتى أؤلئك الذين لم يتبعوا علي السيستاني، إلا أنهم اعتبروها إهانة للعراق.
أعاد المدون العراقي أيمن حميد تغريدات السياسيين والمدونين البارزين الذي استنكروا في وقت سابق رسماً كاريكاتيراً يسخر من خامنائي واعتبروه “هجوماً على السيستاني”، وطالبهم بإدانة ما تعرض له المرجع الديني الاعلى من تجاوز في مقال صحيفة خامنئي، إلا أنهم لم يردوا عليه.
كتب الباحث العراقي منقذ داغر تغريدة قال فيها: “لو أن ماكتبه شريعتمداري في(كيهان)، من نقد للسيد السيستاني قد صدر من أي قلم أو جهة عراقية أو دولية فما الذي كان يمكن توقعه من ردود أفعال بعض قوى الإسلام السياسي الشيعي؟ ألن يملؤوا الإعلام نواحا ويكفروا الكاتب بواحا، وينزلوا للسوح سياحا، ويحرقوا المباني جداً لا مزاحا؟”.
لم تتناول وسائل الإعلام الممولة من إيران والتي “تدعي” الدفاع عن السيستاني، هذا المقال، ولم تكتب عنه، لكنها في كثير من الأوقات تُروج كثيراً بالضد من أي مدون أو صحفي يُطالب بفصل الدين عن الدولة أو إبعاد المؤسسة الدينية عن السياسة، وكانت تعتبر ذلك “تجاوزاً”، إلا أنها لم تتطرق لما تعرض له السيستاني.
ومع أن هذا المقال أحدث غضباً شعبياً، إلا أنه عل المستوى السياسي لم يُحدث أي شيء، لا مواقف، لا استنكارات، لا تساؤلات، ولا حتى إدانات بسيطة، فقط من ائتلاف النصر بزعامة حيدر العبادي الذي كان بيانه خجولاً.
رجل الدين الشيعي غيث التميمي كتب عن الميليشيات والأحزاب الموالية لإيران: “صمتوا صمت القبور على تطاول مستشار خامنئي على مقام المرجعية بخصوص موقفها الرافض لهيمنة قناصة ايران وكواتم ميليشياتها على مجريات الانتخابات القادمة مطالبا باشراف دولي عن طريق الأمم المتحدة”.
كان التميمي يُشير إلى “ازدواجية” الأحزاب والميليشيات الموالية لإيران في تعاملها مع مواقف المرجع علي السيستاني وكيف أنها تُفضل مواقف ومصلحة إيران على المصلحة العراقية.
أستاذة العلوم السياسي هدى البهادلي كتبت باختصار لمستشار خامنائي: ” السيد شريعتمداري، ماتراه انت خطأ، يراه كل شيعة العراق صح، وصح جداً”.
يعتبر بعض العراقيين أو نسبة كبيرة منهم أن سبب التجاوز الإيراني على السيستاني يعود إلى وقوفه بوجه تمدد مشروع ولاية الفقيه في العراق، فهو وفقاً لخبراء: “جدار الصد العراقي بوجه المشروع الإيراني”.