أخبار الآن | دمشق – سوريا (تطبيق خبِّر)
يكاد لا يخلو شارع أو حي في العاصمة السورية دمشق من وجود المشردين وخصوصا الأطفال الذين زادت أعدادهم مؤخراً وتحديداً منذ بداية العام 2020 حيث تفاقمت الأوضاع الاقتصادية وأصبحت تكاليف المعيشة مرتفعة بمستويات كبيرة.
وهو ما انعكس على الحياة الاجتماعية والاقتصادية فأصبحت مشاهد الأطفال المشردين في الشوارع عادية جداً وهم يشحدون من المارة، ومثلهم الكثير من النساء والرجال.
مراسل “تطبيق خبِّر” الميداني في دمشق “علي ديب” جال في عدد من أحياء وشوارع العاصمة السورية ونقل لنا المشاهد التي رآها في أحياء وشوارع البحصة وجسر فكتوريا ومساكن برزة وساحة المرجة والحلبوني.
حيث أصبح من الطبيعي أن تشاهد رجل أو امرأة بصحة جيدة ولا يشكون من أي إعاقة أو تشوه جسدي وهم يتسولون من المارة.
يطلبون ثمن رغيف الخبز والطعام والدواء، وأصبح وجودهم أكثر من طبيعي بالنسبة للمارة مع عدم وجود أي مبادرات اجتماعية أو حكومية للتخفيف من انتشار التسول في العاصمة دمشق.
ولا يقتصر المشهد على التسول فقط، فهناك مشاهد أكثر قسوة في منطقة مساكن برزة لرجل ينتظر محلات اللحمة والفروج والتي تقوم برمي ما يتبقى لديها من فضلات اللحم في الحاويات، فيسارع الرجل إلى الحاويات لجمع ما يمكن منها وأخذها لأولاده وقد رفض بشدة أن يظهر أمام الكاميرا خجلاً مما يقوم به، ولكن قسوة الأيام وجنون تكاليف المعيشة هي ما أوصلته إلى هذه الحال كما تحدث لمراسل “تطبيق خبِّر“، فهو عاجز تماماً عن تأمين الغذاء الجيد لعائلاته المكونة من 4 أفراد في ظل تقاعس حكومة النظام السوري لإيجاد حلول معيشية واقتصادية ترحم العباد.
مشهد مؤلم أخر في ساحة المرجة لأطفال ونساء يقيمون في الحدائق ضمن شوادر رفعوها على سياج الحديقة لتقيهم حر الصيف ومطر الشتاء ويعملون بتجميع الخبز اليابس وبيعه.
بينما يشهد المارة يومياً في ساحة المرجة وجود امرأة كبيرة في العمر وهي تفترش رصيف الساحة وتقيم فيه دون أن يبادر أحد لمساعدتها لا من الجانب الحكومي أو الاجتماعي.
رجل أخر في منطقة البحصة يفترش الأرض مسكناً له تحت سقف أحد الأبنية بعد أن فقد منزله وعائلته خلال المعارك التي حدثت في منطقة زملكا بأطراف العاصمة دمشق.
الرجل رفض أيضاً التحدث للكاميرا خجلاً من وضعه الذي وصل إليه بعد أن كان مالكاً لمحل بيع خضار كبير في زملكا بريف دمشق وقد ذهب المحل والمنزل بمن فيهم ولم يتبقى له أحد.
هذا الرجل الخمسيني قصد عدة جهات حكومية بحثاً عن تعويض لمنزله ومحله التجاري دون أي فائدة، وحاول الاستعانة بالجمعيات الخيرية ولكنها “لناس وناس” كما تحدث لمراسل “تطبيق خبِّر“.
وأخيراً وجد نفسه يعمل كمنظف للشارع أمام المحلات في منطقة البحصة ليجمع ما يتصدق به أصحاب المحلات ويفترش الأرض منزلاً له، وختم الرجل حديثه بأن الأيام السوداء لم تأت بعد والقادم أعظم.