أخبار الآن | كريتر – اليمن (تطبيق خبِّر)
أربع سنوات انتظرها الأستاذ عبد الدائم شائف، للمرور بسلاسة من منزله إلى مقر عمله بمدرسة باكثير الثانوية بمدينة كريتر في محافظة عدن جنوبي اليمن. فقد أعيد افتتاح شارع العيدروس ورُعت الحواجز الخراسانية منه.
وأوضح شائف في حديثه للمراسل الميداني لـ“تطبيق خبِّر” في اليمن “عمر يعقوب”، أنه كان يضطر ومعه كذلك الطالبات للذهاب إلى المدرسة والعودة منها سيراً على الأقدام في برد الشتاء ولهيب شمس الصيف، بسبب إغلاق الشارع، الذي يعد أحد أهم شوارع المدينة. وأكد أن إعادة فتح شارع العيدروس سيُنهي معاناة 4 أعوام استمرت، ويزيلها عن كاهل مئات الأسر التي عاشت فيما يشبه الحصار.
ويُعّد شارع العيدروس شريان حياة لسكان أحياء وسط المدينة، إذ تتفرع منه مداخل ومخارج جميع الأحياء، كما ينتهي بأكبر الأحياء كثافة سكانية وهو حي العيدروس، حيث مسجد العيدروس أشهر مساجد المدينة. قامت السلطات بإغلاقه لأسباب أمنية، عقب عملية إرهابية استهدفت مبنى البنك المركزي الذي يقع في ذات الشارع في أكتوبر من العام 2016.
خالد محمد عبدالعزيز، وهو من سكان حي القطيع المحاذي لطريق العيدروس، فاستقبل هو الآخر بفرح عارم عملية إعادة فتح الطريق. وبيّن للمراسل الميداني لـ“تطبيق خبِّر” فصولاً من المعاناة عاشها، منها أثناء محاولته إسعاف أحد المرضى، بعد أن أخذ منه الوصول إلى مستشفى الجمهورية في مدينة خورمكسر أكثر من 60 دقيقة، في حين لن يستغرق منه ذلك أكثر من 20 دقيقة فيما لو كان شارع العيدروس مفتوحاً.
وكانت معاناة سكان حيي القطيع والمرسابة المحاذيين لشارع العيدروس قد ازدادت من إغلاق الشارع. إذ غمرتهما مياه الأمطار التي شهدتها المدينة خلال الأشهر الماضية، بعد أن تسببت الحواجز الخرسانية التي وضعت بمحاذاة البنك المركزي، في إعاقة تصريف مياه السيول ما حوّل الحيّين إلى ما يشبه البحيرة الكبيرة.
وقد مثّل عجز فرق الدفاع المدني عن الدخول إلى أحد الأحياء المحاذية للشارع لإخماد حريق شبّ في أحد أكبر المراكز التجارية، أحد أهم الأوراق الضاغطة على السلطات المحلية في المدينة لرفع تلك الحواجز وإعادة فتح الطريق.
وفور إعادة فتحه، دبّت الحياة في الشارع، نظراً للمرافق الحيوية الهامة التي تقع على امتداده، ومنها ملعب الشهيد الحبيشي، ومستشفى الشعب للتوليد، ومجمع القطيع الطبي، ومدرستا بازرعة وشمسان الأساسيتين، فضلاً عن المطاعم والكافتيريات والعيادات الطبية، والصيدليات، والمتاجر. وقد أكد رشيد المعمري، مالك مطعم “المعمري” لمراسل “تطبيق خبِّر” أن مطعمه استعاد شيئاً من نشاطه عقب إعادة فتح الطريق، بعد أن اقتصر العمل خلال فترة إغلاق الشارع على أبناء الأحياء القريبة فقط.
ويمكن لإعادة فتح هذا الشارع أن يُعطي بارقة أمل لدى سكان مدينة عدن عموماً، بإزالة العديد من الحواجز الترابية والأسمنتية من على الشوارع الرئيسية الأخرى في المدينة، وبالتالي التخفيف من حالة الاختناقات المرورية الشديدة التي باتت عنواناً لهذه المدينة.