أخبار الآن | باريس – فرنسا (أ ف ب)
دعا وزير الخارجية الفرنسي جان-ايف لودريان، الأربعاء، إلى الإسراع في تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة عشية استشارات نيابية سينبثق عنها تكليف شخصية بتشكيل فريق وزاري في بلد يشهد انهياراً اقتصادياً.
وحذّر لودريان امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الفرنسي من أنه “كلما تأخرنا، غرق المركب أكثر. إذا لم يقم لبنان بالإصلاحات المطلوبة، فإنّ البلد نفسه معرّض للانهيار”.
وأضاف “لا يمكن أن يكون الشعب اللبناني ضحية إهمال وعدم كفاءة قادته”، معتبراً أن “النزعات القديمة، والمحاصصة حسب الانتماءات، حسب الطوائف، عادت” فيما الوضع الحالي لا يسمح بذلك.
فشلت القوى السياسية اللبنانية الشهر الماضي في ترجمة تعهد قطعته أمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتشكيل حكومة في مهلة أسبوعين وفق خارطة طريق فرنسية نصت على تشكيل حكومة “بمهمة محددة” تنكب على اجراء اصلاحات ملحة للحصول على دعم المجتمع الدولي.
وبعد اعتذار السفير مصطفى أديب عن تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة نتيجة الانقسامات السياسية، منح ماكرون في 27 أيلول(سبتمبر) القوى السياسية مهلة جديدة من “أربعة إلى ستة أسابيع” لتشكيل حكومة، متهماً الطبقة السياسية التي فشلت في تسهيل التأليف بـ”خيانة جماعية”.
استشارات نيابية لتكليف الحكومة اللبنانية الجديدة
وتجري الخميس استشارات نيابية ملزمة دعا لها رئيس الجمهورية ميشال عون لتكليف رئيس حكومة جديد، وقد أعلنت غالبية من النواب تأييدها تسمية رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري الذي أعلن أنه مرشّح ضمن ثوابت المبادرة الفرنسية. وقال إنه يعتزم تشكيل حكومة اختصاصيين تضع خلال ستة أشهر الاصلاحات على سكة التنفيذ.
ويعارض التيار الوطني الحر الذي يتزعمه عون تسمية الحريري لرئاسة الحكومة. لكن غالبية نواب الطائفة السنية التي ينتمي اليها الحريري ونوابا آخرين أعلنوا أنهم سيسمونه. ولم يعلن حزب الله موقفه من تسمية الحريري، لكن المحللين السياسيين يؤكدون أنه راض بتسميته، بدليل إعلان أبرز حلفائه، حركة أمل بزعامة رئيس البرلمان نبيه بري، تأييد ترؤس الحريري الحكومة.
استقال الحريري في 29 تشرين الأول(اكتوبر) 2019 على وقع حراك شعبي غير مسبوق ضد الطبقة السياسية، حمل خلاله المتظاهرون المسؤولين الذين يحكمون لبنان منذ عقود مسؤولية التدهور الاقتصادي والمعيشي بسبب تفشي الفساد والصفقات والإهمال واستغلال النفوذ.
ويشهد لبنان منذ عام انهياراً اقتصادياً غير مسبوق فاقمه انتشار فيروس كورونا المستجد ثم انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب(أغسطس) الذي أوقع أكثر من مئتي قتيل و6500 جريح.
حرق مجسم قبضة الثورة في ساحة الشهداء
أعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في لبنان، الأربعاء، اعتقال أربعة أشخاص على خلفية إحراق مسجم قبضة الثورة في ساحة الشهداء.
وذكرت المديرية في بيان، أنه وبعدما “قام بعض الشبان باحراق قبضة الثورة في ساحة الشهداء- بيروت، أعطيت الأوامر لتوقيف الفاعلين، فتمكنت شعبة المعلومات من توقف أربعة منهم”.
وأكدت المديرية العامة على أن التحقيق جار بإشراف القضاء المختص.
وكانت وسائل إعلام محلية ذكرت أن مناصري تيار المستقبل أقدموا على إضرام النار بشعار “قبضة الثورة” في وسط بيروت.
ولاحقاً، أصدر تيار المستقبل بياناً قال فيه إنه “لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد بهذا العمل المدان”.
وحول تكليف سعد الحريري المتوقع يوم غد بتشكيل حكومة جديدة، ذكر بيان مشترك بين مجموعات من 17 تشرين الأول ” إننا كقوى سياسية ملتزمة بثورة الشعب في ١٧ تشرين ، نجدد رفضنا المطلق لإعادة تكوين هذه السلطة الفاقدة للشرعية”.
وأضاف البيان “نشدد على تشكيل حكومة انتقالية انقاذية مع صلاحيات استثنائية من وجوه مستقلة تحظى بشرعية الشعب وتنقذ البلاد من الانهيار الحتمي وتستعيد الاموال المنهوبة وتضع المجرمين كل المجرمين بحق الشعب منذ الحرب وحتى انفجار بيروت امام المحاسبة والعدالة”.