أخبار الآن | بيروت – لبنان (رويترز)
كان انفجار بيروت والدمار الذي لحق بمخبز روبير غطاس في بيروت بسبب انفجار الرابع من أغسطس آب كبيراً, الى الحدّ الذي استحال معه التعرف على مكانه الذي ظل فيه لمدة 37 سنة.
دمر الانفجار، الذي وقع على بعد بضع مئات من الأمتار، المخبز والكثير من المنازل والمتاجر بشارع الجميزة.
كانت الأضرار هائلة لدرجة أن روبير نفسه لم يتمكن من تحديد مكان المخبز المعروف باسم فرن غطاس عندما ذهب لرؤيته.
وقال “لما وصلت (إلى هنا)، ما كنت أعرف وين محلي (لم أعرف مكان متجري) قد ما كان في دمار (بسبب حجم الدمار) يعني عرفت محلي من الكنيسة إنه أنا صرت قدام محلي.. كان دمار كتير، لأن نحن خط مفتوح على الميناء (بالإنجليزية) اجا كل الضغط عنا (كان كل الضغط علينا) وهيك وقفت صفنت (حدًقت).. وأنا جاي تأثرت كتير يعني كنت جاي عطريق مار مخايل مشي (على الأقدام)”.
وبعد أكثر من شهرين، أعاد غطاس فتح مخبزه، ويعود الفضل في ذلك إلى حد كبير للتبرعات المقدمة من خلال حملة عبر منصة (جو فند مي) لجمع التبرعات على الإنترنت.
أضاف روبير “نحن مشهورين يعني ٣٧ سنة هون.. والعالم كلها (جميع الناس) بتعرفنا، كل واحد كان يجي إنه يتأثر… (يشعر بالحزن بسبب ما حدث لنا) كثر خير الله (الحمد لله)”.
صنعت إعادة الافتتاح لحظات سعادة نادرة في حي اعتاد سكانه على شراء طعام الإفطار “المنقوشة” من فرن غطاس، بعد خبزها في الفرن الحجري أمام أعينهم.
وقال أحد زبائن فرن غطاس يدعى أيمن زيعور “شيء بكبر القلب يعني (مفرح).. الزلمي صار له هون بالمنطقة أكتر مني.. فنحن منجي (نأتي) مناكل هون، يعني… من ضمن المنطقة (بالإنجليزية) تبعنا يعني.. وشيء بكبر القلب (يسعدنا أن نرى) إنه نشوف في عالم (ناس) واعية وبتعرف إنه هو موجود هون وبيعرفوا قيمته ويقدروا يساعدوا ليرجع يفتح”.
أضاف “اللبناني هيك… قوي يعني معوض، للأسف معوض يضل يوقع ويرجع يقوم… بس هيدا نحن يعني، ما منفل (لا نهرب)، وطنا منحبه (نحبه) يعني، ح نضلنا مكملين”.
والمنقوشة هي عجينة “بيتزا” رقيقة يعلوها الزعتر أو الجبن أو اللحم أو الخضار.
ويتحدث غطاس بسعادة عن إعادة افتتاح المخبز بهذه السرعة. فعندما رآه للمرة الأولى ، اعتقد أن الأمر سيستغرق شهوراً طويلة قبل أن يتمكن من إعادة فتحه مرة أخرى.
وقال “يعني أنا أول شي كنت بدي أقول حتاخد معي سبع.. ثماني أشهر… بس بس بلشت المساعدات حتى هن يتصلوا يقولوا لي بعد ما تلفنت، شو عم تعمل (كان الناس يتصلون ويسألونني عما إذا كنت أحتاج المساعدة)”.
أضاف “بس إنه المهم نحن فتحنا بابنا وعم نشتغل.. نحن هون (هنا) بعدنا موجودين، هيدا أهم شي إنه نحن بعدنا هون (ما زلنا موجودين)”.
وأوضح أن حملة (جو فند مي)، التي دشنها نجله إيلي، جمعت ما يزيد عن 7000 دولار أمريكي، ما ساعد في إجراء الإصلاحات التي بلغت تكلفتها الإجمالية حوالي 12000 دولار أمريكي.