صافرة ألاء عبد الصمد تضبط الملاعب بعد فتحها باب تحكيم كرة القدم أمام السودانيات

لم تكن تتوقع محكمة كرة القدم ألاء عبد الصمد الاهتمام الإعلامي بمهنتها قبل رياح التغيير التي جاءت بها ثورة ديسمبر 2018 في السودان. فالمحكمات السودانيات في الساحرة المستديرة، على قلتهن، يمارسن هذه المهنة منذ أكثر من عشر سنين، وهي أول من مهّد هذا الطرق عام 2004، ما جعل الاتحاد السوداني لكرة القدم يفتح الباب أمام انتساب العنصر النسائي في سلك التحكيم، كما قالت للمراسل الميداني ل “تطبيق خبّر” في الخرطوم وليد محمد مختار.

وبعد أن أطلقت صافرتها لاستراحة قصيرة خلال تدريب كروي مؤخراً من بدون حضور جمهور بسبب تبعات فيروس كورونا المستجد، أوضحت المحكمة ألاء أنها شاركت في إدارة مباريات كثيرة في الدوري المحلي السوداني، لكن البدايات لم تكن سهلة أبداً. وأضافت أنها واجهت صعوبات جمة ومعارضة من قبل الأهل الذين وجدوا الفكرة غريبة وصعبة على النساء، إلا أنها استطاعت إقناعهم في نهاية المطاف، خصوصاً في تخطي نظرة المجتمع.

عبد الصمد، التي جاءت إلى ملاعب كرة القدم من الهندسة الزراعية، عبّرت عن ثقتها بقدرة المرأة السودانية على تحقيق نجاحات ملهمة في مجال التحكيم الكروي، لأنها طموحة ومثابرة ويمكنها الوصول لما تريد. لكن المحكمة ألاء تخشى في ذات الوقت أن تقف التقاليد الاجتماعية حجر عثرة أمام انطلاق السودانيات في هذه المهنة. وأعربت عن أمنيتها بالوصول للعالمية وهي الحاصلة على إشارة دولية في التحكيم منذ عام 2014.

لعل أكثر الصعوبات التي واجهتها في الملاعب وفق ما أخبرت به مراسل “تطبيق خبّر”، هي من قبل الأجهزة الفنية واللاعبين وحتى الجمهور، “فكثيراً ما سمعت منهم هذا ليس مكانك، ينبغي أن تبقي بالمنزل فقط”. وبالرغم من كل ما لاقته أثبتت عبد الصمد العكس بحفظها للقانون وتطبيقه داخل الميدان أداء متميزاً، ما جعل تكسب احترام المنتقدين والمستهجنين.