جلست “زينب” في زاوية منزل والدها، لتجيب بارتباك عن الأسئلة الموجهة لها. ولخوفها من الاختلاط، استعانت من وقت لآخر بإحدى أخواتها لمساعدتها على الإجابة. كشفت “زينب” حصرياً لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني سامان داود عما حدث لها من انتهاكات أثناء خطفها من قبل تنظيم داعش، مؤكدة “أن الألم لا يزال مستمراً حتى الآن”.
“زينب” هو اسم مستعار لناجية تركمانية شيعية المذهب، كان قد اختطفها مسلحون من داعش من قرية بيشير جنوب محافظة كركوك شمال العاصمة العراقية بغداد، في حزيران/ يونيو عام 2014.
تعاني “زينب” من تأزم نفسي حاد. وقد أوضحت لمراسل “تطبيق خبّر” أن عمرها كان يتجاوز 14 عاماً بثلاثة أشهر حين اختطفت. وقالت إنها اغتصبت من قبل مسلحي داعش، وحملت وأجهضت مرة واحدة خلال تلك الفترة.
“محمد شوكت كوثر” مدير شبكة الرحمة للمفقودين والمغيبين قسراً وعضو الهيئة الإدارية ل FEMED، قال لمراسل “تطبيق خبّر” إنهم أرسلوا محللة نفسية لتزور “زينب” مرتين. وأوضح أن المحللة النفسية تحدث عن عدة مشاكل تواجهها “زينب”، أبرزها أنها تنتظر الموت وتراه الحل في وضعها الحالي، فهي لا تستطيع التفكير كأي فتاة بالزواج أو الاستقرار أو التعليم أو العمل. كما لا تستطيع الاختلاط ببقية البنات من أقرانها أثناء المناسبات العشائرية كالفواتح أو حتى الأعياد والمناسبات بسبب نظرة المجتمع لها. وأشار إلى أن المحللة النفسية بتشخصيها حالة زينب بيّنت أن الفتاة فقدت حاسة الاستمتاع بكل شيء ولم تعد تشعر إلا بالمرارة والظلم، فقد “سرق داعش منها حياتها ومستقبلها مثلما سرق عذريتها وشرفها”.
“خلال استرجاعها للذاكرة، تتكلم زينب أحياناً بصورة عفوية، ثم تدخل بعدها في موجة بكاء هستيري يليه سكون”. هكذا شرحت المحللة النفسية (ذ.ش) التي قابلت زينب مرتين، وضعها لمراسل “تطبيق خبّر” سامان داود. وهي أرادت أن نكتفي بذكر الأحرف الأولى فقط من اسمها.
يرى “كوثر” أنه من الواجب على الحكومة العراقية تكثيف الجهود للبحث عن المختطفات التركمانيات لأن هناك عدد آخر غير معروف منهن. كما يؤكد على ضرورة تقديم كافة الدعم النفسي والقانوني للناجيات منهن، وإدخالهن في برامج إعادة اندماج داخل المجتمع في مناطقهن، خاصة في تلعفر وكركوك. كما دعا الزعامات الشعبية في مناطق التركمان إلى دعم الناجيات من خلال وقف قضية “وصمة عار” بحقهن، وتوفير ملاذ آمن لهن، وأيضا الذهاب إلى تشريع الاعتراف بالإبادة الجماعية للتركمان من قبل الحكومة العراقية وباقي الدول، وتدويلها الحصول على العدالة للناجيات التركمانيات.