تعمل الطفلة السودانية ريان ناجي مع أترابها على تنفيذ مشروعها الذي اقترحته على القيّمين على فريق المبتكرين الصغار. وهو فريق تأسس في كانون الأول/ ديسمبر عام 2019، ويعمل على استضافة مجموعات مختلفة من أطفال السودان، بفئاتهم العمرية المختلفة، لتدريبهم وتنمية مهاراتهم وقدراتهم عبر سلسلة من المحاضرات والدورات وورش العمل في البرمجة والربورتات والمشاريع الإلكترونية، بهدف النهوض بهؤلاء الأطفال في مجالات الذكاء الاصطناعي وبرمجة الإلكترونيات، فضلاً عن اكتشاف المواهب التي يمكنها من تمصيل السودان في المسابقات المحلية والدولية.
أوضحت الطفلة ريان، لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني وليد في الخرطوم محمد حامد، إنها تدرس في الصف السادس ابتدائي، وحين التحقت بالدورة التدريبية لفريق المبتكرين الصغار، قدمت مشروعاً استلهمته مما لاحظته خلال ذهابها إلى المدرسة. قالت ريان إن الشوارع مليئة بالنفايات ما يجعل منظرها غير مرضٍ، فضلاً عن أنها تضر بالصحة والبيئة، “من هنا فكرت أن فكرة تصنيع روبوت مهمته تنظيف الشوارع وجمع النفايات، فسيساعد على نظافة البلد وسيكون الأمر مفيداً لنا جميعاً”.
ريان ناجي تعمل على مشروعها روبوت النظافة
استشارت ريان رفاقها في المجموعة التي هي ضمنها، ورحبوا بالفكرة. وشرحت أن المشروع يتكون من مواد خام بسيطة كالاخشاب، وحساسات صغيرة مربوطة ببرنامج وكودات وإطارات وغيرها. وهي بدأت مع رفاقها بتنفيذ روبوت النظافة، كما تسميه. وأضافت أنهم واةهوا صعوبات عديدة لتنفيذ المشروع، لكنهم وبتشجيع وتوجيه من فريق المبتكرين الصغار واجتهادهم الشخصي، تمكنوا من تجاوز كل المشاكل التي واجهتهم. ووصفت الطفلة ريان بيئة العمل والتدريب باللطيفة جدً، ما يجعلهم يعملون بانسجام وتناغم كبير.
أما الطفلة ندى الله الفاضل، التي لا يتجاوز عمرها ١٥ عاماً، فقالت لمراسل
“تطبيق خبّر” الميداني إنها تعمل على تنفيذ مشروع بوابات إلكترونية تحت الجسور. وأوضحت أن فكرة المشروع جاءتها من حقيقة أن السودان هذا العام اجتاحته فيضانات كبيره جداً، وأدت إلى أضرار كبيرة. وتشاورت ندى مع فريقها وتم التوافق على إنجاز المشروع.
ندى الله الفاضل صاحبة فكرة البوابات الإلكترونية على الجسور
شرحت الطفلة ندى أنها فكرت باستغلال مياه الفيضانات واستثمارها في أشياء تفيد الإنسان بدل أن يتضرر منها. ويتكون المشروع من بوابات متصلة بحساسات يتم وضعها في نهر النيل، وعندما تزيد المياه عن حدها الطبيعي تقوم البوابات بالسماح للمياه بالخروج إلى خزانات أرضية، ومن ثم إلى خزان رئيسي، ليقوم بتحويلها أى الأراضي الزراعية.
وأضافت الطفلة ندى أن المياه بعد مرورها بالبوابات، يتم فلترتها على مراحل عديدة حتى تصبح مياهاً نقية، يمكن أن يستفيد منها الإنسان والحيوان، كما الأراضي الزراعية. وختمت بالقول إن الإنسان عندما يفكر ليبتكر أي مشروع، لا بد من وضع المصلحة العامة فوق كل شي.
بأدوات بسيطة ينفذ الأطفال ابتكاراتهم
يذكر أن فريق المبتكرين الصغار يعمل على تنمية قدرات الأطفال في البرمجة والروبوتات، وتعزيز دور الأطفال في مواكبة التكنولوجيا الحديثة، وتحفيز وتشجيع الأطفال في التعليم وتمليكهم المعرفة والمهارة اللازمة. وهذه الأفكار التي توفر حلولاً مبتكرة لخدمة الإنسان في مدن ومجتمعات المستقبل، تعزز رسالة فريق المبتكرين الصغار كمختبر عالمي مفتوح للأفكار وتبادل الخبرات وإبراز قصص النجاح الملهِمة الناجحة من أجل عالم أفضل وغد واعد للإنسان.
وهذه هي الدفعة الثالثة من المبتكرين الصغار الذين التحقوا بدورات أساسيات الإلكترونيات والاردوينو التي أجراها الفريق هذا العام. وضمت هذه المجموعة أطفالاً من الفئة العمرية من 10 سنوات إلى 16 سنة. وسيتم تخريجهم يوم السبت 6 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، في قاعة التعليم العالي والبحث العلمي بعد أن أكملوا دورة مدتها 28 يوماً، وسيتجرى في الحفل الختامي مسابقة اختيار أفضل مشروع تم عمله بواسطة هؤلاء الأطفال المتدربين الذي يشكلون مشروع أطفال سودانيين مبتكرين، يمكن أن يؤدي احتضانهم لأن يكونوا قادة المستقبل العلمي في الابتكار والبرمجيات في السودان.