أطلقت مجموعة شباب من منطقة بغديدا في محافظة نينوى شمال العراق مبادرة أسموها “مبادرة كرسمس” وحملت شعار “نبني جسور السلام ونهدم جدران الكراهية”.
بمناسبة قرب احتفالات عيد الميلاد ورأس السنة الميلادية، قام هؤلاء الشباب المنتمين إلى الديانة المسيحية بجمع الثياب وهدايا الأطفال، ثم جرى توزيعها على مخيم الخازر، وهو أحد مخيمات قضاء الحمدانية، حيث يعيش نازحون من مدينة الموصل.
المبادرة هدفت لأن تكون خطوة مهمة لتعزيز أسمى مفاهيم التعايش بين مجتمعات نينوى. وقد أطلق منظموها نداءً على صفحات التواصل الاجتماعي للتبرع بالثياب المناسبة لقدوم فصل الشتاء.
كما جاءت كنوع من التضامن مع النازحين بعد قرار وزارة الهجرة والمهجرين بإخلاء مخيمات النازحين وغلقها، ما كان له أثّر سلبي أيضا على النازحين.
“مبادرة “كرسمس” هدفت لبناء جسور السلام
وقد أوضح “أندي جورج”، أحد الشباب المشاركين في المبادرة، لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني سامان داود، أن المبادرة بدأت قبل 10 أيام في مناطق الحمدانية في محافظة نينوى، وفي عنكاوا بمحافظة أربيل، الواقعتين شمال العراق.
وأضاف أن الفكرة لاقت دعماً واسعاً من الشبان والشابات في المنطقة، ممن آثروا المشاركة تطوعاً، وساهموا بدورهم بنشر فكرة المبادرة في محيطهم ومجتمعهم.
يعمل “جورج” الذي ينحدر من خلفية مسيحية من الحمدانية وتعرف محليا بــ “قرە قوش أو بغديدا”، ناشطاً مدنياً وصحفياً في قناة سوريو. أكد لمراسل “تطبيق خبّر” أهمية السلام في المنطقة، والتأكيد عليه لبناء مستقبل أفضل بعد هجوم داعش على مدن العراق المختلفة، “وخاصة محافظة نينوى الذي أحدث فيها شرخاً اجتماعياً نتمنى زواله قريبا”.
من جهتها، عبّرت الناشطة المدنية ناردين ثامر ججو عن فرحتها بمبادرة شعارها “نهدم جدران الكراهية ونبني جسور المحبة”، ومسارعتها للتطوع فيها.
نادين قامت بغسل الملابس ورتبتهم، كما ذهبت إلى المخيم رفقة الفريق. وقد بيّنت لمراسل “تطبيق خبّر” التفاعل الكبير لأهالي قضاء الحمدانية وعنكاوا مع المبادرة وتعاونهم ودعمهم للفكرة بشكل كبيرة.
ورأت “ججو” أن هذه المبادرات مهمة تجاه النازحين، لما يعيشونه من مصاعب أثناء النزوح خصوصاً مع حلول فصل الشتاء، مشيرة إلى أن “دعمهم بثياب تدفئهم شيء بسيط ونتمنى أن نرى مبادرات أكبر تخفف معاناتهم أكثر”.
من جانبه، قال “محمد ياسين”، أحّد النازحين، إنّ “مبادرة كرسمس” من أجمل المبادرات التي حصلت في المخيم.
وأضاف أن ما يميزها بالنسبة له كونها مبادرة حصلت من العائدين إلى مناطقهم المتضررة، “وجاءت من شريحة مهمة جداً من شرائح المجتمع العراقي وهم المسيحيّون الذين عانوا من عانوه جراء الحرب”.
كما أكد ياسين أنّ الثياب التي استلموها كانت نظيفة، وبكافة القياسات مع الأحذية وألعاب الأطفال.
وعبّر عن شكره لمنظمي “مبادرة الكرسمس” لأن الثياب هي التي تحمي جسم الانسان من البرد الذي نقبل عليه، مشيراً إلى “أنّ هذا بحد ذاته رسالة محبة لكي يشاركونا المآسي التي نعيش فيها”.
يذكر أن مخيم الخازر يقع في قضاء الحمدانية – ناحية الكلك. وتم إنشاءه أثناء إنطلاق عمليات تحرير محافظة نينوى من سيطرة داعش، ويحتوي على أكثر من 6000 عائلة من مدينة الموصل وقضاء بعاج وناحية ربيعة وزمّار.