استعد الدكتور “خليل خلف” منذ الصباح الباكر لغرض الذهاب إلى مقر مركز حطين لمكافحة فيروس كوفيد 19، ليبدأ عمله فيه يوم افتتاحه بحضور أهالي مجمع حطين المعروف محليا ب “دووكري”.
يعد مركز حطين لمكافحة فيروس كوفيد 19 الأول من نوعه في سنجار، حيث قام أهالي مجمع دووكري بتحويل دار الضيافة إلى مركز طبي لاستقبال المصابين بالفيروس، دون أي دعم حكومي أو من منظمات المجتمع المدني.
اكتفى الأهالي بجهودهم الذاتية في محاولة منهم لسد العجز الطبي في تلك المنطقة. وقال دكتور “خليل” لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني سامان داود أن المشروع خدمة كبيرة قدمها أهالي مجمع حطين “دووكري” لأنفسهم ولباقي المناطق القريبة منهم.
وأوضح أن المركز يوفر مكاناً للحجر الصحي للمصابين بفيروس كورونا المستجد، ويقدم العلاجات اللازمة للمصابين، خصوصاً وأن حالات الإصابة بالفيروس قد ارتفعت في الفترة الماضية.
وبيّن الدكتور “خليل” لمراسل “تطبيق خبر” أن المركز الجديد يحتوي في الوقت الحالي على 3 أسرة، ويمكن زيادتها حسب الحاجة، فضلاً عن عدد من قناني الأوكسجين والعلاجات المهمة التي تعطى للمصابين بفيروس كورونا المستجد.
وطالب الطبيب الجهات المختصة بدعم هذا المركز، لافتاً النظر إلى وجود احتياجات أخرى في القريب العاجل، لغرض تقديم أفضل الخدمات الصحية للمصابين.
كما أضاف الدكتور “خليل” أنهم في هذا المركز، يقومون بمعالجة الأشخاص المصابين بفيروس كوفيد 19 الذين تتراوح حالاتهم الصحية بين خفيفة ومتوسطة.
وشرح عمل المتطوعين من الكادر الصحي الموجود في المجمع، إذ “يقومون معالجة حالات كورونا المستجد التي ذكرناها وإعطاء الأدوية اللازمة حسب البروتوكول العالمي، وبالطبع يتم متابعة هذه الحالات فيما بعد من قِبل الكادر نفسه بشكل متكرر لحين إكتسابهم الشفاء التام”.
أما بخصوص الحالات الحرجة والخطرة، فقال الدكتور خليل إنه يتم إحالتهم إلى مستشفى سنوني العام حيث تتم معالجتهم من قبل منظمة أطباء بلا حدود، مشيراً إلى أن عدد الإصابات عبرت حاجز 40 إصابة في المجمع وتمت معالجة أغلبها بجهود ذاتية.
“سامية شنگالي” ناشطة مدنية حضرت احتفالية الافتتاح، قالت لمراسل “تطبيق خبر” أنه تم تحويل دار الضيافة في المجمع إلى مركز طبي بجهود من أهالي المجمع في العراق والمهجر.
وأوضحت أنه تم إطلاق مبادرة شبابية من قبل مجموعة أبناء عشيرة السموقية التي تسكن المجمع، مشيرة إلى “أن دعم أبناء المجمع في المهجر كان ممتازاً وتبرعاتهم خففت علينا كثيراً. واليوم يشهد هذا المركز النور بفضل دعمهم”.
وأردفت “شنگالي” أن هذه هي أول مبادرة لهذه المجموعة، “بعد أن رأينا أن المجمع يحتاج إلى هكذا مركز، وسط غياب الدعم الحكومي بعد عودة النازحين إليه”.
ودعت “شنگالي” إلى تنفيذ هذه الفكرة في المناطق الأخرى من سنجار، كما عبرت عن سعادتها بهذا الإنجاز ونوهت إلى أن المجموعة ستعمل على مبادرات أخرى لدعم النازحين العائدين، وتوفير كل ما يحتاجونه مستقبلاً.
يذكر أن مجمع دووكري شمال قضاء سنجار، غرب محافظة نينوى شمال العراق. ويعد قضاء سنجار المعقل الأكبر للأيزيديين في العراق والعالم، وقد وتعرضوا فيه إلى حملة إبادة جماعية جراء اجتياح داعش لمناطقهم.