بعد انتظار عشرات السنين، وصلت مياه الشفة إلى قرية حيالي جنوب قضاء سنجار في العراق.
أهالي حيالي التي أنشئت منذ أكثر من عشرات السنين كان أمامهم رحلة يومية شاقة لجلب مياه الشرب لمنازلهم.
قال “ابراهيم قاسم”، أحد سكانها، لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني سامان داود، إن هذه هي المرة الأولى التي لن يضطر فيها للذهاب مسافة ساعتين في الطريق الى جبل سنجار لجلب مياه نظيفة لعائلته.
وعبّر ابراهيم الذي يعمل في تربية المواشي عن ارتياحه لحصول قرية حيالي أخيراً على مشروع إنتاج مياه نظيفة، يوفر على سكانها عناء رحلة الحصول على مياه الشرب لهم ولعائلاتهم.
ابراهيم قاسم: الحياة قد بدأت الآن
فقد عملت “مبادرة نادية” على توفير الدعم المالي لمشروع إعادة تأهيل خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة في قرية حيالي غرب محافظة نينوى شمال العراق والذي سيرفر للاهالي مياه نظيفة والمشروع هذا من تنفيذ منظمة دوركاس الدولية.
كما أعرب “ابراهيم” عن سعادته “لأن عائلتي ستحصل على مياه نظيفة بسهولة ويُسر”، مضيفاً أنه لن يتحمل مشقة الطريق مرة أخرى لأن “المياه أصبحت متوفرة في القرية وهذا الأمر يمكن أن أقول عنه أن الحياة بدأت الأن”.
وأوضح ابراهيم خلال حديثه لمراسل “تطبيق خبّر” أن أهالي القرية تحملوا الكثير من المعاناة خلال الفترة الماضية، لافتاً النظر إلى أنها لا زالت تحتاج إلى الكثير من الأمور، منها “خدمات البلدية وتبليط شوارع القرية الرئيسية لتسهيل وصولنا إلى مركز المدينة وهذا سيخفف علينا الكثير”.
وأكد ابراهيم الذي عاد مؤخراً الى القرية بعد فترة نزوح طويلة، أن مشروع المياه سيكون أحد الأسباب المهمة التي ستدفع أهالي القرية النازحين إلى العودة والاستقرار مرة أخرى في القرية الجنوبية لجبل سنجار.
من جانبها، قالت “مبادرة نادية” قالت منسق المشاريع في المبادرة “صلاح عمر” لمراسل “تطبيق خبّر” إن “المشروع هذا جزء من أبسط حقوق هكذا قرى عانت كثيراً في الفترة الماضية، وتوفير المياه يعد من أهم حقوق الإنسان”.
وأبرز أن المشروع يتضمن تأهيل الآبار وبناء خزانات المياه الفولاذية والمضخات. كما سيتم تدريب السكان على تقنيات الإدارة المستدامة للبنية التحتية المقدمة من أجل الحفاظ على جودة المياه بشكل مستقل لسنوات مقبلة. ويتم تنفيذ المشروع من قبل منظمة دوركاس الهولندية.
وأضاف أن “مبادرة نادية تعمل على تخفيف تلك المعاناة لدعم عملية الاستقرار وعودة النازحين إلى داخل قضاء سنجار بشكل عام بعد الإبادة التي حصلت بحق الإيزيديين”.
وأوضح “عمر” إنه مشروع مياه الشرب النظيفة لن يكون المشروع الوحيد في قرية حيالي، مؤكداً أن “هناك مشاريع مقبلة، أهمها إكمال بناء المدرسة التي توقف بناؤها بعد اجتياح داعش للمنطقة في صيف 2014”.
وأشار إلى أن إكمال بناء مدرسة القرية سيسهم في تذليل العقبات أمام أهالي حيالي وأطفالها من خلال بناء مستقبل أفضل لهم من خلال هكذا مشاريع.
تقوم مبادرة نادية، التي أطلقتها الناشطة العراقية الإيزيدية نادية مراد، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، بدعم عمليات إعادة الإعمار في مدينة سنجار، حيث قرية كوجو مسقط رأسها. كما تقدم المبادرة التمويل للمشاريع الخدمية.
وكان قضاء سنجار قد تعرض لهجوم في عام 2014 من قبل تنظيم داعش، الذي قتل وأسر آلاف الإيزيديين، كما دمر مناطقهم وقراهم.
وفي أواخر عام 2015، استطاعت قوات البيشمركة وقوات حماية الشعب الكردية، بإسناد من القوان الأميركية السيطرة على المنطقة.
وفي عام 2017، استعادة الحكومة العراقية السيطرة على سنجار خلال عملية فرض القانون.