أجريت في مدينة الصويرة نهاية الأسبوع المنصرم أول انتخابات من نوعها في تاريخ المدينة لتشكيل مجلس جماعي للأطفال.
سيكون للمجلس الجماعي هذا دور استشاري لدى السلطات الرسمية. وكان قد شرع في العمل عليه منذ أزيد من سنة.
وتضمن العمل على تشكيل المجلس الجماعي للأطفال التواصل مع الجمعيات المحلية التي تشتغل مع فئة الأطفال وفي مختلف المجالات، ثم عقد سلسلة اجتماعات إعدادية لأجل الانتهاء إلى الصيغة التي سيتم بها انتخاب أعضاء المجلس، والمحددات التي على أساسها سيتم اختيار الأطفال.
سيتشكل المجلس من 15 طفلاً بين ذكور وإناث، سيقومون بعمل استشاري عبر تقديم اقتراحات للمجلس الرسمي بخصوص القضايا المتعلقة بالأطفال في المجالات التربوية والاجتماعية والثقافية، وكل ما يشكل مدار اهتمام الطفولة داخل مدينة الصويرة.
مشروع مجلس الأطفال الذي تقوده جمعية بيتي، وهي جمعية ذات صفة المنفعة العامة ومتخصصة في العمل مع الأطفال في وضعية الشارع، أنجزت المشروع بالتعاون مع عدد من الجمعيات الشريكة منها: جمعية الخير النسوية، وجمعية رعاية الأطفال في وضعية إعاقة، وجمعية فرح، وجمعية الرسالة للتربية والتخييم وجمعية كافل اليتيم وجمعيات أخرى. وقد تقدم للمشاركة في المجلس أزيد من 120 طفلاً في المرحلة الأولى، موزعين على 15 جمعية محلية.
أوكل لكل جمعية إجراء انتخابات داخلية وترشيح ثمانية أطفال للمرحلة الموالية، التي سيتم فيها انتخاب طفل واحد سيمثل الجمعية في مجلس الأطفال.
مراسل “تطبيق خبّر” الميداني في المغرب يوسف أسكور حضر داخل مركزين انتخابيين، الأول بالمجلس الجماعي لمدينة الصويرة الذي احتضن عملية انتخاب أطفال جمعية فرح، والثاني بالفضاء الجمعوي للثقافة والإبداع الذي احتضن انتخاب أطفال جمعية كافل اليتيم.
وسجل مراسل “تطبيق خبّر” الحضور الفعال للأطفال، وحرصهم على المشاركة، وتقديم عروض تقديمية لأجل إقناع أقرانهم بالتصويت لصالحهم، في جو حاول المشرفون أن يجعلوه درساً لتعليم الأطفال مبادئ الديموقراطية، من ترشيح وتصويت وحملة انتخابية.
ويُنتظر من المجلس الجماعي للأطفال أن يعقد لقاءاته بدءاً من السنة المقبلة في نفس القاعة التي يُعقد فيها المجلس الجماعي الرسمي، وذلك لأجل أن يخوض الأطفال تجربة الانفتاح على مؤسسة الجماعة واكتشاف خدماتها، بما يساهم في رفع منسوب مشاركة الشباب في الشأن العام المحلي، وتقريب المعلومات التي تهم المواطنين إلى فئة الأطفال.
حسن القادري، وهو المنسق المحلي لجمعية بيتي، صرح لمراسل “تطبيق خبّر” أن مشروع المجلس الجماعي للأطفال شُرع في العمل عليه السنة الفارطة قبل أن يتوقف لأزيد من ثمانية أشهر جراء جائحة كورونا.
وأضاف القادري أن العمل على المشروع استؤنف خلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر المنصرم عبر التواصل مع الشركاء، والشروع في برمجة اجتماعات عمل انتهت بتنظيم انتخابات داخل كل جمعية.
وأوضح أن المجلس الجماعي للأطفال بالصويرة يهدف إلى دفع المؤسسات الحكومية إلى استحضار الأطفال في السياسات العمومية والبرامج التي يقومون بها، وذلك بغية توفير مشاريع موجهة للأطفال، وتراعي خصوصياتهم داخل المدينة.
من جهته، صرح سعيد مودوجي، رئيس جمعية رعاية الأطفال في وضعية إعاقة، لمراسل تطبيق خبّر، أنه كشريك في مشروع مجلس الأطفال حرص على أن يحضر الطفل في وضعية إعاقة داخل تركيبة المجلس.
وأكد أن الهدف من ذلك هو تشجيع اندماج هذه الفئة داخل المجتمع، خصوصاً أنها لا تزال تعاني من الوصم والإساءة من بعض الأطفال، كما أنها لا تتوفر على فضاءات مهيئة لاستقبالهم، وهو ما يُرجى أن يقوم به المجلس من خلال دوره الاقتراحي.
وعرف مركز رعاية الأطفال في وضعية إعاقة انتخاب الطفلة هبة الصغير، ممثلة عن فئة الأطفال ذوي الإعاقة بعد اختيارها من طرف أقرانها في اقتراع سري مباشر.
وجاء انتخاب الطفلة هبة نظراً للدور الذي تقوم به في التواصل مع جميع الأطفال على اختلاف إعاقاتهم، وحرصها على خدمتهم بالرغم من إعاقتها الحركية التي ألزمتها الكرسي المتحرك.
الطفلة هبة اعتبرت انتخابها اعترافا من أصدقائها وصديقاتها بما تقوم به، وقالت إنه شكل دافعاً لها لنقل صوتهم داخل المجلس، بحيث يتم إيجاد حلول للمشاكل التي يعانون منها، سواء داخل المدرسة أو في الشارع العام، أو في فضاءات الترفيه الخاصة بالأطفال ذوي الإعاقة.
من المنتظر أن يتم العمل على الوثائق المؤسسة للمجلس في غضون الأسابيع المقبلة بمشاركة الأطفال الخمسة عشر الذين تم انتخابهم.
وسيتم تنصيب مجلس الأطفال في حفل رسمي بداية السنة المقبلة بحضور رئيس المجلس الجماعي للصويرة وممثلي السلطة المحلية وفعاليات مدنية، ويشرع في ممارسة صلاحياته بعدها مباشرة.