أنهى مشروع بازار الأربعاء الماضي ورشته التدريبية الثانية شمال سوريا، وخرّج 24 متدرباً سيتمكنون الآن من دخول سوق العمل وتوفير لقمة عيشهم.
 
وكانت منظمة “كاف GAV” قد أطلقت مشروع “بازار 2” نظراً للظروف الصعبة التي يعيشها النازحون من شمال وشرق سوريا بعد الحرب والمعارك في مناطقهم، إثر الهجوم التركي عليها.

 

 

وفر مشروع “بازار 2” تدريباً عملياً لأربعة وعشرين متدرباً ومتدربة في ثلاث مجالات مختلفة، هي السباكة والخياطة الرجالية والخياطة النسائية. كما يعمل المشروع على إدماجهم في سوق العمل في المناطق التي نزحوا إليها.
 
في المعرض المرافق للورشة التدريبية، لاقت الملابس التي تم خياطتها من قبل “محمد” استحسان الحاضرين لمعرض بازار.
 
وقد جرى تنظيم المعرض لعرض ما تم صنعه من قبل متدربي بازار 2 ومنهم “محمد” الذي تدرب على مهنة الخياطة الرجالية. وهو أخبر مراسل “تطبيق خبّر” الميداني سامان داود أنه استطاع خلال المعرض بيع 4 قطع مما خاطه من ثياب خلال التدريب.
بازار 2 يدرب 24 شخصاً بمخيم تل السمن

تدريب على الخياطة الرجالية في مخيم تل السمن

“محمود عبد الرحمن”المسؤول الإعلامي في منظمة GAV لمشروع بازار 2 قال لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني إن مشروع بازار 2 هو تكملة ونسخة ثانية من مشروع بازار 1 السابق الذي يعتبر مشروع تدريب مهني في إطار مشاريع سبل العيش .
 
وأوضح أن مشروع بازار يهدف إلى إعادة دمج المستفيدين من التدريب بسوق العمل وتأمين فرص عمل لمساعدتهم على إعالة أسرهم وعدم الاعتماد على المساعدات الإنسانية.
 
كما أضاف أن المستفيدين من المشروع هم 24 شخصاً من سكان مخيم تل السمن للنازحين من مدينة تل أبيض شمال سوريا، اثنا عشر منهم في مهنة السباكة، و 6 منهم في الخياطة الرجالية، و6 في الخياطة النسائية.
 
وبيّن أنهم من الحرفيين والصناع ذوي الخبرة المتوسطة الذين فقدوا أعمالهم أثناء النزوح من مناطقهم، وأفادهم المشروع بأن أعاد تدريبهم على ثلاث مهن هي السباكة “التمديدات الصحية”، والخياطة الرجالية والخياطة النسائية.
 
وأشار إلى أن المتدربين تلقوا كذلك تدريباً واستشارات في التسويق المهني، كما قدمت لهم المعدات الكاملة لكل مهنة مع مساعدتهم أيضاً بتوفير فرص عمل ضمن أو خارج المخيم بعد انتهاء فترة التدريب.
 
ورأى “عبد الرحمن” أن مشروع بازار يعزز الأمل لدى جميع المتدربين الذين أبدوا رغبة كبيرة بالعمل والاعتماد على الذات في تأمين المعيشة والمستقبل.
 
وأكد أنه “بالطبع في حال توافر الظروف المناسبة، ستكون هناك تدريبات أخرى. فالمخيم وغيره من المناطق بحاجة ماسة للأيدي العاملة المدربة والمجهزة بعدد متكاملة”. 
وبيّن “عبد الرحمن” أن جميع المتخرجين من المشروع قد أبدوا رضاهم عن التدريب، وعن العدد المقدمة لهم، مشيراً إلى أن الجميع تمنى أن تكرر هذه الفرص لبناء الحرفيين وتجهيزهم ودمجهم بسوق العمل، خصوصاً في ظروف المنطقة وجهود إعادة الإعمار.
“محمد العايد” حصل على فرصة تدريب في بازار 2. وهو نازح من بلدة “حمام التركمان” منذ عام 2019 بعد الهجوم التركي على شمال وشرق سوريا.
 
“العايد” المسؤول عن إعالة عائلته التي تتكون من 13 شخصاً، تلقى تدربياً على مهنة الخياطة ليستطيع توفير وارد مادي للعائلة، ما يسهل عليهم العيش مستقبلاً.
“العايد” الذي فقد والده وشقيقه على يد داعش عام 2017، عبّر عن سعادته بنهاية التدريب وحصوله على فرصة جديدة في الحياة من خلال تعلم مهنة تساهم في تخفيف أعباء الحياة عليه، كما أخبر مراسل “تطبيق خبر”، مؤكداً أن التدريب أفاده كثيراً. مقدماً الشكر للقائمين عليه.
بازار 2 يدرب 24 شخصاً بمخيم تل السمن

المتدرب محمود باع 4 قطع خاطها في التدريب

أوضح “العايد” لمراسل “تطبيق خبّر” أنه استطاع خلال فترة التدريب اتقان هذه المهنة وخياطة الثياب بسهولة واحترافية.
 
ونوه إلى أنه أصبح مستعداً لمزاولة مهنة الخياطة، ويأمل أن يستطيع خلال الفترة المقبلة الحصول على فرصة عمل أو فتح مشروعه الخاص ليدر عليه دخلاً يؤمن منه قوت عائلته.
 
استمر تدريب مشروع “بازار 2” على مدى 27 جلسة. وقد بدأت أولى الجلسات في السابع من تشرين الثاني/ نوفمبر وانتهت في الاول من كانون الثاني/ديسمبر وتم عرض أعمال الملتحقين بالتدريب في اليوم التالي.
 
يذكر أن منظمة “Gav” للإغاثة والتنمية تعمل في الشمال السوري. وهي منظمة غير حكومية، مسؤولة عن تنفيذ مشاريع تنموية وإغاثية في مجالات مختلفة.
 
وتسعى منظمة “Gav” لنشر مفاهيم السلم بين أطياف المجتمع، وترسيخ مفاهيم الديمقراطية والعيش المشترك، إيماناً منها بتحقيق معايير العيش السلمي والآمن لجميع أطياف المجتمع السوري شمالي البلاد.