تعاني أحياء مدينة الحسكة وضواحيها وبلدة تل تمر وقراها المحيطة بها في سوريا من الانقطاع التام لمياه الشفة منذ 12 يوماً متواصلة.
انقطاع مياه الشفة سببه عدم وصول المياه من محطة مشروع آبار علوك بريف رأس العين المُحتلّة، وذلك لعدم وصول التيار الكهربائي إلى المحطة التي تغذي هذه المناطق التي يسكنها قرابة مليون نسمة.
وأشار مراسل ” تطبيق خبِّر “ الميداني في الحسكة “سامي فاخوري” إلى استياء شعبي كبير في المنطقة، بعد وعود سابقة من قبل رئاسة مجلس الوزراء.
وكانت رئاسة مجلس الوزراء قد خصصت مبلغ 500 مليون ليرة سورية لتركيب 4 محطات تحلية مياه في مدينة الحسكة بداية شهر أيلول/ سبتمبر الماضي بهدف توفير المياه الصالحة للشرب للأهالي عند انقطاعها.
وتم الطلب من وزارة الأشغال العامة والإسكان المباشرة بالسرعة القصوى بتركيب المحطات. لكن شيئاً لم يحدث حتى الآن.
وقد بيّن “محمد طه” وهو أحد أبناء حي “الميرديان” لمراسل ” تطبيق خبِّر” الميداني في الحسكة أن مياه الشرب لم تصل أحياء مدينة الحسكة منذ يوم الجمعة 27 – 11 – 2020م، وفق برنامج التقنين المتبع لعدم امتلاء خزانات محطة الحمّة المربوطة بالخط الواصل من آبار علوك، الواقعة هي الأخرى تحت سيطرة قوات “قسد”.
وعبّر طه عن عن معاناته قائلاً، “هي ليست المرة الأولى التي يتحكم بنا النزاع العسكري والسياسي في المنطقة، وفي نهاية الأمر يصلون إلى تفاهمات بينهم ولا يكترثون لمناشداتنا ومأساتنا اليومية. أنا مثلاً لدي ثلاثة أطفال. كيف أقضي يومي بدون مياه؟”
من ناحيتها، قالت “يارا اسماعيل”، وهي أم لطفلين من حي النشوة الغربية، لمراسل “تطبيق خبِّر” الميداني، “نحن نريد المياه بغض النظر عمن سيوصلها إلينا. فنحن لا نكترث للخلافات العسكرية. فأصحاب صهاريج المياه يستغلون الأهالي، وبالأصل مياه الصهاريج غير مضمونة المصدر”.
في السياق نفسه، أوضح مصدر في شركة كهرباء الحسكة لمراسل “تطبيق خبّر” إن “محطة آبار علوك بريف رأس العين المُحتلة تتغذى بالكهرباء من محطة كهرباء مدينة الدرباسية (الواقعة تحت سيطرة قوات ” قسد”) وفق خط (20 ك.ف .أ )”.
ويمر الخط بمجموعة كبيرة من القرى والبلدات المُحتلّة من الجانب التركي والمجموعات المسلحة التي تعمل معه وتقوم بالتعدي على الخط من خلال توصيل تفريعات عنه لتغذية الآبار الزراعية والمنشآت والحواجز العسكرية والنقاط والقواعد التركية بريف رأس العين الشرقي والجنوبي بالكهرباء.
وأشار المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه إلى أن عمال شركة الكهرباء قاموا بكل المناورات الفنية للتغلب على المشكلة، إلا أن الاستجرار الزائد والجائر من قبل المجموعات المسلحة أدى لعدم وصول التيار الكهربائي إلى المحطة أو وصوله بشكل ضعيف جداً”.
ولفت مراسل “تطبيق خبِّر” الميداني في الحسكة “سامي فاخوري” إلى أن انقطاع المياه عنها يأتي بعد انقطاع التغذية الكهربائية عن محافظة الحسكة بسبب انهيار برجين وتضرر برج ثالث على خط الطبقة – البواب 230 ك. ف جنوب غربي الحسكة.
ولهذا تشترط المجموعات المُسيطرة على محطة علوك أن تأخذ الكهرباء لمنطقتها، وفي المقابل تعطي المياه لتلك المناطق.
يُذكر بأن معاناة أهالي الحسكة مع قطع المياه ليست جديدة ،بل تكررت لأكثر من 15 مرة، كان آخرها في آب/ أغسطس من العام الجاري، واستمرت قرابة 15 يوماً، ولم تُضخ المياه حينها الّا بعد جهود ووساطة من منظمات إنسانية وحقوقية وسياسية.