في ديسمبر كانون أول 2018، خرج آلاف المتظاهرين إلى الشوارع في عدة مدن سودانية في الذكرى الثانية لـ الثورة السودانية.
التظاهرات، التي انطلقت في البداية بسبب ارتفاع الأسعار ونقص الغذاء والوقود، بلغت ذروتها في نهاية المطاف بالإطاحة بدكتاتورية الرئيس السوداني عمر البشير التي استمرت 30 عاماً..
ما أقرب اليوم من الأمس.. وكأن ما حدث قبل عامين مستمر إلى يومنا هذا.. آلاف السودانيين يخرجون في تظاهرات ضد الحكم الانتقالي بمناسبة الذكرى الثانية للثورة السودانية ضد عمر البشير.
السودانيون الذين خرجوا في السابق.. بسبب ارتفاع الأسعار ونقص الغذاء والوقود، في أحداث أدت في النهاية للإطاحة بدكتاتورية الرئيس السوداني عمر البشير التي استمرت 30 عاماً.. تلاها ظهور نظام مدني-عسكري، وإخراج السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب لدى الولايات المتحدة، وتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
اليوم لم يتغير الحال كثيراً رغم مرور عامين على الثورة التي رغبت في تحسين الحالة المعيشية، وهذا اعتراف من رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان الذي قال إن الحكومة الانتقالية “لم تحقق طموح الجماهير” بعد مرور عام على تشكيلها، مضيفاً أن “معاناة المواطنين ازدادت”.
الثورة السودانية.. سجن البشير وبسط الحريات
في 14 ديسمبر/كانون أول 2019، حكم على البشير بالسجن لمدة عامين بتهمة الفساد وغسيل الأموال.
وفي فبراير/شباط التالي، وافق المجلس العسكري على تسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية، التي لديها مذكرة توقيف بحقه لارتكاب جرائم ضد الإنسانية يُزعم ارتكابها في إقليم دارفور بالسودان.
عقب مضي عامين على الثورة، تمكن السودان من كسر عزلته الدولية، بالخروج من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب، والمصالحة مع إسرائيل، وتحقيق السلام الداخلي وبسط الحريات.
وعاد المتظاهرون السودانيون إلى الشوارع عام 2020 للمطالبة بمزيد من الإصلاحات، بعد عام من اتفاق لتقاسم السلطة بين الحركة المؤيدة للديمقراطية والجنرالات.
تصارع الحكومة المؤقتة في السودان اليوم أزمة اقتصادية منذ توليها السلطة العام الماضي في الوقت الذي تبحر فيه أيضاً في فترة انتقال متقلبة إلى الحكم المدني.
وأدت جائحة فيروس كورونا إلى تفاقم اليأس الاقتصادي، ما أدى إلى طرد ملايين العمال من العمل.
وتسبب النقص الحاد في السلع الأساسية بجميع أنحاء البلاد في إحباط عميق، ما أجبر المواطنين على الوقوف في طوابير لساعات لشراء الخبز أو الحصول على الوقود.
سلمية الثورة السودانية كانت سر نجاحها في ھزیمة نظام الإخوان الذي لم یتردد في استخدام أقصى درجات العنف في محاولة لوأد موجة الاحتجاجات لكن جاءت النتائج عكسية لما كان یرغب، فكلما قتل شخص برصاص ملیشیاته زاد حماس المظاھرات وتمددت رقعتھا حتى أسقطته.
لكن يبقى أمل السودانيين بأن يزول فقرهم كما زال جلادهم.. فهل ستتحقق تلك الأمنيات.. سؤال برسم الأيام القادمة.