نظّمت الفعاليات الإجتماعية والأهلية بالتعاون مع مجلس مدينة القامشلي فعاليّة خاصة لإضاءة شجرة الميلاد تزامناً مع الاحتفال بأعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية، بوجود شخصيات دينية مسيحية ومسلمة.
على معزوفات الفرح وسط تصفيق الحضور، عزفت الفرقة الموسيقية للفوج الكشفي الرابع للسريان الأرثوذكس بالقامشلي، وصولاً إلى شارع القوتلي، مكان نصب الشجرة التي يبلغ طولها 11 متراً.
قال “محمد” أحد عمال شركة كهرباء القامشلي، والمشارك في الاحتفالية لحظة إنارتها، لمراسل “تطبيق خبِّر” الميداني في الحسكة “سامي فاخوري”، أنه “فخور اليوم بعملي وتعبي مع زملائي”.
وأضاف محمد “عندما نشاهد الشجرة بهذه الصورة الجميلة، هنا ننسى كل التعب وبرودة الطقس التي لازمتنا في التحضيرات، وينتابني شعور الفرح والفخر كوني أخدم أهلي وأصدقائي وأبناء مدينتي بالشيء الذي أقدر عليه”.
وعبّر محمد عن أمنياته بأن “تبقى الشجرة مُضاءة ولا تُقطع الكهرباء عنها، فأنا أعتبرها اليوم رمزاً يعكس النسيج الاجتماعي الجميل بيننا نحن الأهالي”.
من جانبها، قالت “نور”، وهي مشاركة في الاحتفالية صحبة طفلتها، لمراسل “تطبيق خبِّر” أنه “على الرغم من نقصان بهجة الأعياد هذا العام عن سابقات الأعوام، لكن تبقى بهجة العيد في القلوب أقوى بكثير من المظاهر”.
وأوضحت نور أن “عوامل عديدة أبرزها جائحة فيروس كورونا المستجد، والأوضاع المعيشية الصعبة تؤثر في بهجة الأعياد، لكنني أصريت على المشاركة واصطحاب ابنتي معي”.
وبيّنت نور إصرارها بالقول، “اصطحب طفلتي معي اليوم لكي تُحفر هذه الصورة في ذهنها منذ الصغر ولا تُحرم منها، فنحن عاصرنا هذه الفرحة في مثل هذه الأيام عندما كنا أطفالاً، ولا أريد أن يُحرم منها أحد”.
من جهتها، قالت “عفراء”، وهي إحدى المحتفلات بالمناسبة لمراسل “تطبيق خبِّر” الميداني في الحسكة إنها “منذ صغري تعلمت التجول بين هذه الأحياء المُحتفلة والمُزيّنة شرفات منازلها بالأشجار والألعاب”.
وأوضحت عفراء أنه “بالرغم من كوني لست مسيحية، فإنني أعتبر نفسي معنية بهذه الأعياد وهذه الشجرة تحديداً التي ترمز للحياة والتجدد، وكم نحن اليوم بأمس الحاجة للحياة بسلام ولا شيء سواه”.
تأتي هذه الاحتفالية قبل أيام قليلة من نهاية عام 2020 التي صنّفها كثير من الأهالي “بالأسوأ” بحسب تعبيرهم.
في هذا السياق، تساءلت “فرح”، وهي أم لثلاثة أولاد في حديثها مع مراسل “تطبيق خبِّر”، “كيف لا أعتبرها الأسوأ وفيها ودّعت إخوتي الاثنين الذين اختاروا السفر خارج البلاد نظراً للأوضاع المعيشية الصعبة؟”
وأكملت فرح تساؤلاتها، “كيف لا أعتبرها الأسوأ وأنا لأول مرة في حياتي منذ زواجي اضطر للعمل بدوامَين برفقة زوجي لتأمين عيشة كريمة لكي لا نحتاج أحداً بعيداً عن نظرة الشفقة؟”
وأعربت فرح عن رغبتها بأن “تنتهي هذه السنة وتطوي معها كل شي سيء عشناه فيها، سأبقى متشبثة بالأمل وأتطلع لحياة أفضل ولو كان هذا الأمل ضعيفاً”.
وأكدت فرح ذلك بقولها، “هذا حالنا دائماً وهذه لذّة الحياة، نتمسك ولو بقشة صغيرة، وعند تحقيق جزء بسيط منه تكون الفرحة مضاعفة. أتمنى أن تكون سنة 2021 أفضل لي وللجميع، أتمنى هذا من كل قلبي”.
وكانت محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا قد تزينت بزينة الأعياد هذا العام بمستوى أقل من الأعوام السابقة، متأثرة بجائحة فيروس كورونا المستجد والأوضاع الاقتصادية الصعبة.