لم يمنع ارتفاع الأسعار وانتشار فيروس كوفيد 19 مسيحيو العراق، خصوصاً في سهل نينوى، من الاحتفال بعيد الميلاد هذا العام.
وواصل المسيحيون في سهل نينوى وضع زينة عيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام بالرغم من انتشار فيروس كوفيد 19 في مناطقهم، مترافقاً مع ارتفاع حاد في أسعار الاسواق.
ترافقت تحضيرات الأهالي لبهجة الميلاد مع فرحة أخرى بتصويت البرلمان العراقي في السادس عشر من الشهر الحالي بالموافقة على قرار اعتبار يوم 25 كانون الأول/ ديسمبر من كل عام عطلة رسمية في العراق بمناسبة أعياد الميلاد المجيدة.
وسهل نينوى هو أكبر منطقة تحتضن المسيحيين في العراق، كان قد وقع تحت سيطرة داعش عام 2014، وتم تحرير المنطقة عام 2017 من قبل القوات الأمنية العراقية.
من بلدة بغديدا المعروفة محلياً ب “قره قوش”، تحدث “جميل الجميل”، وهو شاعر ومعلم اللغة السريانية لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني سامان داود عن تحضيرات المسيحيين في سهل نينوى للاحتفال بالعيد الميلاد.
قال الجميل إنه “بالرغم من تفشي فيروس كوفيد 19 فإن ما نجده الآن هو أن مسيحو سهل نينوى يستعدون بشكل كبير من خلال تزيين البيوت وأشجار الميلاد للاحتفال بالعيد”.
وأضاف الجميل إن قيام أهل بغديدا التي تعتبر مركز قضاء الحمدانية الواقع شرق محافظة نينوى شمال العراق “إن دل على شيء، فهو يدل على إصرارهم على الحياة ورغبتهم بإعادة الحياة كما كانت قبل دخول داعش إلى المدينة”.
كما أشار الجميل إلى أن “الأهالي سيحتفلون بشكل عائلي داخل بيوتهم احتراما لإجراءت الوقاية من تفشي فيروس كوفيد 19″.
ولفت النظر إلى أنه “سيقام قداس عيد الميلاد في كنائس المدينة بحضور إعداد قليلة من الأهالي بحسب ما تسمح به قوانين خلية الأزمة العراقية للوقاية من الفيروس”.
لكن الجميل اشتكى من الأزمة الاقتصادية التي تمر بها مدينته، مشيراً إلى أن “الأسعار فيها أصبحت مرتفعة جداً بعد قرارات البنك المركزي العراقي خفض قيمة الدينار العراقي أمام الدولار الأمريكي”.
رأى الجميل أن “هذا الأمر ساهم في زيادة متاعب الأهالي وسط انتشار البطالة في العراق بشكل عام وفي مدينتنا أيضاً”.
كما دعا الجميل الحكومة إلى “متابعة السوق والحد من ظاهرة رفع الأسعار خلال الأعياد، وليس فقط في أعيادنا وإنما في أعياد الديانات الأخرى كذلك”.
وكان البطريرك لويس ساكو، بطريرك الكلدان المسيحيين في العراق والعالم، قد أوضح في تهنئته بمناسبة العيد أن “احتفالات العيد ستكون محدودة بسبب وباء كورونا المستجد”.
وقال، “نحتفل هذا العام بعيد الميلاد في أجواء غير مستقرة منذ عقدين، وقد عمَّقَتها بشكل غير مسبوق تداعيات تفشّي جائحة كورونا المستجد، مّا ألزَمنا بتعليق الصلوات والفعاليات الرَّعَويِّة في كَنَائِسِنَا طوال الأشهر الماضية، حفاظاً على سلامة الناس”.
ودعا البطريرك ساكو إلى “مد يد العون للمحتاجين، لا سيما الذين فقدوا وظائفهم، والطلاب الذين يجدون صعوبة كبيرة في مواصلة دراستهم بسبب الظروف وتداعيات جائحة كورونا المستجد”.
“ستيفن حبيب”، مصور صحفي من بغديدا، أوضح لمراسل “تطبيق خبّر” أن “المنازل في المدينة جميعها مزينة بشكل جميل استعداداً لأعياد الميلاد والسنة الميلادية الجديدة”.
واعتبر حبيب ذلك “مؤشراً على عودة الحياة إلى سهل نينوى لذلك أشجع الاحتفالات ليعرف من كان يريد أن يقتلنا أننا لا زلنا نحيا على أرضنا التاريخية”.
وزوّد مراسل “تطبيق خبّر” بعدة صور التقطها لمدينة بغديدا وهي ترتدي زينتها الميلادية، موجهاً الدعوة إلى المسيحيين الذين هاجروا من سهل نينوى إلى العودة إلى مدنهم في السهل.
كما طلب من الحكومة العراقية دعم استقرار المنطقة وإعمارها ليستطيع النازحون أن يعودوا بأمان إلى مناطقهم.