في مدينة كركوك التي تفتخر بحقول شاسعة من الذهب السائل، الحياة فيها لا تمر بسهولة..أمراض بالجملة ووضع صحي يحرج الحكومة ويقلق السكان.
في مكتبه في مدينة كركوك العراقية، يكشف الدكتور عبد الأمير أنور فضاعات صحية، فهو شاهد على ارتفاع عدد المرضى الذين يشكون من الربو وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى في السنوات الأخيرة.
ويعتقد أنها مرتبطة بهواء المدينة الملوث الذي يقول إنه محمّل ب”الغازات السامة وانبعاثات الدخان” من صناعة النفط والمصانع العاملة في كركوك.
العراق الذي يعدّ رابع أكبر احتياطي نفطي في العالم، وكركوك التي تعدّ أهم موطن للذهاب أصبحت اليوم ثالث أكثر المدن تلوثًا في العراق بعد بغداد والبصرة، حسب المحاضر الجامعي عدنان شكر.
يقول د. عدنان شكر، محاضر جامعي ورئيس قسم الإنتاج الحيواني في كلية الزراعة في كركوك أن كان هناك زيادة في معدل الأمراض في العقد الماضي، “لا سيما في السرطانات، والتي تأتي بشكل رئيسي من البيئة الملوثة”.
في الواقع، تم ربط تلوث الهواء بخسائر في الأرواح وقدرت منظمة الصحة العالمية أن سبعة ملايين يموتون سنويًا بسببه.
تقول نجاة حسين، العضوة السابقة في مجلس مدينة كركوك، “لدينا أكثر من 10 خطوط أنابيب تعمل 24 ساعة، ولسنوات طويلة، ولأكثر من 40 عامًا، كانت تنبعث منها غازات سامة”.
من حيث جودة الهواء، يحتل العراق المرتبة العاشرة بين الدول الأكثر تلوثًا في عام 2019 على مؤشر أي كيو إير، الذي تديره شركة سويسرية لتكنولوجيا الهواء.
كركوك… أصبحت “غير مناسبة لحياة الإنسان
يقول شكر أن كركوك على وجه التحديد أصبحت “غير مناسبة لحياة الإنسان والحيوان”، مضيفًا أن هناك العديد من الأسباب، بما في ذلك صناعة النفط وانبعاثات السيارات والنفايات.
ويضيف أن البحث الذي أجري على ثلاث مناطق من كركوك يظهر أن وسط المدينة كان الأكثر تلوثا.
وأضاف أن المعادن الثقيلة بما في ذلك النحاس كانت موجودة في اللحوم في قياسات تجاوزت بكثير معايير منظمة الصحة العالمية.
إذا أهم التحديات البيئية في العراق التي تعاني منها معظم المدن هو تراجع جودة الهواء بسبب الانبعاثات الملوثة الصادرة عن المصادر الثابتة والمتنقلة المختلفة والمنتشرة في جميع المدن. فهل سيستطيع العراق التعافي على كل المستويات البيئية والاجتماعية والسياسية؟