انطلق الملتقى الوطني للإبداع 3 في العاصمة الليبية طرابلس تزامناً مع عيد الاستقلال التاسع والستين الذي يحيه الليبيون في 24 من كانون الأول/ ديسمبر من كل عام.
ويُعدّ عيد استقلال ليبيا فرصة لإطلاق المهرجانات الشعبية الاستعراضية والفعاليات الثقافية في البلاد.
وقد أضحى الملتقى الوطني للإبداع موعداً ثابتاً في هذه المناسبة التي تقام للمرة الثالثة على التوالي بمعرض طرابلس الدولي، وهذا العام حمل شعار “وتستمر الحياة”.
قال مستشار شؤون الإعلام في الهيئة العامة للثقافة الليبية وعضو اللجنة التحضيرية للمتلقى خليفة الحامدي، لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني في ليبيا حسين البرناوي، إن الملتقى يضم نحو مئة حدث لأول مرة.
وأوضح الحامدي أن “الملتقى يضم أنشطة ثقافية وفنية، تتضمن نصيباً للكتاب والمؤلفين هذا العام عبر معرض للكتاب في جميع المجالات والتخصصات”.
كما أشار الحامدي إلى أن “الملتقى يتضمن ورش عمل وأمسيات فنية وشعرية وبرامج ترفيهية متنوعة، تترافق كلها مع عدد من المعارض المختلفة، من المشغولات التراثية إلى الأكلات الشعبية وغيرها”.
وبيّن الحامدي تنوع الأجنحة في الملتقى من الأجنحة الشعرية إلى الفروسية والتراث الليبي، ومهرجان المسرح ومهرجان فن المالوف وهو فن تراثي ديني ودنيوي، تشتهر به ليبيا وتونس والجزائر.
وأكد أن الملتقى “لم ينسَ الأطفال في فعاليته بل خصص لهم نشاطات عديدة، أبرزها ورشة الفن التشكيلي للأطفال، بهدف تنمية مواهبهم الإبداعية”.
كذلك شرح الحامدي لمراسل “تطبيق خبّر” عن معرض الفن التشكيلي والفوتوغرافي الذي يضم أكثر من مئة عمل لفنانين ليبيين من محتلف أنحاء ليبيا.
في هذا الإطار، قال رئيس لجنة الفنون التشكيلية والصور الفوتوغرافية في الملتقى محمد شلش، لمراسل تطبق خبّر، “إن الفنانين المشاركين، وبعضهم هواة من الشباب، تفننت أياديهم في رسم لوحات امتزجت فيها الألوان النارية والترابية”.
وأوضح شلش إن “هذا المزيج بالألوان هو مزيج بين خيوط الشمس ونعومة رمال الصحراء تعبيراً عن تنوع الأصالة والإبداع، وهو يبين واقع الظروف التي تظهر قساوة الطبيعة المحلية”.
جمع ملتقى الإبداع الثالث محبي الفن بأنواعه، وكذلك الراغبين في التثقف والتسوق في نفس الوقت، الذي استغنموا فرصة قيام العارضية بإظهار المنتجات التقليدية التي تصنع في العادة من أشجار النخيل، كأدوات الزينة وتلك المستخدمة في تدبير الحياة اليومية.
على مدى إسبوع كامل، يمكن للوافدين للمتلقى حضور الاستمتاع بحضور أمسيات غنائية وشعرية وعروض مسرحية تقدمها فرق توافدت من جميع أنحاء ليبيا لتقديم عروضها المسرحية والفنية.
يستمر الملتقي الوطني للإبداع 3 حتى الحادي والثلاثين من الشهر الحالي. واعتبر تظاهرة ثقافية من شأنها أن تنهض بالثقافة والفن من جديد بعد غياب لسنوات بسبب ما تعانيه البلاد من انقسامات سياسية ونزاعات مسلحة.
كما رأى فيه البعض ضرورة لتذليل الصعاب أمام المبدعين وتوفير الإمكانيات للتعامل مع قضايا المجتمع لما للثقافة من دور مهم جداً في هذه المرحلة التي ألقت بظلالها على جميع القطاعات الحكومية والخاصة، وفرضت قيوداً على حرية الرأي والتعبير والإبداع.
ترافقت مع انطلاق الملتقى عروض كشفية وكذلك للدفاع المدني والشرطة واحتفالات شعبية.
تجدر الإشارة إلى أن تاريخ عيد الاستقلال كان قد أعلنه الملك إدريس النسوسي في عام 1951، بعد إعلان استقلالها عن المستعمر الإيطالي.
وقد أعاد المجلس الوطني الانتقالي إدراجه في العطل الرسمية بعد أن كان نظام معمر القذافي قد ألغى الاحتفال به.