قام 60 شاباً وشابة من مدينة أكادير المغربية أمس الأحد (3 كانون الثاني/ يناير) بتنظيم مبادرة تطوعية وتوعوية، تمثلت في تثبيث 6 مكتبات في منتزه سوس بارك بأغروض بمنطقة بنسركاو.
المبادرة التي أراد من خلالها شباب “جمعية فاعل خير أكادير الكبير” تشجيع زوار ومرتادي المنتزه على القراءة وجعلها ضمن برنامجهم الترفيهي، عرفت أيضا القيام بحملة تنظيف للمنتزه من جميع أشكال القمامة التي كانت تتواجد فيه.
تأتي المبادرة في إطار الأنشطة المبرمجة ضمن النشاط الافتتاحي للسنة التطوعية 2021، التي تحمل هذه السنة عنوان التشجيع على ثقافة القراءة داخل مدينة أكادير.
شكلت مبادرة التشجيع على ثقافة القراءة محط إجماع جميع المتطوعين والمتطوعات داخل الجمعية، بعد أن انحصرت مبادراتها خلال السنوات الماضية في توزيع الأغذية والثياب على المحتاجين وتوزيع الأضاحي وإصلاح المؤسسات التعليمية في القرى.
تم العمل على إنجاز مكتبات داخل فضاء سوس بارك طيلة شهر كامل، قام خلاله متطوعو الجمعية بإعداد المكتبات عبر إعادة تدوير مجموعة من الأثاث المنزلي الذي تم التخلص منه، وذلك حرصا منهم على إدخال البعد البيئي ضمن المبادرة.
وقد استمرت المبادرة يوماً كاملاً حرص فيه جميع المتطوعون والمتطوعات على التواصل مع جميع زوار المنتزه لأجل إشراكهم في الحفاظ على المنتزه والمكتبات الستة التي تم تركيبها.
حفيظ، وهو من مرتادي المنتزه الاعتياديين، أفصح لمراسل “تطبيق خبّر” بالمغرب يوسف أسكور، عن أنه وجد نفسه منخرطاً ومساهماً إلى جانب أعضاء الجمعية لأجل إنجاح هذه المبادرة، التي استحسنها لما لها من انعكاس إيجابي على الفضاء.
بالموازاة مع ذلك، رفع المشاركون الستون ومعهم المشاركون من زوار المنتزه تحدي 30 دقيقة لتنظيف فضاء سوس بارك، حيث توزع المشاركون إلى مجموعات وأفراد في جميع أركان المنتزه لأجل جمع القمامة الملقاة على الأرض.
وقد أثمر هذا التحدي على جمع أكياس من القمامة بشكل سريع وفي جو تنافسي حماسي غلبت عليه روح المرح، وساهم في خلق دينامية إيجابية بين جميع الموجودين في الفضاء.
أسامة جويفردا، الكاتب العام للجمعية، أفاد لمراسل “تطبيق خبّر” أن “الجمعية ومنذ نشأتها سنة 2012 وهي تعمل على تأطير الشباب وتشجيعهم على المبادرة بما يخدم المجتمع، وذلك ايماناً منا بأهمية دور الشباب داخل المجتمع”.
وأضاف أن “المبادرة التي تم تنظيمها بمنتزه سوس بارك الواقع داخل غابة المزار، تأتي كاستهلال لعملنا خلال هذه السنة، فنحن عملنا على تنظيمها يوم الأحد، وهو اليوم الذي يعرف توافد أعداد كبيرة من الأسر لهذا الفضاء، وذلك لأجل توعيتهم بأهمية الحفاظ عليه”.
كما أشار جويفردا إلى أن “برمجة اليوم عرفت بالإضافة إلى تركيب المكتبات وحملة تنظيف المنتزه، وتنظيم مسابقة في المناظرة بين جميع المشاركين، بالإضافة إلى إلصاق مجموعة من المنشورات الداعية إلى الحفاظ على المكان”.
وجواباً على سؤال لماذا المكتبات؟، رد الكاتب العام للجمعية أن “القراءة تشكل مدخلاً مهماً للتوعية وبناء جيل مبادر، وحاولنا أن نشجع مرتادي هذا الفضاء الجميل على أن يجعلوا من القراءة أحد الأنشطة التي يقومون بها خلال اليوم”.
وأردف جويفردا القول “إننا حاولنا أن نضع ضمن هذه المكتبات قصصاً موجهة للأطفال وكتباً للكبار، ساهم بها أعضاء الجمعية ومتبرعون أخرون، لأجل أن يجد الزوار من جميع الأعمار ضالتهم في الكتب المقترحة”.
من جهتها، قالت إيمان، وهي طالبة بجامعة ابن زهر، ومتطوعة حديثة داخل الجمعية، لمراسل “تطبيق خبّر” إنها تعرفت على الجميعة خلال فترة الحجر الصحي الذي فرضه فيروس كوفيد 19، “بعد أن اطلعت على إحدى المبادرات الإنسانية التي قامت بها الجمعية”.
وأضافت أنه مباشرة بعد تواصلها مع الجمعية عبر صفحتها على موقع فيسبوك، التحقت بفريق الجمعية الذي أشرف على الإعداد لهذه المبادرة التطوعية التي أعجبت بها وبطريقة العمل على إنجازها.
وبيّنت إيمان أنها “شاركت في مسابقة المناظرة التي سعدت كثيراً بالفوز بها بعد أن كان موضوعها “فيروس كوفيد 19.. مؤامرة أم تحدٍ طبي؟”، واستطعت إقناع اللجنة بكون الفيروس هو تحدٍ طبي عبر الاستدلال المضبوط والحجة المقنعة”.
وأوضحت أن “تنظيم مبادرة تثقيفية توعوية داخل فضاء سوس بارك يعتبر هاماً جداً بالنظر لأهمية القراءة والنقاش في بناء جيل من الشباب الواعي والقائد”.
وأعربت إيمان عن إحساسها بأنها فخورة جداً بأن تكون ضمن الشباب الذين قاموا بتركيب مكتبات ستبقى في هذا الفضاء، وستساهم في لفت انتباه المثقفين إلى جعل سوس بارك مساحة للقراءة والنقاش وليس فقط للترفيه.