شهد دوار أيت بومزيل التابع لجماعة البرج في إقليم خنيفرة، يوم الأحد المنصرم (3 كانون الثاني/ يناير) تنظيم قافلة تضامنية إنسانية لصالح ساكنة الدوار الذين تزداد معاناتهم خلال هذه الفترة من السنة، جراء الانخفاض الكبير في درجات الحرارة الذي تعرفه المنطقة.
دوار أيت بومزيل يقع في عمق جبال الأطلس، ويعرف بصعوبة تضاريسه، وانقطاع بعض المسالك الطرقية الحيوية جراء الوديان التي تنشط جراء التساقط المطري، أو جراء الثلوج التي يصل تراكمها أزيد من مترين.
كما يَعرف الدوار الذي يقع داخل جهة بني ملال خنيفرة وفق التقسيم الترابي الأخير للمملكة المغربية، تدني القدرة الشرائية للأفراد ما يفاقم وضعية السكان الاجتماعية سوءاَ.
كل هذه الظروف الجغرافية الجوية والاجتماعية تعطي أهمية كبرى للمبادرات التضامنية التي تساهم في تخفيف معاناة الساكنة، عبر توفير مساعدات أساسية تعينهم على مقاومة قساوة المناخ.
وقد شكلت المبادرة التي قام بها مجموعة من الشباب المتطوعون داخل “جمعية ملائكة البركة” خبراً ساراً لجميع ساكنة الدوار، خصوصا أنها تضمنت مجموعة من المواد الغدائية التي تشكل احتياجاً هاماً لجميع الأسر داخل الدوار.
وتتكون المساعدات من الدقيق والحليب المجفف والسكر والشاي والزيت والأرز والقطاني وبعض العجائن وأغطية وألبسة وغيرها من الاحتياجات التي ستساعد ساكنة الدوار الذين هم في أمس الحاجة لهذه المواد التي تدخل في صلب معيشتهم اليومية.
وقد عبأت جميعة ملائكة البركة عدة عربات للنقل، وأشرفت بتعاون مع متطوعين محليين، وبتنسيق مع السلطات العمومية، من ممثلي السلطات وأعوانها، والدرك الملكي، والقوات المساعدة بدوار أيت بومزيل، على عمليات التوزيع التي امتدت إلى مناطق جبلية صعبة الولوج لوعورتها.
وحرصا منها على احترام الإجراءات الوقائية أثناء عمليات التوزيع، قام المنظمون بتوعية المستفيدين والمتطوعين بالسلوكات الاحترازية الواجب اتخاذها أثناء عمليات توزيع المساعدات.
إسماعيل عُبيد، وهو متطوع داخل جميعة ملائكة البركة، صرح لمراسل “تطبيق خبّر الميداني” بالمغرب يوسف أسكور أن “هذه المبادرة تأتي في سياق البرنامج السنوي للجمعية الذي تقوم من خلاله على إنجاز حملات مساعدات إنسانية لفائدة مجموعة من الدواوير والقرى النائية”.
وأضاف عبيد أن العمل على هذه الحملة انطلق منذ شهر كانون الأول/ ديسمبر المنصرم، إذ تمت تعبئة المساعدات وترتيبها وبعد ذلك حفظها، قبل أن يتم نقلها إلى الدوار المعني.
وجوابا عن سؤال حول كيفية تحديد المستفيدين، أجاب عبيد أنه “تم التنسيق مع فعاليات جمعوية محلية، وأيضا مع السلطة المحلية لأجل تحديد الأسر الأكثر تضرراَ وحاجة لتسلم المساعدات، بعدها تم تحديد موعد التوزيع الذي تم بتعاون مع المسؤولين داخل الدوار، لأجل أن تمر المبادرة في أحسن الظروف”.
مراسل “تطبيق خبّر” سجَّل أن جميع المستفيدين الذين قدموا لتسلم المساعدات حضروا قبل الموعد بساعات على دوابهم نظراً لصعوبة التنقل في تضاريس المنطقة، كما أن منهم من انخرط بشكل طوعي في مساعدة اللجنة المنظمة في إعداد المساعدات وتصنيفها.
الحاج إبراهيم، وهو من قاطني دوار أيت بومزيل، انخرط بحيوية في مساعدة المنظمين منذ وصول الشاحنة الأولى محملة بالمساعدات، وعبَّر عن بالغ فرحه بهذه المبادرة التي رأى فيها فرجاً لأزمته المالية التي فاقمتها جائحة كوفيد 19.
وقال “إن ظروف الحياة في فصل الشتاء تكون قاسية جداً، خصوصاً وأن الحاجيات الأساسية لا تتوفر في أغلب أيام الأسبوع ، وحتى إن توفرت فإننا غير قادرون على شراءها بالنظر لتضرر المجال الفلاحي خلال السنوات الثلاثة الماضية”.
وأنهى قوله وعيناه تشي بعميق تأثره، “همِّي هم أبنائي وأبناء الدوار، فهم غير قادرون على تحمل قساوة هذا الجو البارد، ومع ذلك فقد وجدوا في زيارة هؤلاء الشباب مشكورين مساحة للعب والخروج من دائرة الألم الذي يتحملونه معنا”.
وقد شهدت هذه الزيارة برمجة أنشطة ترفيهية موجهة للأطفال وترديد أناشيد بشكل جماعي، وتم الاحتفال بحلول السنة الجديدة ولو بشكل متأخر. كما عرفت برمجة ألعاب جماعية وتوزيع هدايا على الفائزين بهدف التخفيف من وطأة معاناة الأطفال، وإشعارهم بالاهتمام وإدخال الفرح في قلوبهم.
بعد انتهاء عملية التوزيع وانصراف جميع المستفيدين، اجتمع أعضاء الجمعية مع ممثل الساكنة والسلطة المحلية لأجل تقييم العملية، فأجمع الكل على نجاحها، وتم تقديم شهادة شكر وعرفان باسم سكان دوار أيت بومزيل لجمعية ملائكة البركة نظير مبادرتها الإنسانية.
تعبتر ساكنة دوار أيت بومزيل أي مبادرات إنسانية من هذا النوع، أمراً أساسياً للاستمرار في الحياة والعيش الكريم، خصوصاً في ظل هذه الظرفية الصعبة التي تمر منها المملكة المغربية.