تعرف أندية الرياضات البحرية في مدينة الصويرة إقبالاً متزايداً من لدن السياح الأجانب والمغاربة مع بداية سنة 2021، بعد فترة كساد دامت زهاء سبعة أشهر.
وتشكل الأندية المتخصصة في الرياضات البحرية أحد أهم الأنشطة الرياضية الترفيهية التي يمارسها زوار المدينة، فتعرف توافد السياح لممارسة الرياضات البحرية نظراً لتَميُّز مدينة الصويرة برياح جانبية قوية، تساعد ممارسي هذه الرياضة من محترفين وهواة.
هذه الميزات لمدينة الصويرة، من موقع متميز ومناخ مناسب للرياضات البحرية، جعلت محبي الرياضات البحرية يختارون المدينة وجهة سياحية مميزة لأجل قضاء عطلهم السنوية.
وتتنوع الأنواع الرياضية البحرية المعروفة داخل هذه الأندية بين ركوب الأمواج (الركمجة)، وركوب الأمواج بالطائرة الورقية والألواح الشراعية والتجديف باستخدام مجداف، وركوب الأمواج بواسطة القوارب والزوارق والألواح المعدنية والقوارب المطاطية.
مراسل “تطبيق خبّر” الميداني في المغرب يوسف أسكور زار هذه الأندية التي تقع عند شاطئ مدينة الصويرة الرئيسي، وتحظى بموقع متميز يمكن للزائر أن يكتشفها عن بعد أميال، ووقف عند استمتاع مجموعة من السياح الأجانب بممارسة رياضة ركوب الأمواج وتقديم عروض فنية جميلة، لاقت استحسان المشاهدين وزوار الشاطئ.
وتعمد هذه الأندية إلى وضع أعلام تحمل أسماءها ورسومات توضح طبيعة النشاط الذي تمارسه ليتسنى لكل راغب في ممارسة صنف معين أن يقصد النادي الذي يوفره.
كما تقوم الأندية عبر مجموعة من المواقع الإلكترونية التابعة لها، على تقديم جميع المعلومات التي تتعلق بمجال عمل النادي، وقد عملت على تركيز عملها بشكل رقمي ليتسنى لها تسويقه بشكل جيد.
يتوزع عمل هذه الأندية بين تأجير المعدات للمحترفين، وتوفير دروس تعليمية للمبتدئين من مختلف الأعمار، إذ يوفر كل نادٍ عدداً من المدربين المؤهلين لتعليم الراغبين في التعلم أساسيات الرياضات البحرية وكيفية ممارستها وتعليمات السلامة التي تخصها.
وتتكون الحصص التدريبية التي تقدمها هذه الأندية من مرحلتين؛ الأولى تدريب نظري على الشاطئ، يتلقى فيه المتدرب أساسيات الرياضة، وكيفية الوقوف على اللوحة وتقنيات توزيع الوزن على اللوحة، وأيضاً بعض النصائح التي تتعلق بكيفية النجاة حالة الإصابة داخل البحر.
أما مرحلة التدريب الثانية فيتم فيها التدريب التطبيقي داخل البحر، حيث يتم الحرص على أن يجري المتدرب أولى محاولاته في أمواج صغيرة ومتوسطة حتى يتمكن من القيام بالحركات الأساسية، وأهمها التحكم في اللوحة فوق أمواج البحر.
وتتراوح مدة التدريب بين 7 أيام إلى 30 يوماً لأجل التمكن من ممارسة هذا النوع الرياضي، بمعدل ساعتين في اليوم.
وتشكل الرياح أحد أهم المعايير التي يجب أن تتوفر لأجل تحقيق الحصص التدريبية أهدافها. ولمعرفة دقيقة عن الأحوال الجوية، يتم الاستعانة ببعض المواقع الإكترونية التي تقدم معلومات حول وضعية الرياح والمناخ في المدينة ويظل أبرزها windguru الذي يُعتمد عليه بشكل كبير في برمجة الحصص التدريبية، سواء من لدن الأندية أو من لدن هواة هذه الرياضة.
خالد السواح، وهو مشرف داخل نادي للألواح الشراعية التقاه مراسل “تطبيق خبّر” بالمغرب، قال إن “استئناف النادي للعمل جرى مع بدء توافد السياح على مدينة الصويرة، فذلك أعاد جميع الأندية للعمل، بعد أن مرت بأزمة مالية خانقة جراء توقفها”.
وأضاف السواح أن “عدد المشتغلين بهذا المجال يفوق 460 شخصاً، وهذا رقم هام، وجدوا أنفسهم بدون عمل، كما أنهم لم يستفيدوا من الدعم الخاص بكوفيد 19، وهو ما يجعل استئناف عمل النادي أمراً ذا أهمية قصوى”.
كما أوضح السواح أن الرياضات البحرية تساهم في استقطاب أعداد مهمة من السياح، وذلك لخصوصية المناخ الذي لا يتوفر إلا في مدينة الصويرة.
وأشار إلى أن “جميع المدربين بالنادي الذي يعمل به، هم من فئات اجتماعية هشة، يقوم النادي بتدريبهم بشكل مجاني منذ التحاقهم بالفئات الصغرى في سن مبكرة، بعد ذلك يتم إدماجهم في النادي كمدربين وأيضاً كلاعبين دوليين”.
وبيّن أن الأنشطة التي يقدمها النادي تتوزع بين أنشطة متعلقة بالرياح وأنشطة متعلقة بالأمواج، إذ يوفر النادي جميع المعدات الأساسية لممارسة جميع الرياضات البحرية، كما يقدم عروضاً ترفيهية لاكتشاف جزيرة موكادور الشهيرة التي تبعد بضعة كيلومترات عن شاطئ المدينة.
وإثر استفسار مراسل “تطبيق خبّر” عن كيفية التواصل مع الزبائن، أجاب خالد أن “هناك مواقع إلكترونية مخصصة لهذا الغرض، يقوم الزبون عبرها بالحجز المسبق، كما يمكن له أن يتوجه مباشرة إلى النادي”.
كما أشار إلى أن عروض الأسعار تبدأ من 150 درهماً (15 دولاراً) للساعة، متكونة من معدات الرياضة ومرافق خاصة.
تجدر الإشارة أن أبطال عالميين من قبيل بوجمعة كيلول وإسماعيل أدرزان وسفيان الساحلي وسليمان الرفاعي وغيرهم، يشكلون أحد أهم العوامل المساعدة على جذب السياح الأجانب إلى الصويرة.
فالسمعة الدولية لأبطال هذه الرياضات البحرية، ومشاركاتهم الدولية تدفع محبي هذه الرياضة إلى اكتشاف الأماكن التي يتدربون فيها.