نظمت جمعية “AMARES” السبت الماضي “قافلة شتاء” في محاولة منها لتخفيف معاناة الأطفال بالمناطق الجبلية المغربية التي تتفاقم خلال فصل الشتاء بسبب موجات البرد القارس وتساقط الثلوج والأمطار الغزيرة.
انطلقت قافلة الجمعية من مدينة المحمدية في اتجاه قرية امسوزارت التابعة لجماعة تبقال في إقليم تارودانت، جهة سوس ماسة، بالمملكة المغربية.
وهدفت “قافلة شتاء” إلى بهدف توزيع مدافىء كهربائية وملابس وأحذية شتوية ومرطبات للبشرة تحمي من تشققات البرد.
وقد استفاد من هذه القافلة 144 طفلاً، منهم من يتابعون دراستهم بمدرسة بحيرة افني، وآخرون اجتازوا المرحلة الابتدائية ويدرسون بالمستويات الإعدادية بمركز جماعة تبقال.
بسؤاله حول المبادرة، صرح ” جلال مشير” رئيس جمعية AMARES لمراسلة “تطبيق خبّر” في المغرب هدى لبهالة، أن مبادرة “قافلة شتاء” تم إنجازها بتنسيق مع جمعية “شباب امسوزارت للتنمية والتعاون” المحلية.
وأوضح أن جمعية شباب أمسوزارت تكلفت بإبلاغ المشرفين على مدرسة بحيرة افني وأطفال قرية أمسوزارت الذين اجتمعوا بكرم ضيافتهم وأجواء من الفرح حول سور صغير من الحجارة للتدفئة بألسنة النار التي التهمت قطعا من الخشب و بعض من غصون الأشجار اليابسة، موزعة بذلك حرارة نسبية إلى حين وصول “قافلة شتاء”.
ولدى وصول الفريق، قام بتوزيع الألبسة والأحذية شتوية ومرطب للبشرة على الأطفال الذين تراوحت أعمارهم بين سنة و15 سنة.
كما زود الفريق ثلاثة قاعات دراسية، إحداها روضة للأطفال بمدافىء كهربائية لتوفير ظروف ملائمة لدراسة الأطفال وعمل المدرسين وتقليص قساوة المناخ وشدة برودته التي تعيق السير الدراسي العادي وتؤثر على تركيز الأطفال ووضعهم الصحي في كثير من الأحيان.
وأضاف “جلال مشير” أن قافلة شتاء مكنت مدرسة بحيرة افني أيضا من امتلاك مكتبة مدرسية صغيرة تم إغناؤها بمعاجم لغوية أجنبية وعربية وكتب متنوعة، بقصد مضاعفة الرصيد المعرفي للأطفال والمساهمة بانفتاحهم أيضا على مشارب ثقافية أخرى غير تلك التي يتلقونها عبر المناهج والكتب المدرسية.
كما أشار جلال إلى أن هذه المبادرة تأتي لسد الأزمة الاجتماعية والمادية التي يعيشها سكان المنطقة الذين تضرروا من جائحة فيروس كورونا المستجد، بعد أن كانت السياحة الجبلية بالمنطقة تضمن موارد عيشهم.
وبيّن أن توقف هذا النشاط السياحي أثّر على القدرة الشرائية للآباء وجعلهم عاجزين هذه السنة عن شراء ألبسة ومستلزمات التدفئة لأبنائهم.
ولفت النظر إلى أن زيارتهم للمنطقة أدخلت البهجة والفرح على السكان و الأطفال الذين رقصوا على أغاني متنوعة وموسيقى حماسية.
تجدر الإشارة إلى أن قرية امسوزارت هي قرية جبلية تتميز بطبيعتها الخلابة، و توجد في سفح أعلى قمة جبلية في شمال إفريقيا وهو جبل تبقال.
كما تقع القرية بالقرب من بحيرة افني التي هي في الأصل فوهة بركانية قديمة تتجمع بها مياه قمم جبال الدرن وتحولها إلى خزانات طبيعية تغذي الينابيع والعيون المائية المنتشرة بالمناطق المجاورة.
وتحظى البحيرة بشهرة عالمية نظراً لجمالها الطبيعي وخصائصها الجيولوجية وموقعها المرتفع، ما يجعل قربها من قرية امسوزارت وجهة سياحية داخلية وخارجية بامتياز من طرف الباحثين عن النزهة والهدوء والمناظر الطبيعية الجبلية.
وهذا ما جعل امسوزارت توفر دور إيواء خاصة لاستقبال السياح الذين يتم استضافتهم أيضا في منازل السكان، الشيء الذي كان يشكل مصدر عيش لكثير من الأسر بالمنطقة، قبل أن يفقد هذا النشاط السياحي حركته بسبب كوفيد 19.