استأنف فريق النهضة الأكاديرية لكرة القدم لذوي الإعاقة تدرياتبه الأسبوع المنصرم، بعد أن كان قد أجبر على توقيفها جراء جائحة فيروس كوفيد 19.
النادي حديث النشأة الذي تم الإعتراف به بشكل رسمي في آذار/ مارس 2020، وجد نفسه ملزماً بتوقيف التدريب، عملاً بتوصيات وزارة شباب والرياضة بإغلاق الملاعب.
يشكل فريق النهضة الأكاديرية طفرة نوعية في مجال الدفاع عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وذوي الاحتياجات الخاصة، لأنه يمثل مرحلة متقدمة من اندماج هذه الفئة داخل المجتمع.
يتكون الفريق من شباب حاصلين على شهادات جامعية ومهنية، الشيء الذي يعطي للفريق إضافة نوعية، ويساعد على خلق بيئة إيجابية تساعد جميع اللاعبين.
تم تأسيس الفريق من طرف نزهة التركزي بإيعاز من أربعة شباب وجدوا فيها امرأة قادرة على إنجاح التجربة بالنظر لمسارها الجمعوي الناجح وسمعتها الحسنة في مجال الدفاع عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
بعد ذلك تبلورة الفكرة لتشمل 10 أشخاص آخرين، وتتشكل النواة الأولى لفريق النهضة الأكاديرية، الذي أُريدَ من تسميته “نهضة” أن يكون بوتقة نجاة لكل مبتوري الأطراف وذوي الإعاقة، وفرصة ثانية لهم للاندماج داخل المجتمع.
اليوم، يتطلع المشرفون على هذا النادي بقيادة السيدة نزهة التركزي إلى تعميم التجربة على مدن مغربية عديدة، ليتسنى لهم تشكيل جامعة مغربية لكرة القدم لمبتوري الأطراف.
كما يسعون إلى أن تتم برمجة بطولة وطنية وتشكيل منتخب مغربي على غرار مجموعة من الدول الأوروبية والأسيوية والأمريكية، لتنال هذه الفئة فخر تشريف المغرب في المحافل الدولية.
رئاسة نزهة التركزي لهذا النادي جعل منها أول امرأة ترأس نادٍ رياضي رجالي لذوي الإعاقة في المغرب، وهو ما يعطي لهذه التجربة فرادتها وتميزها.
تحرص التركزي على حضور جميع الحصص التدريبية التي يقوم بها الفريق، كما التواصل مع جميع مكونات الفريق التقنية والإدارية، لضمان أن تظل الحصص التدريبية مساحة للعلاج النفسي من الوصم الذي قد يتعرض له ذوو الإعاقة.
يتوزع البرنامج الأسبوعي للفريق على حصتين يشرف عليها مدرب مختص، وتنقسم إلى شقٍ بدني وآخر تقني.
في حديثها لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني في المغرب يوسف أسكور، قالت رئيسة الفريق نزهة التركزي إن كونها من ذوات إعاقة وإن كانت خفيفة (على مستوى الرجل اليمنى) جعلها تحتك بمجموعة من الفعاليات المدنية التي تشتغل على موضوع الإعاقة.
وأضافت أنها كانت دائما مؤمنة بأن الشخص المعاق أو مبتور الأطراف قادر على العطاء والإنتاج بشكل يماثل الأخرين، وهو ما جعلها تنخرط في العمل المدني وتقوم بعديد المبادرات وطنياً ودولياً.
حول تجربة النادي، بيّنت التركزي أنها تهيبت الفكرة في البداية نظراً لعدم معرفتها بقوانين اللعبة ومتطلباتها، لكنها استطاعت أن تتحدى نفسها وتعكف على تعلم جميع ما يلزم لأجل أن تنجز التجربة على أرض الواقع.
كما أوضحت نزهة أنها ربطت الاتصال بمجموعة من الأصدقاء في مجال العمل المدني ساعدوها على إنجاز الوثائق القانونية اللازمة، لأجل إخراج هذه التجربة التي تعتبرها مُحصلة عمل جميع أعضاء النادي.
وأشارت إلى أن النادي، وإن استطاع بفضل بعض الرعاة توفير البدل الرياضية واللوازم الخاصة بالتدريب، فإنه لا يزال يحتاج تضافر جهود جميع الجهات لضمان استمراره.
في سياق متصل، أخبر عبد الرحيم اطراش، مواليد سنة 1995 وهو لاعب فريق النهضة الأكاديرية لمبتوري الأطراف، مراسل “تطبيق خبّر” الميداني، أنه ينحدر من مدينة أولاد تايمة إقليم تارودانت.
وبيّن عبد الرحيم أنه تعرف على النادي خلال مرحلة دراسته الجامعية، مشراً إلى أنه حاصل على إجازة في الاقتصاد والتدبير.
عبد الرحيم مبتور الرجل اليسرى. يرى في نادي النهضة الأكاديرية لكرة القدم لذوي الإعاقة والأطراف المبتورة، فرصة لاحتراف حلمه الذي راوده منذ صباه في أن يكون لاعب كرة قدم.
وقد أوضح أن إصراره على إتمام مساره الدراسي هو إصرار على تجاوز النظرة الدونية لبعض الأفراد داخل المجتمع للأشخاص ذوي الإعاقة أو الاحتياجات الخاصة.
وقال عبد الرحيم لمراسل “تطبيق خبّر” إن “الإعاقة أو فقدان أحد الأطراف لم يكن يوما مانعاً أمام النجاح”.
يذكر أن قواعد لعب كرة القدم لمبتوري الأطراف هي نفسها المتبعة في كرة القدم العادية لكنها مكيفة مع وضع اللاعبين مبتوري الأطراف.
في هذه الحال، لا تعتمد قاعدة التسلل خلال المباريات، فيما تلعب رمية التماس بالقدم وليس باليد.
وتخاض المباريات الدولية بفرق مكونة من 7 لاعبين في كل فريق، بشوطين من 25 دقيقة، على عكازات مساعدة تكون حديدية في الغالب.
ويعتبر شرط فقدان أحد الأطراف إلزاميا، لضمان تكافؤ الفرص بين اللاعبين، كما يمكن للاعبين أن يكون لديهم يدان لكن رجل واحدة، أما حراس المرمى فيمكن أن يكون لديهم رجلان لكن بيد واحدة.