يعيشُ لبنان واقعاً صحياً متأزماً على مختلف الأصعدة، خصوصاً مع تنامي الإصابات بفيروس “كورونا” المستجد، فضلاً عن ارتفاع أعداد الوفيات.
ويوم أمس، سجل لبنان أعلى حصيلة يومية لإصابات “كورونا” مع 4988 حالة جديدة، ليصل العدد التراكمي للإصابات إلى 231936.
ومع دخول البلاد حالة الطوارئ والإقفال العام التام، اليوم الخميس وحتى 25 كانون الثاني/الجاري، فإنّ الأنظار تتجه إلى مدى قدرة هذه الإجراءات على تطويق الواقع الوبائي، لا سيما أنّ المستشفيات تشهدُ ضغوطاً كبيرة، إذ إن القدرة على تأمين أسرّة لمرضى “كورونا” تواجه صعوبات كبيرة.
ويُجمع العديد من الخبراء في لبنان على أنّ الإقفال العام من شأنه أن يساهم في تقليل أعداد الإصابات بـ”كورونا”، كما أنه سيساعد أيضاً الطواقط الطبية بشكل كبير، ومع هذا، فإن التحذيرات تتنامى بشكل كبير خصوصاً مع وجود إصابات بالسلالة الجديدة لـ”كورونا” في البلاد.
في غضون ذلك، فإنه من المقرر أن يعقد البرلمان اللبناني جلسة غداً لإقرار قانون يتيح الاستخدام الطارئ للقاح “كورونا”، باعتبار أن الشركات المصنعة للقاحات تطالب به.
وفي هذا الإطار، يقول رئيس لجنة الصحة النيابية في مجلس النواب عاصم عراجي في حديث لـ”أخبار الآن” أنّ “الطريق سالكة غداً لإقرار القانون بشكل كامل، ولا مشاكل تعترض ذلك أبداً”، مشيراً إلى أنّ الوضع الوبائي في لبنان “شديد الخطورة”.
ورأى عراجي أنه لا خيار ثانٍ في البلاد سوى الإقفال العام، داعياً المواطنين إلى الالتزام بالإجراءات، وقال: “على الدولة أن تقرّ مساعدات للأسر المحتاجة خلال فترات الاقفال لمساعدتها على البقاء في المنازل”، وأضاف: “أنّ التراخي وعدم الالتزام بالإجراءات الوقائية وعدم مساعدة الطاقم الطبي على التقاط أنفاسه سيقودنا حتماً إلى مرحلة أخطر، وبالتالي سندخل المجهول”.
وأعلن عراجي أنّ “نحو 4 مليون جرعة من لقاح من شركة فايزر ستصل إلى لبنان خلال شهر فبراير/شباط المقبل”، مشيراً إلى أنه “سيتم توزيعها مجاناً على الشعب اللبناني، وقد جرى تمويل عملية شرائها من قبل الحكومة والبنك الدولي”.
مشهدٌ يستفزّ اللبنانيين.. زحمة سير وسط حظر التجول
وفي ظل التفشي الكبير لـ”كورونا” في لبنان، جرى الإعلان، الأربعاء، عن إصابة وزير الصحة حمد حسن بـ”كورونا”، وذلك بعد تسجيل 3 إصابات بالفيروس في مكتبه.
وقالت مصادر “أخبار الآن” إنّ “حسن بحالة جيدة وهو يمكث في مستشفى السان جورج بمنطقة الحدت ويخضع للعلاج الطبي”، مشيرة إلى أن “نجله كريم أصيب أيضاً بالفيروس”.
ومع هذا، فإنّ الإجراءات المرتبطة بالإقفال العام وحالة الطوارئ قائمة في مختلف المناطق اللبنانية خصوصاً في المدن الكبرى مثل بيروت وصيدا وطرابلس.
وتقيم عناصر الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي والأجهزة الأمنية الأخرى حواجز متنقلة وثابتة في العديد من المناطق، كما يتم تسيير دوريات أمنية مكثفة لمراقبة حسن الإلتزام بالإقفال العام.
واليوم الخميس، بدأ العمل بمنصة خاصة بمنح إذن تنقل، وقد جرى الطلب من اللبنانيين المشمولين وغير المشمولين في قرار الاقفال الكامل، والراغبين بمغادرة منازلهم للضرورة، الحصول على تصريح للخروج على موقع: “covid.pcm.gov.lb“.
كيفية طلب إذن الانتقال للأشخاص المستثنيين وغير المستثنيين من قرار الاقفال العام في ظل تفشي فيروس كورونا اعتباراً من الساعة الخامسة من صباح الخميس في 14-1-2021 لغاية الساعة الخامسة من صباح الإثنين في 25-1-2021 #قوى_الامن #التزامك_أمانك
الرابط : https://t.co/gkZMDg2xtS
الرقم : 1120 pic.twitter.com/IQdGuDudMR— قوى الامن الداخلي (@LebISF) January 13, 2021
ووسط ذلك، تناقل ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، صباح الخميس، صورة من منطقة جل الديب (شمال العاصمة بيروت)، وقد وثقت زحمة سيرٍ في المحلة بسبب حاجز لقوى الأمن الداخلي يدقق بالسيارات، بحسب ما أفادت وسائل إعلام لبنانية.
وأعرب العديد من الناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى جانب وسائل الاعلام، عن استيائهم بسبب هذا المشهد، معتبرين أن المخالفين لقرار حظر التجول لا يأبهون بصحة الناس والخطر الذي يهددهم في ظلّ “كورونا”.
وقال مسؤول رفيع المستوى في “قوى الأمن الداخلي” لـ”أخبار الآن” أنّ “ما شهدته منطقة جل الديب لا يعتبر زحمة للسيارات، بل أنه تجمع لعدد من المركبات أمام حاجز تقوم عناصره بالتدقيق ببطاقات أصحابها المسموح لهم التنقل”.
وأوضح المسؤول أن “معظم هؤلاء هم من الموظفين والعاملين الذين يحق لهم التنقل وفقاً للشروط، وبالتالي لا يخالفون بذلك حظر التجول”، مشيراً إلى أنه “أمام كل حاجز ستكون هناك زحمة لأن العناصر الأمنية من واجبها التدقيق وتطبيق القانون”.
المرض X.. جائحة جديدة تهدد البشرية بعد كورونا
حذر البروفيسور جان جاك مويمبي تامفوم عالم ميكروبيولوجي كونغولي من أن يضرب العالم قريبًا مرض قاتل آخر يسمى “المرض X” في الوقت الذي بدأ انبعاث الأمل بنهاية كابوس فيروس كورونا بعد قيام عدد من الدول في أنحاء العالم بحملات تطعيم شعوبها ضد الفيروس التاجي.