استفاد أزيد من 500 شخص من أهالي قرية آيت وايري جماعة تغدوين التابعة لمدينة مراكش، بالمملكة المغربية، أمس السبت من حملة طبية مكنتهم من الخضوع لفحوصات طبية مجانية في مختلف التخصصات.
خضع المستفيدون لفحوصات طبية في الطب العام وطب النساء والتوليد، والأنف والحنجرة، وطب الأسنان، كما خضعوا لمراقبة ضغط الدم  وفحص السكري، فيما حصلت الحالات التي تطلب وضعها الصحي علاجاً على أدوية مجانية.
 

إلى جانب هذه القافلة، استفاد الأهالي أيضاً من قافلة اجتماعية، حصلوا من خلالها على قفف غذائية تضم علب سكر وشاي وقطاني ودقيق وزيت.
 
كما تضمنت هذه القافلة ألبسة شتوية وأغطية صوفية للتغلب على قساوة الطقس البارد الذي سببته التساقطات الثلجية على مدار شهرين ونصف، لتواجد القرية بمنطقة جبلية صرفة، زادت طينتها بلة صعوبة العيش ومحدودية الإمكانيات المادية.
أكثر من 500 من أهالي آيت وايري يستفيدون من قوافل تعينهم على قساوة الطقس والمعيشة

أكثر من 500 من أهالي آيت وايري يستفيدون من قوافل تعينهم على قساوة الطقس والمعيشة

المسالك الوعرة والبعد الجغرافي عن المجال الحضري خلق فجوة بين السكان واحتياجاتهم الضرورية وجعل عزلتهم تامة.
 
لكن جمعية أولاد الخير للأعمال الاجتماعية مراكش قررت أن تكون سبباً في تقليص جزء من هذه العزلة، وأن تجعل قرية آيت وايري هدفها الرئيس ضمن نسختها السابعة من حملتها السنوية” شتاء دافئ”.
 
في هذا الصدد، أوضح عبد اللطيف برمكي رئيس الجمعية لمراسلة “تطبيق خبّر” الميدانية في المغرب هدى لبهالة، أن سبب اختيار قرية آيت وايري جاء بطلب من الجمعية المحلية بالقرية وبعض السكان.
 
أكثر من 500 من أهالي آيت وايري يستفيدون من قوافل تعينهم على قساوة الطقس والمعيشة

معاناة السكان اتراوحت بين قساوة الطقس ووعورة المسالك وضعف الدخل المادي

وأضاف أنه بناءً على ذلك، قام رفقة بعض من أعضاء الجمعية بزيارة ميدانية للمنطقة، حيث تم التعرف على معاناة السكان التي تراوحت بين قساوة الطقس ووعورة المسالك وضعف الدخل المادي لعدم التوفر على فرص الشغل التي تقلصت في ظل التداعيات الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن فيروس كورونا المستجد.
 
كما أشار برمكي إلى أن “الجمعية اكتشفت خلال زيارتها الميدانية حاجة مدرسة القرية إلى ترميم لكي يتمكن الأطفال من متابعة دراستهم في أجواء مريحة تساعدهم في تحصيلهم الدراسي، فضلاً عن حاجة المسجد ومدرسة التعليم العتيق أيضا إلى الصباغة”.
أكثر من 500 من أهالي آيت وايري يستفيدون من قوافل تعينهم على قساوة الطقس والمعيشة

الجمعية اكتشفت خلال زيارتها الميدانية حاجة مدرسة القرية إلى الترميم

وبيّن برمكي أنه بعد شهرين من العمل المتواصل والتحضير المكثف بتعاون بين أعضاء الجمعية والمحسنين، تمكنت جمعية أولاد الخير للأعمال الاجتماعية من توفير عدد كافٍ من المواد الغذائية الأساسية والأغطية والألبسة الشتوية بمختلف المقاسات و لكلا الجنسين.
 
بعد ذلك تم التنسيق مع مجموعة من الأطباء والممرضين في مختلف التخصصات، لتحط القافلة رحالها أخيراً بآيت وايري.
 
تم توزيع المهام وقسمت القافلة الطبية المشكلة من 25 شخصاً إلى قسمين، قسم خاص بالتنظيم وقسم خاص بالأطر الطبية.
 
أكثر من 500 من أهالي آيت وايري يستفيدون من قوافل تعينهم على قساوة الطقس والمعيشة

القافلة الطبية تألفت من 25 شخصاً قاموا بفحص الأهالي وتقديم العلاجات المجانية

أما القافلة الاجتماعية فتوزعت على لجنة المساعدات الإنسانية المكونة من سبعة أشخاص قاموا بتوزيع الأغطية والألبسة والقفف الغذائية، ثم لجنة الصباغة التي ضمت 20 شخصاً قسمت بدورها إلى قسم خاص بصباغة وتزيين المدرسة، وقسم تكلف بإعادة صباغة المسجد.
 
ووصف عبد اللطيف شعوره بالقول إنه “شعور يعجز أمامه الوصف، ولّد سعادة مختلفة خاصة أن ما قمنا به رسم لوحة بألوان الفرح والامتنان على وجوه السكان، خصوصا ابتسامة الأطفال التي منحتنا المزيد من التفاني والقوة لاستهداف مناطق أخرى في أمس الحاجة إلى مثل هذه المبادرات”.
أكثر من 500 من أهالي آيت وايري يستفيدون من قوافل تعينهم على قساوة الطقس والمعيشة

القافة الاجتماعية وزعت الأغطية والألبسة والقفف الغذائية ورممت المدرسة وصبغت المسجد في القرية

بسعادة وشت بها ملامحه قبل كلماته وابتسامة طفولية، صرح الطفل حمزة سعد البالغ من العمر 12 ربيعاً أنه كباقي أطفال قريته استفاد من فحص عام وحصل على ألبسة صوفية.
 
وأبدى حمزة لمراسلة “تطبيق خبّر” فرحته بالترميم الذي خضعت له المدرسة وظهورها بحلة جديدة، منتظراً بداية الأسبوع بشغف للذهاب إلى الدراسة بحجراتها الملونة.
من جهته، أفاد عبد اللطيف الروحي، أحد سكان قرية آيت وايري، أن جمعية أولاد الخير للأعمال الاجتماعية أدخلت الفرحة على جميع أهل قريته الذين استفادوا من القافلتين الطبية والإجتماعية.
 
وقال الروحي لمراسلة “تطبيق خبّر” إن “الجمعية اهتمت كذلك بالشق التربوي وبالأطفال المتمدرسين بمدرسة القرية، كما بالذين يدرسون بالتعليم العتيق بالمسجد، ومكنتهم من ألبسة شتوية”.
 
وتوجه الروحي بالشكر لكل القائمين على نجاح هذه المبادرة الإنسانية التي أخرجتهم نسبياً من سنوات العزلة التي ظلوا لفترة طويلة يتجرعون مرارتها، فيما عبّر المشاركون في المبادرة عن فرحتهم التي لا توصف برؤيتهم الفرح والامتنان في عيون الأهالي وخصوصاً الأطفال.