بادر المواطن عبد الحميد ودع، إبن قرية بولزهار من معتمدية قربة التابعة لمحافظة نابل التونسية، بالتبرع بقطعة أرض يملكها مجانًا لفائدة شباب المنطقة لأجل إنشاء ملعب حي.
هذا المشروع الذي تعطل إنجازه منذ سنوات، وتعذرت البلدية بعدم توفر قطعة أرض له لإنجازه، ظل الهاجس والحلم بالنسبة لأبناء الجهة.
تمسح قطعة الأرض المتبرع بها 1200 متراً مربعًا، منحها عبد الحميد ودع الذي فقد ابنته ذات الأربع عشر ربيعًا.
قال ودع لمراسلة “تطبيق خبّر” الميدانية في تونس ليلى بن سعد إنها بادرة خيرية يهدف من خلالها إلى تخصيص فضاء شبابي يؤم الفئة الشبابية التي ظلت منسية، ويحمي الناشئة من خطر الشارع والانحراف.
كما يأمل ودع أن ينسج على منواله بقية مكونات المجتمع المدني والناشطين بالمنظمات الخيرية.
من جهته، أوضح الشاب إلياس الفقيه أن ثلة من الشبان أرادوا تغيير واقع منطقتهم نحو الأفضل، فبادروا أولاً بتسييج وتنظيف المقبرة، ثم التفكير في إحداث ملعب حي، نظرًا لكون المنطقة تفتقر للفضاءات الترفيهية والشبابية.
فالقرية، كما أوضح لمراسلة “تطبيق خبّر”، فيها أطفال وشباب تتراوح أعمارهم بين عشرة وثمانية عرة سنة لا يجدون متنفسًا أو وسيلة للترفيه عن أنفسهم.
ولحماية الناشئة والإحاطة بهم، فكّر مجموعة من شباب القرية في إحداث ملعب رياضي، فتمت مراسلة الجهات المعنية من بلدية ومعتمدية ووزارة الشباب والرياضة.< /span>
وأضاف الفقيه أنهذتم تنفيذ وقفات احتجاجية كوسيلة ضغط على السلطات المعنية للموافقة على إنجاز هذا المشروع.
وبعد انعقاد جلسة تشاركية بحضور عدد من أهالي قرية بولزهار، صادق المجلس البلدي ببلدية قربة بالأغلبية على إنشاء ملعب حي بالقرية، وصوّت أبناء الجهة ب 900 صوت على هذا المشروع.
بدوره، أكد الشاب الناشط في المجتمع المدني أشرف الدايح على الدور المهم للمجتمع المدني في النهوض بمنطقته.
وقال الدايح لمراسلة “تطبيق خبّر” الميدانية إن مطلب إحداث ملعب حي حظي بالموافقة بالأغلبية ولقي دعم من عدد كبير من سكان القرية ومكونات المجتمع المدني بها.
وأوضح أنه بعد تبرع المواطن عبد الحميد ودع بقطعة الأرض تم إرسال مهندس لتقديم تقرير للبلدية لرصد الاعتمادات حتى يبدأ الإنجاز.
مراسلة “تطبيق خبّر” الميدانية ليلى بن سعد، تحدثت كذلك مع نائب رئيس بلدية قربة من محافطة نابل مروان الدريدي الذي أكد لها أنه سيتم الشروع في إنشاء ملعب حي في قرية بولزهار خلال هذا العام.
ورأى الدريدي أنها بادرة متميزة من شباب الحي حظيت بالموافقة بعد جلسة تشاركية بمقر البلدية في شهر كانون الأول/ ديسمبر العام المنصرم.
وقال إن التكلفة الجملية لهذا المشروع الممول من طرف صندوق القروض تبلغ 130 ألف دينار تونسي (حوالى 48.5 ألف دولار أميركي)، وسينطلق إنجازه قريبًا.
يذكر أن قرية بولزهار منطقة ريفية تبعد عن مدينة قربة 14 كم، وتمتاز بزراعة التوابل وتربية الماشية.
تعتبر بولزهار منطقة مهمشة كونها تفتقر لعديد المرافق الأساسية، كالتنوير العمومي والماء الصالح للشرب والفضاءات الترفيهية والشبابية.
وتسعى مكونات المجتمع المدني في قرية بولزهار إلى تغيير واقع بلدتهم نحو الأفضل بإمكانياتهم الذاتية.