شقت الشابة زينب الساخي طريقًا أمام السيدات المحجبات في مدينة المحمدية بالمغرب، اللواتي يرغبن بالتدرب على قيادة السيارات ولا يستطعن ذلك لأسباب شخصية عديدة.
فهناك سيدات محجبات حرمن من الحصول على رخصة سياقة وبالتالي قيادة السيارات، لأسباب شخصية وقناعة ذاتية أو بمنع من أولياء الأمور أو الأزواج، تجنباً للاختلاط مع الرجال الذين يشرفون على تعليم السياقة بالمغرب.
هذا الخط في مهنة تدريب قيادة السيارات هو الأول من نوعه بمدينة المحمدية.
وقد بدأته زينب البالغة من العمر 28 سنة، بعدما لاحظت قيام نساء كثيرات بصرف النظر عن تعلم السياقة وامتلاك رخصة وسيارة لأن مراكز التعلم لا يتوفر فيها مدربات.
قامت زينب بإقناع شقيقها الأكبر، الذي يملك مركز “سيارة التعليم الساخي” المتواجد بشارع واد الذهب بحي الحسنية 1 التابع للمقاطعة الحضرية بمدينة المحمدية، بفتح هذه الإمكانية أمام المحجبات على أن تكون هي مدربة السياقة.
تعمل زينب في هذا المركز الذي افتتح قبل 8 سنوات واقتصر طيلة هذه الفترة على تقديم تعليم قيادة السيارات للرجال والنساء اللاتي يقبلن بالتدرب على يد مدربين رجال، إلى أن أضافت بفكرتها قسماً لتدريب المحجبات.
قالت الساخي لمراسلة “تطبيق خبّر” الميدانية في المغرب هدى لبهالة إن فكرة العمل كمدربة في مجال السياقة جاءت بناءً على طلب من مجموعة من صديقاتها ومعارفها المحجبات وزميلات سابقات لها في الدراسة.
وأضافت زينب التي ترتدي النقاب كذلك أن هذا الطلب تحول لاحقًا إلى هدف ذاتي وتحدٍ قررت خوض غماره، و تغيير مهنتها من مكلفة بتسجيل الأشخاص الراغبين في تعلم السياقة بالمركز إلى مدربة خاصة بالنساء المحجبات.
وبيّنت أنها وبهدف توسيع الفكرة وفتح المجال أمام أكبر عدد ممكن من النساء بالمحمدية، لجأت إلى المجموعات النسائية المختلفة والمنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصًا فيسبوك.
من خلال تلك المنصة، أعلنت زينب عن استعدادها لتدريب النساء الراغبات في تعلم السياقة، وعبر المجموعات النسائية حصلت على طلبات تسجيل كثيرة، في الوقت الذي فضلت فيه بعض النساء زيارة المركز والتأكد من صحة الأمر.
كما قالت إن هذه الخطوة كانت أيضًا وليدة أسئلة متكررة لفترات طويلة عبر هذه المجموعات، التي كانت تدور حول إمكانية وجود مدربة سياقة بالمحمدية و غيرها من المناطق المغربية.
أدى الإعلان في المجموعات النسائية في فيسبوك إلى 17 عملية تسجيل طلب، ما اعتبرته زينب محفزًا لانطلاقتها.
وبخصوص توقيت الحصص التعليمية، صرحت زينب أن عملها بالمركز يبدأ من الساعة التاسعة صباحاً ويستمر لغاية السابعة مساءً، ويبقى برنامج وتوقيت الحصص بشقيها النظري والتطبيقي اختيارا حرًا للسيدات.
وأوضحت الساخي لمراسلة “تطبيق خبّر” أنها تتفهم ظروف وأوقات النساء وحجزهن للحصص وفق ذلك.
وكشفت أن أغلب النساء اللواتي تشرف على تدربيهن يقضين ساعة ونصف الساعة في الشق النظري وساعة في تعلم القيادة باليوم الواحد.
أما أوقات الحجز للتدريب التطبيقي، فبيّنت أنه غالبِا ما تكون الحصص فترة الزوال ويومي السبت والأحد باعتبارهما عطلة نهاية الأسبوع بالمغرب، مضاعفة مقارنة بحجوزات الفترة الصباحية والأيام الأخرى من الأسبوع.
وعن مدة تعلم السياقة، قالت الساخي إنها تستغرق بين 40 إلى 45 يومًا بشقيها النظري والتطبيقي، وبعدها سيتوجب على المتدربات الخضوع لامتحان الاستحقاق الذي ستحصل فيه الناجحات على رخصة السياقة.
تسعى المدربة زينب الساخي في المستقبل إلى توسيع مهنة مدربات السياقة بجميع المدن المغربية لتمكين النساء المحجبات وغيرهن من تعلم السياقة.
وأوضحت أن هذا الأمر سهل تحقيقه لأنهم كمركز يملكون فروعًا أخرى بمجموعة من المناطق المغربية، مثل أكادير ومراكش والدار البيضاء.
وبيّنت أن هذا الأمر سيجعل عملية التوسع أكثر سهولة، ولن يحتاج سوى توظيف مدربات طموحات للعمل في مجال السياقة النسائية.