يلقي الإغلاق الجزئي للمدارس في العراق، بسبب تفشي جائحة كورونا، بثقله على كاهل الأُسر خاصة غير الميسورة في البلاد.
ويخشى مؤيد عباس، وهو سائق سيارة أجرة وأب لثلاثة أطفال، أن يواجه أطفاله تحديات لفترة طويلة من أجل تعويض ما فاتهم بعد نحو عام من الدراسة في المنزل.
يقول عباس “المدرسة يوم واحد بالأسبوع ما الطالب يفتهم وما يأخذ حقه بالدراسة، راح يصير عبء على المواطن. المواطن راح يلتجأ إلى الدروس الخصوصية”.
وتراجع دخل عباس من عمله كسائق سيارة أجرة منذ تفشي الجائحة في العراق وفرض إجراءات العزل العام في العاصمة بغداد أكثر من مرة.
ويقول “أني رجال أبو تاكسي والشغل تعبان، ظرف كورونا ولا أني عندي راتب ولا هم عندهم راتب. زين، أني صاحب تاكسي يا دوب القوت اليومي يعني، الشغل تعبان فما ألحق أساسا على الدروس الخصوصية، لا ألحق على اشتراك النت مالتهم على الموبايلات مالتهم، ما ألحق هذا صار عبء عليّ”.
وأضاف “عندي طفل بحاجة إلى رعاية خاصة عنده ضمور وتوحد. زين هذا يراد له رعاية خاصة وصف خاص هذا الصف الخاص يوم بالأسبوع ما يلحق عليه وصف ثالث هوه لا يقدر يقرأ، لا يكتب، لا يتهجى”.
وتابع “من بطلت (وقت تركت التعليم) كانت ظروف الحياة صعبة ما لقيت اللي يدعمني فاني ما أريد اللي ينعاد عليّ ينعاد بأولادي. أريدهم أساساً يوصلون، يكملون شهادتهم ويكملون مسيرة الحياة مالتهم بحيث على الأقل عنده شهادته، عنده سلاحه”.
العراق.. معاناة من الدروس الخصوصية
ويعاني عباس من توصيل أولاده للدروس الخصوصية التي تقتطع من وقت عمله وبالتالي من رزقه.
وقال عباس “أودي الصبح وأرجع الظهر أو أودي الظهر وأرجع العصر هذا كله دروس خصوصية. أني أودي وأني أجيب، هذا كله أنوب صار على عاتقي يعني حتى مرات اني رجال أبو تاكسي الشغل تعبان لا أقدر أروح أماشي أظل بالشغل ولا أقدر أعوف أطفالي، هذا مستقبلهم”.
وقالت رتاج مؤيد، ابنة عباس، “اني أدرس هنا أفتهم أكثر من ما أفتهم بالبيت. بالبيت اني ما أفتهم، هنا المعلمة تشرح أفهم عليها أنتبه عليها أتواصل ويا أصدقائي”.
وتقول سلمى إسماعيل مديرة مدرسة الضياء الابتدائية التي يدرس بها أبناء عباس إن الأطفال تراجع مستواهم بشدة منذ إغلاق المدارس في العراق بسبب الجائحة في فبراير شباط 2020.
والفصول الدراسية في العراق متاحة على الإنترنت منذ مايو أيار 2020 وسُمح للتلاميذ بحضور الحصص في المدرسة ليوم واحد بالأسبوع منذ الخريف الماضي لكن المديرة تقول إن ذلك غير ملائم لتلاميذ كثيرين.
وقالت “لأنه أكو جائحة كورونا حيكون انه أكيد محافظين كل طفل ببيته، يعني لأكثر وقت ممكن أما مساؤها عندنا مو كل أولياء الأمور هم قادرين على القراءة والكتابة، اثنين: عندنا الحالة المادية للعائلة، هناك يجون (يأتون) أولياء أمور يقولون إحنا ما نقدر وما عندنا إمكانية نوفر أربعة تلفونات أو خمس تلفونات لأبو المتوسطة والابتدائية وأبو الجامعة عندنا، يجون أولياء أمور يقولون أني ما أقدر أوفر نت لبيتي”.
ومما يزيد الأمر صعوبة، تقول سلمى إسماعيل، إن التلاميذ في العراق سيواجهون امتحانات نصف العام الدراسي خلال ثلاثة أسابيع.