عائلات داعش تغادر الهول
شاحنات محملة بالأغراض تقف على مدخل مخيم الهول وسط حراسة من قوات الأمن الداخلي التابعة للادارة الذاتية وتتجهز نساء ورجال لإنهاء الإجراءات الامنية وتسجيل الأسماء للخروج من المخيم والعودة الى منازلهم في مدينة منبج في ريف حلب وحسب إدارة مخيم الهول الدفعة مؤلفة من 64 عائلة و 227 شخص.
يتكىء أبو صالح ذو الـ 50 سنة على عكازته مع زوجته وينتظر مغادرة مخيم الهول بعد أن بترت قدمه إثر قصف للنظام السوري في دمشق قبل 6 سنوات وغادر الى منبج بسبب القصف على ريف دمشق وبعدها الى مدينة الرقة وانتهى به المطاف في مخيم الهول قبل سنتين بعد سقوط بلدة الباغوز آخر المعارك بين قوات سوريا الديمقراطية و “داعش” في رحلة البحث عن ابنه المنضوي بين “أشبال الخلافة” والأسير لدى قوات سوريا الديمقراطية في الحسكة
وقال لأخبار الآن : “نتحضر لمغادرة المخيم الى منبج الآن الوضع في المخيم أصبح لايطاق والخوف يلازمنا بكل لحظة وابني مسجون في سجن الغويران بعد أن فقد قدمه ويده في المعارك وكان ضمن أشبال الخلافة وكان عمره 15 سنة وانضم دون إرادتي وغادرنا الباغوز قبل سنتين وهذه الحرب أخذت منا كل شيء وأصبح كل شيء بلا فائدة وخرجنا من هذه المعركة مبتوري الأطراف”.
ويضيف أبو صالح وعلامات اليأس تملأ تفاصيل وجهه قبل بدء حياته خارج المخيم:
“داعش أثر على كل الناس في مناطقه وكانوا يغرون المراهقين بالسلاح، وبيتي تدمر، وفقدت كل شيء، وسوف أعود لمنزل اهلي مع أطفالي ونبدأ حياتنا من جديد ونريد مغادرة المخيم لحماية أولادنا من هذا الجحيم”
نساء يلبسن الملابس السوداء والنقاب وأطفال الغبار يغطي وجوههم وبعض الرجال يحملون أغراضهم والحقائب ونساء تحملن حاجيات اطفالها وأخريات يسجلن ثبوتياتهن ويحملن عبوات الماء ليركبن الشاحنات ويغادرن المخيم للعودة الى منازلهم .
تقف “أميرة حكمت حمود” ذات الـ 31 عاماً بالقرب من القافلة التي سوف تغادر المخيم ومعها أطفالها الخمسة من مدينة منبج وتقول لـ”أخبار الآن”: “مات زوجي في قصف بمدينة الرقة ومنذ سنتين انا في المخيم ونحن خائفون جدا هناك سرقة في المخيم وقتل وحرق للخيم وكل شيء يبعث الخوف وأخاف على أطفالي وسوف اغادر لاعيش بأمان مع أطفالي ولم يعد يهمني سوى الاستقرار والأمان لأولادي ونحن نتوقع الا تتقبلنا الناس، وارغب جدا بفتح محل لبيع الملابس في منبج لاعيش منه انا واولادي وهذا المخيم كان سجناً مخيفاً ولم يعد يهمني سوى مستقبل اولادي”.
وتجلس عائشة جاسم 23 سنة على كرسي متحرك بعد ان صابها الشلل جراء أصابتها بشظايا القصف في الباغوز وهي من سكان مدينة منبج في ريف مدينة حلب ولديها طفلتان توأم من مواليد الرقة تقفان بالقرب منها وسوف تذهب الى اقاربها في منبج بعد أن قبعت في المخيم لسنتين، حيث قالت:
” كنت مجبرة للذهاب مع زوجي والعيش في ارض الخلافة وزوجي الآن مسجون وليس لدينا تواصل معه ولديه إصابة في القدم واليد، والحرب أثرت علينا كثيراً، عانينا من التهجير والفقر والقتل ولم اعد افضل العيش في مناطق داعش، وأتمنى لوكان لدي منزل آمن، لأنني لم أشعر في ارض الخلافة سوى بالخوف، ونحن لا نشكل حالة خوف للمجتمع، وأرغب في الاندماج بالحياة الجديدة مع اهلي واقاربي ولكن لا اعرف كيف سوف تكون حياتي ونظرة المجتمع لي”