نفذ مجموعة من الفلاحين في الهوارية التابعة لمحافظة نابل التونسية وقفة احتجاجية صباح الجمعة، وقاموا بغلق الطريق الرئيسية الرابطة بين الهوارية وتونس، تعبيرًا عن غضبهم واستيائهم من تهميشهم من السلطات المعنية.
أبرز ما يحتجون عليه هو رفض مراكز تجميع الحليب قبول منتوجاتهم من مادة الحليب، وغياب الإحاطة بهم ومشاغلهم من قبل كل الهياكل المهتمة بالقطاع الفلاحي.
أعرب المحتجون عن قلقهم إزاء الوضع المتردي الذي بلغه وضع منتجي الحليب بجهة الهوارية، داعين كل الجهات لتحمل مسؤولياتهم والتدخل العاجل لإيجاد الحلول اللازمة.
ولفت الفلاحون المحتجون إلى أن عديد المنتجين يعانون من غلاء أسعار الأعلاف والمديونية، ما يهدد هذا القطاع وسيدفعهم لتصعيد احتجاجاتهم.
تعقيبًا على سؤال لمراسلة “تطبيق خبّر” في تونس ليلى بن سعد، قال عماد الحاج صالح، وهو فلاح ومربي أبقار، إن كميات كبيرة من الحليب تسكب يوميًا بعد رفض مراكز تجميع الحليب قبولها.
كما أبرز أن الفلاحين بجهة الهوارية يعانون من عديد المشاكل الأخرى على غرار غلاء الأعلاف ونقص مادة الامونيتر، باعتبار أن جهة الهوارية تعتبر منطقة معزولة ولا تصلها كميات مادة الامونيتر،
وطالب عماد الحاج صالح بضرورة إيجاد حل جذري، خاصة لمشكلة مادة الحليب التي تسكب يوميًا بالأودية، وتقدم طعامًا للحيوانات.
بدوره، عبّر عماد بوعايشة، أحد صغار الفلاحين بجهة الهوارية، عن استيائه وغضبه من تهميش القطاع الفلاحي ومعاناة الفلاحين من عدة إشكاليات.
واعتبر بوعايشة أن التهميش يأتي بينما الفلاح يعاني غلاء الأعلاف والمواد الفلاحية الأولية واحتكار المزودين لمادة الامونيتر، وبيعها بأسعار مرتفعة الى جانب وجود نقص في الاطباء البياطرة بالجهة.
من جهته، قال رمزي محفوظ، وهو مربي أبقار بجهة الهوارية، لمراسلة “تطبيق خبّر” إن هذه الأزمة أسفرت عن خسائر مادية ونفسية للفلاحين، إذ اضطر إلى سكب حوالى 600 لتر من الحليب، تم تجميعها على امتداد 3 أيام.
وكشف محفوظ أنه لم يتم قبول منتوج الحليب لديه من قبل مراكز التجميع الموجودة بالقرى المجاورة التابعة لمعتمدية الهوارية.
وطالب المحتجون من السلطات الجهوية من المعتمدية والاتحاد المحلي للفلاحة والصيد البحري بضرورة التدخل وإيجاد حلول ملائمة لوضعيتهم الهشة، حتى يتم النهوض بهذا القطاع الذي يعتبر الركيزة الاساسية للاقتصاد التونسي.
من جهته، اجتمع معتمد الهوارية محمد الأمين نصراوي بمجموعة من الفلاحين واستمع لمشاغلهم. كما قام بالاتصال بالجهات المعنية لإيجاد حلول للفلاحين الذين يعتبرون الحلقة الضعيفة في الدورة الاقتصادية ،
بدوره، أوضح رئيس خلية الإرشاد الفلاحي في الهوارية مجدي التونسي أنه تم الاتفاق على القيام بمراسلة للمندوب الجهوي للتنمية الفلاحية بخصوص إيجاد حل لمشكل التناوب الليلي للأطباء البيطريين.
وبيّن أنه من بين الحلول التي تم الاتفاق عليها، هي تجميع أعضاء الاتحاد المحلي للفلاحة والتنسيق مع الاتحاد الجهوي من أجل حلحلة مشكل تجميد رئيس الاتحاد المحلي للفلاحة، وبالتالي تفعيل اللجنة المهتمة بتربية الماشية للقيام بدورها.
أما فيما يخص وجود نقص في مادة الامونيتر الأساسية لنمو النبتة، أكد أن هذا الإشكال خارج عن نطاقهم، وهو مشكل تعاني منه عديد الجهات والولايات بكامل الجمهورية التونسية، وخاصة جهة الهوارية الواقعة بالشمال الشرقي.
واقترح مجدي التونسي عملية توزيع هذه المادة بصفة متوازية حسب المناطق ومستحقاتها وتكليف لجنة تعنى بهذا الموضوع.
أما فيما يتعلق بإشكالية مراكز الحليب، فأكد أنه تم الاتصال بمصنع تجميع الحليب بسليمان الذي كان تعرض إلى عطب وانقطاع الماء الصالح للشراب به، ما أدى الى عدم قبول كميات الحليب.
وأضاف التونسي أنه سيتم انطلاقًا من يوم الجمعة قبول مادة الحليب من قبل فلاحي الهوارية.