شهد دوار إسوحنان الواقع بجماعة أزلا بني حوزمار، والتابع لإقليم تطوان نهاية الأسبوع المنصرم تنظيم قافلة إنسانية لفائدة ساكنة الدوار، شملت تخصصات مختلفة.
القافلة التي أشرفت على تنظيمها منظمة كشافة سفراء السلام فرع تطوان، عرفت مشاركة أزيد من 25 متطوعًا ومتطوعة.

 

 

شملت القافلة توزيع الملابس والأغطية والمواد الغذائية على كل أسر القرية، فضلًا عن التنشيط التربوي لفائدة أطفال القرية وتوزيع الألعاب عليهم، وتجهيز فضاء للألعاب فيها.
توزعت المواد الغدائية بين الدقيق، والزيت، والمعجنات، والسكر، والشاي والقطاني التي تشكل مواد ضرورية، وبكميات تغطي شهرًا ونصف الشهر من الاستهلاك لكل أسرة.
كما قدمت القافلة الإنسانية فحوصات طبية مجانية لقياس نسبة السكر في الدم والضغط الدموي لفائدة الشيوخ وكبار السن، فضلًا عن تقديم مجموعة من الأدوية لأجل تخفيف حدة النقص الذي يعرفه الدوار من الأدوية.
قافلة إنسانية تعين 60 أسرة بجماعة أزلا بني حوزمار

60 أسرة بجماعة أزلا بني حوزمار يستفيدون من قافلة إنسانية

كذلك تم القيام بحلاقة للأشخاص المتشردين وبدون مأوى بتراب الجماعة، وذلك حتى تشمل القافلة جميع فئات الدوار دون استثناء.
عرفت القافلة أيضًا تهيئة قسم للتربية غير النظامية، والتي تستهدف الأطفال الذين انقطعوا عن الدراسة وعاودوا للالتحاق بها، وذلك لأجل تحسين ظروف تعليم أبناء وبنات دوار إسوحنان، والمساهمة في محو أمية اليافعين والبالغين من 8 إلى 16 سنة.
كما قام متطوعو ومتطوعات منظمة كشافة السلام بتجهيز المسجد الرئيسي للقرية بمجموعة من المصاحف والملصقات التوعوية مع تنظيفه ليستقبل المصليين في ظروف جيدة.
شهدت القافلة كذلك تنظيم ألعاب جماعية لفائدة الأطفال، بإشراف مهرجين متطوعين، ما أدخل فرحة عارمة على قلوب أطفال الدوار.
قافلة إنسانية تعين 60 أسرة بجماعة أزلا بني حوزمار

أدخل المهرجون المتطوعون البهجة في قلوب أطفال أزلا

عن هذه القافلة الإنسانية، قال صفوان حيون، وهو رئيس منظمة كشافة سفراء السلام فرع تطوان، لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني في المغرب يوسف أسكور، إن “هذا اليوم هو يوم المتعة بامتياز”.
 
وكشف حيون أن “تكلفة هذا اليوم فاقت 35.000 درهم مغربي (حوالى 3 ألاف دولار ونصف الألف)، وكان التركيز فيه على قرية واحدة، لكن عبر خلق تأثير حقيقي فيها يمس جميع مكوناتها”.
وأضاف “إننا نريد أن نرقى بالعمل التطوعي الإنساني في المغرب، وحتى يتطور يجب تغيير مفهوم النقد ولعن الظلام، والتمركز حول الذات والأنانية، إلى منطق التضامن والتآزر، وكل شخص يسعى إلى تحقيق المنفعة والإيجابية على قدر تستطاعته وداخل المحيط القريب”.
وتعليقًا على القافلة الإنسانية، عبّر حيون عن امتنانه لفريق العمل والمتطوعين والمتطوعات الذين “عملوا طيلة شهر، وقاموا بزيارة دوار إسوحنان ثلاث مرات لأجل تشخيص حاجيات الدوار بشكل دقيق، وأيضا ترتيب الإجراءات القانونية اللازمة”.
في ذات السياق، قالت سلمى القاصح، وهي متطوعة بالمنظمة ومشاركة ضمن فريق متطوعي المنظمة، لمراسل “تطبيق خبّر”، إن التحاقها بالمنظمة جاء لاقتناعها بقيم التعاون ونشر رسالة السلام التي تهدف المنظمة الى نشرها، وهو ما دفعها للمشاركة في هذه القافلة.
قافلة إنسانية تعين 60 أسرة بجماعة أزلا بني حوزمار

تضمنت القافلة الإنسانية فحوصات طبية لكبار السن والمحتاجين ذلك

وأضافت سلمى أنها أشرفت على تزيين وتأهيل قسم التربية غير النظامية، بالنظر إلى أهميته في تقديم فرصة ثانية لأطفال وشباب الدوار، وكونها ترى أن تعليم أبناء المنطقة هو الحل لأجل تنميتها وتطويرها.
استمرت القافلة طيلة يوم كامل، تم فيه توزيع المساعدات عبر المسالك الوعرة، بالاعتماد على شاحنة من الحجم الكبير لأجل إيصال المساعدات إلى نقطة التقاء بساحة إسوحنان، حيث ساكنة الدوار كانت في انتظار قدوم القافلة.
وقد شكل انخراط الساكنة المحلية في توزيع المساعدات وتنظيم المستفيدين أحد العلامات البارزة التي بصمت هذه القافلة الإنسانية.
كما ساهم ذلك في تيسير عملية التوزيع، وتسهيل الحملة الطبية التي استفاد منها حولي 35 شخصًا من القرية.
الحاج مبارك الغوميس، وهو مستفيد من الخدمات الطبية، قال إنه بعد أن توصل بخبر إجراء قافلة طبية من لدن السلطة المحلية، سارع إلى التسجيل في قوائم المستفيدين نظرًا لمعاناته من عدم استقرار الضغط الدموي وحاجته المستمرة إلى الدواء.
قافلة إنسانية تعين 60 أسرة بجماعة أزلا بني حوزمار

مؤنة شهر ونصف مواد عذائية لكل عائلة في أزلا بني حوزمار تخفف الأعباء عنهم

وأضاف الغوميس أن ضعف المستوى المعيشي لأسرته هو ما دفعه للاستفادة من المساعدة الغدائية التي استلمها، إذ أنها ستعينه على التخفيف من وطأة وقساوة ظروف الحياة بالدوار وقلة فرص العمل.
كما أثنى على ما قام به متطوعو ومتطوعات منظمة كشافة سفراء السلام فرع تطوان من أنشطة ترفيهية لفائدة الأطفال وخلق فضاء للعب الأطفال الذي لم يسبق أن عرفه الدوار.
يذكر أن المساعدات الإنسانية التي تقوم بها الجمعيات المدنية بجهة طنجة الحسيمة شمال المغرب تساهم بشكل كبير في مساعدة أهالي المناطق النائية خلال هذه الفترة من السنة.