4 سيناريوهات محتملة تواجه “مسبار الأمل” عند اقترابه من مدار المريخ: تحطم المسبار أو فقدانه
كشف فريق عمل مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ مسبار الأمل قبيل اقتراب المسبار من مدار الكوكب الأحمر، أن المرحلة دقيقة جداً والأيام المتبقية حاسمة.. وأعرب الفريق الهندسي عن قلقه وفي الوقت ذاته استعداده الكامل.
27 دقيقة “عمياء” تجتمع فيها مخاطر عديدة قبيل نجاح المسبار في دخول مداره العلمي حول كوكب المريخ
الكفاءات الإماراتية الشابة في الفريق تمثّل مختلف التخصصات الحيوية وتعاونت باقتدار لإيصال مسبار الأمل إلى هذه المرحلة الحاسمة في رحلته.
و أوضح المهندس زكريا الشامسي ، نائب مدير المشروع لشؤون عمليات المسبار أن ما وصل إليه مسبار الأمل حتى الآن تتويج لأكثر من 5.5 مليون ساعة عمل على مدى 7 سنوات منذ انطلاق المشروع عام 2014 , ونواصل عملنا ليصل العرب نحو المريخ، فيما أعرب المهندس محمود الناصر عن فخره بلحظة الإطلاق الناجح للمسبار في 20 يوليو 2020 كان محطة تاريخية نطمح لتكرارها عند الدخول إلى مدار الالتقاط الثلاثاء المقبل.
وأوضح المهندس أحمد ولي أول وحدة عمليات الأقمار الاصطناعية ومسؤول التحكم الملاحي في مشروع مسبار الأمل أن سيناريوهات ومخاطر متعددة تحيط بالمهمة في هذه المرحلة لكن الفريق التقني لمسبار الأمل يراهن على التجهيزات الدقيقة والاختبارات الطويلة التي أجرها ، فيما قال المهندس حمد الحزامي مهندس برمجيات الأنظمة الأرضية إن أوامر التحكم بالمسبار تصبح أعقد كلما ابتعد عن كوكب الأرض في الفضاء العميق.
أجمع أعضاء الفريق الهندسي لعمليات مسبار الأمل الذي يستعد لدخول مداره العلمي حول كوكب المريخ يوم الثلاثاء 9 فبراير 2021 عند الساعة 7:42 مساءً بتوقيت الإمارات، على أن المرحلة الحالية من رحلة المسبار التي استغرقت 7 أشهر ومسيرة مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ التي امتدت لحوالي 7 أعوام هي مرحلة دقيقة جداً، مؤكدين أن الأيام القليلة المتبقة لموعد الوصول حاسمة.
ومن جانب آخر غرد الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي والنائب الأول لرئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي عبر حسابه الرسمي على تويتر : أيام قليلة تفصلنا عن أحد أهم المحطات التاريخية في مسيرة دولة الإمارات. رؤية المؤسسين -رحمهم الله- وعزم قادتنا اليوم يصل بالعرب إلى المريخ. أدعوا كل إماراتي وعربي أن يتابع وأبنائه لحظة وصول مسبار الأمل إلى المريخ. اليوم نصنع الإنجاز، ونكتب التاريخ، ونثبت للجميع أن لا شيء مستحيل.
https://twitter.com/MaktoumMohammed/status/1357671356448538624
الفريق اعتبر أن أصعب مراحل مهمة مسبار الأمل عقب الإنجاز الناجح لمرحلة الملاحة في الفضاء هي مرحلة دخول المسبار إلى مداره العلمي المحدد حول المريخ، والتي تستمر على مدى 27 دقيقة، وتعد الأخطر لأنها تتضمن عملية الخفض المفاجئ لسرعة المسبار من 121,000 كم/ساعة إلى 18,000 كم/ساعة ، بشكل ذاتي ومستقل، دون القدرة على التواصل الفوري مع محطة التحكم الأرضية بالمسبار في مركز محمد بن راشد للفضاء بدبي.
“مسبار الأمل” يشكل ذكرى خالدة في التاريخ العربي
وقال المهندس زكريا الشامسي، نائب مدير المشروع لشؤون عمليات المسبار، نترقب الأيام القليلة القادمة التي تمثل العد التنازلي لوصول مسبار الأمل إلى مداره العلمي حول كوكب المريخ لأن وصول المسبار إلى مداره العلمي الصحيح حول المريخ يعني نجاح جهود مضنية امتدت لأكثر من 5.5 مليون ساعة منذ انطلاق المشروع عام 2014.
وأضاف الشامسي أن المخاطر كبيرة وعديدة على المهمة في هذه المرحلة الحساسة جداً، معرباً عن أمله بتجاوز كافة التحديات لدخول المسبار إلى مداره بنجاح، مؤكداً أن تجاوز هذه المرحلة سوف يتوّج جهود جميع فرق العمل والمهندسين والعلماء والمتخصصين في قطاع على مدى سنوات منذ انطلاق المشروع عام 2014.
وأكد الشامسي أن مشروع بناء مسبار الأمل في 6 سنوات لا غير، فيما احتاجت دول أخرى عريقة في مجال استكشاف الفضاء حوالي 10 سنوات لإنجاز مشروع مماثل، يؤكد رسالة دولة الإمارات بأن لا شيء مستحيل إذا ما توفرت العزيمة والإرادة والتعاون والشراكة، داعياً الجميع لمتابعة اللحظة التاريخية المتمثلة بوصول مسبار الأمل إلى مداره العلمي حول كوكب المريخ عند الساعة 7:42 من مساء يوم الثلاثاء 9 فبراير 2021.
وختم الشامسي بالقول سنحفظ تاريخ 9 فبراير 2021 ذكرى عزيزة وخالدة في قلب كل إماراتي وعربي تطلع إلى الفضاء وتمنى صعودنا إلى كواكبه لاستكشافها ودراستها واستشراف المستقبل في قطاع الفضاء.
لحظة الاختبار الحقيقي لـــ “مسبار الأمل”
بدوره قال المهندس محمود الناصر، قائد فريق تطوير الأنظمة الأرضية ضمن مشروع مسبار الأمل، إن الإطلاق الناجح للمسبار نحو الفضاء الخارجي في 20 يوليو 2021 نحو الفضاء الخارجي كان محطة تاريخية نطمح لاستكمالها، رغم كل الصعوبات والتحديات، بوصول المسبار إلى مداره العلمي يوم 9 فبراير 2021.
واعتبر الناصر أن تطوير أنظمة مجرّبة ومدروسة أسهم في وصول مسبار الأمل إلى المرحلة الأخيرة في رحلته التاريخية الأولى عربياً بين الكواكب، لكنه لا يمنع قائمة طويلة من المخاطر المحتملة على مهمة المسبار، وأبرزها تعطل أنظمة المسبار، أو التيه في الفضاء العميق، أو الفشل في أخذ مداره حول المريخ.
ثمرة اختبارات “مسبار الأمل”
من جهته، رأى المهندس أحمد ولي، مسؤول عمليات التحكم، أن هناك سيناريوهات لا حصر لها تهدد بفقدان القدرة على التحكم بالمسبار وضياعه في الفضاء العميق، لكن التفاؤل يبقى سيد الموقف والسائد في أوساط فريق عمل مسبار الأمل الذي أنجز على مدى سنوات ساعات اختبار طويلة في العمل على تجريب وتحسين وتطوير أنظمة التحكم بالمسبار استعداداً لهذه اللحظة التاريخية.
وأكد أن الوصول حتى هذه المرحلة كان إنجازاً استثنائياً بكل المقاييس، لكن الطموح هو أن تصبح دولة الإمارات خامس دولة في العالم تدخل بنجاح مدار كوكب المريخ لتسهم في إثراء المعرفة البشرية عن الكوكب الأحمر الجار لكوكب الأرض.
أما المهندس حمد الحزامي، مهندس برمجيات الأنظمة الأرضية، فاعتبر أن إرسال أوامر التحكم بالمسبار في هذه المرحلة تستغرق وقتاً طويلاً نظراً لبعد المسافة عن كوكب الأرض، لافتاً إلى أن سنوات من العمل على برمجيات الأنظمة وخاصة الأرضية لمشروع مسبار الأمل معرضة للاختبار الحقيقي خلال مرحلة دخول المسبار إلى مداره، بالنظر إلى طول زمن الاتصال مع المسبار الذي يدخل منطقة عمياء تماماً لمدة 27 دقيقة قرب مدار المريخ قبل متابعة رحلته لدخول مداره.
وأمل الحزامي أن تثمر آمال الملايين من متابعي الرحلة العلمية لمسبار الأمل بوصوله إلى مداره وتحقيق علامة النجاح الكاملة ليبدأ مهامه العلمية بدراسة الغلاف الجوي للمريخ بشكل شامل غير مسبوق في المجتمع العلمي العالمي، مؤكداً في الوقت نفسه أن المشروع الوطني قد حقق معظم أهدافها بتأهيل كوادر مواطنة وكفاءات في قطاع الفضاء الإماراتي وألهم الشباب لمتابعة تخصصات علمية تؤهلهم لدخوله.
وبعد إنهاء مسبار الأمل ثلاث مراحل من رحلته العلمية نحو كوكب المريخ، منذ انطلاقه من مركز تانيغاشيما للفضاء في اليابان على متن الصاروخ “إتش 2 إيه” يوم العشرين من يوليو 2020 عند الساعة 01:58 فجراً بتوقيت دولة الإمارات، وهي: مرحلة الإطلاق، ومرحلة العمليات المبكرة، ومرحلة الملاحة في الفضاء، تشكل مرحلة دخوله المدار العلمي التي يترقبها الملايين في دولة الإمارات والوطن العربي والعالم الأصعب حتى الآن لما تحمله من سيناريوهات.
ويعد مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ “مسبار الأمل” الأول من نوعه عربياً ومحط آمال مئات الملايين من 56 دولة عربية وإسلامية، كمشروع طموح لتسجيل حضور علمي وبحثي عربي مشرّف في مجال استكشاف كوكب المريخ، وإثراء المجتمع العلمي العالمي وتوفير بيانات غير مسبوقة عن الكوكب الأحمر بحجم 1000 جيجابايت في متناول أكثر من 200 مؤسسة أكاديمية وبحثية في الوطن العربي والعالم لمستقبل البشرية في قطاع استكشاف الفضاء.
وستكون دولة الإمارات حال وصول مسبار الأمل بنجاح إلى مداره العلمي حول كوكب المريخ خامس دولة في العالم تحقق هذا الإنجاز التاريخي، ضمن مشروعها العلمي النوعي لاستكشاف كوكب المريخ، ليجسد شعارها في كل مشاريعها الوطنية والاستراتيجية بأن كل شيء ممكن بتوفر العزيمة والإرادة والكفاءة وروح التعاون والعمل كفريق واحد، وأن لا شيء مستحيل.