تحاول منظمة “جرعة أمل” للعمل التطوعي في العراق التوصل لوعي مجتمعي يؤدي لوقف إطلاق النار العشوائي في البلاد، بعد أن تسبب هذا الأمر بخسارة ألاف الأرواح.
إذ بات المواطن العراقي يخاف من الاحتفالات لأنها تؤدي في غالب الأحيان إلى أحزان على من قضوا برصاص عشوائي، أطلق فرحًا. هذا فضلًا عن زيادة الأحزان حزنًا، حين تطلق النيران عشوائيًا كذلك في مناسبات الحزن والتأبين.
تسعى منظمة “جرعة أمل”، من خلال عدة حملات تثقيفية، لإيقاف هذه العادة السيئة التي أصبحت تهديدًا لحياة المواطن رفقة التهديدات الامنية الأخرى.
لذلك أطلقت المنظمة في محافظة ذي قار الواقعة جنوب العراق، يوم الأربعاء 03.02.2021 لإيقاف هذه العادة التي تعتبر ظاهرة لدى المجتمعات العشائرية، وازدادت في الآونة الأخيرة في العراق.
مراسل “تطبيق خبّر” الميداني في العراق سامان داود تحدث لبعض أعضاء منظمة “جرعة أمل” للعمل التطوعي.
من بينهم، الدكتورة “نغم الحسينات”، وهي عضو الفريق في مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار.
قالت د. الحسينات إن “الحَملة بدأت عندما رأينا أنه هناك الكثير من الأبرياء يفقدون حياتهم نتيجة الإطلاقات العشوائية، وقسم من الضحايا هم أطفال”.
أضافت “الحسينات” أنها صادفت خلال مناوبتها في قسم الطوارئ حالة طفلة جاءت مصابة بطلق ناري عشوائي في رأسها، سبب لها شللًا رباعيًا، ما أنهى حياتها وطفولتها.
كما بيّنت “الحسينات” لمراسل “تطبيق خبر” أنه “في بعض الأحيان لا نستطيع أن نخرج من العمل بعد انتهاء عملنا أو لقضاء حاجة بسبب الطلق العشوائي”.
وروت “الحسينات” حادثة أخرى جعلتهم يعيشون ليلة مرعبة بسبب وفاة شيخ عشيرة في المنطقة التي تقطن بها، بعد أن استمر إطلاق النار العشوائي لساعات الصباح الأولى بحجة أنهم حزينون على وفاة الشيخ.
وأشارت إلى أن “هذه الأمور كانت من الأسباب التي جعلتنا نطلق حملتنا لوقف إطلاقات النار العشوائية في مدينتنا، ونتمنى أن نشاهد حملات مشابهة في باقي مناطق العراق، فالأمر لا يقتصر على ذي قار فقط، وإنما أغلب مناطق العراق تشهد هذه الظاهرة السيئة”.
الدكتورة “شهد عماد”، زميلة “الحسينات”، أوضحت لمراسل “تطبيق خبّر” أن أهداف الحملة تتمثل بهدفين أساسيين هما التخلص من هذه الظاهرة المريبة وإيقافها، والهدف الثاني الأسمى هو الحفاظ على حياة وأرواح الناس الأبرياء.
“من المهم بناء وعي لدى الناس وتوعيتهم حول هذه العادة السيئة، وإيصال فكرة للجميع أنها خطيرة على المجتمع العراقي بشكل عام”، حسب قول “عماد” التي أردفت أن أعداد الوفيات تجاوزت الآلاف بسبب الإطلاقات النارية العشوائية.
أضافت شهد إن ضحايا الإطلاقات النارية العشوائية الذي بقوا على قيد الحياة أصيبوا بعاهات جسدية، والكثير باتوا معاقين وبالتالي حياتهم أصبحت صعبة أو شبه منتهية.
أشارت “شهد” إلى أن الدور الحكومي ضعيف جدًا أمام قوة العشيرة، ولا تستطيع أن تحاسب أي شخص من مطلقي الرصاص الحي العشوائي بسبب العشائر التي تقف خلفهم.
ولفتت إلى أنه “يتوجب على الحكومة العراقية التعامل مع هكذا أفعال على أنها أعمال إرهابية، وعقوبتها يجب أن تكون شديدة والقيام بأفعال رادعة واقعية”.
من جانبها، أكدت “الحسينات” أن تجاوب الشباب كان مفرحًا، “ودعموا الحملة وشاركونا نشر المنشورات وتعليقها، وهذا الاهتمام منهم أسعدنا لان اننا نعول على هذا الجيل في بناء مجتمع واعي مثقف يقدر الحياة”.
“رسالتنا للناس”، قالت “الحسينات”، هي أن “عليهم البدء بالتغيير وإيقاف هذا الفعل، الذي هو فعل مستهتر، ومن يقوم به لا يهتم لحياة المواطن العادي”.
وأكدت أن “الأمر بغاية الأهمية ويجب الانتباه إلى هذا الموضوع من قبل كل الجهات والاهتمام به، لأن تجاهله معناه فقداننا ضحايا كثر لا ذنب لهم سوى أن البعض يلهوا ويبرز قوته من خلال السلاح.