هذا المشروع التنشيطي منتظم من طرف دار الشباب في دار شعبان الفهري، بالشراكة مع وحدة تنشيط الأحياء السكنية بنابل، التابعين لوزارة الشباب والرياضة، ومساهمة جمعيات على غرار جمعيتي أفق للتنمية والمواطنة، والجمعية التونسية من أجل مستقبل أفضل .
في تصريحها لمراسلة “تطبيق خبّر” الميدانية في تونس ليلى بن سعد، قالت حنان هرقلي ممثلة عن وحدة تنشيط الأحياء بنابل إنه “يتم استكمال الجزء الثاني من المشروع التنشيطي “علاش انت ماتكونش معانا” بالمدرسة الاعدادية محمد البشروش”.
وأضافت هرقلي أن “ذلك يعني تهيئة وصيانة المدارس، كما أنه وفي إطار هذا المشروع يتم تحضير تحف ومحابس فخارية، وتزيينها بألوان مختلفة لتعليق نباتات للزينة بالمدرسة”.
وأبرزت هرقلي أن هذا المشروع يهدف إلى مزيد من التحفيز للشباب على العمل التطوعي والتضامني، والمشاركة في كل عمل لفائدة المصلحة العامة.
وأضافت أنه يتم كذلك إفساح المجال للشباب ليكون مساهمًا في تعهد وصيانة المؤسسة التربوية، وتحفيزهم على ممارسة العمل اليدوي والمهاري، كذلك دعم العمل التشاركي مع نسيج المجتمع المدني بالمدينة.
بدوره، أوضح محمد طعم الله، أستاذ تنشيط بدار الشباب في دار شعبان الفهري أنه في اطار هذا المشروع، “يتم التدخل لتحسين البنية الأساسية للمدارس، فضلًا عن القيام بورشات متنوعة”.
وبيّن لمراسلة “تطبيق خبّر”أن “هذه الورشات تتنوع بين ورشات عمل تطوعي من براعات يدوية وصيانة البناية والأثاث المستعمل، وغراسة النباتات والأشجار بحدائق المؤسسات التربوية، إلى جانب إحداث ساحات خضراء وصنع تحف للزينة وتعليقها ببهو وداخل المؤسسات”.
وأضاف طعم الله أن المشروع يشتمل كذلك على ورشات إعداد رسوم جدارية بالملعب الرياضي وتركيب وحدات إنارة بالمدرسة الإعدادية محمد البشروش.
وأبرز أنه بعد المعاينة الميدانية من طرف المجتمع المدني لبعض المؤسسات التربوية لضبط أولي لنقائص كل مؤسسة، وبعد إنجاز ومضة تحسيسية حول المشروع، تم الانطلاق بالمدرسة الابتدائية النجاح”.
وأوضح أنه في مدرسة النجاح ثم القيام بإعادة تهيئتها، وإعداد ساحة وسط المدرسة تحتوي على بعض الألعاب والأرجوحات، إلى جانب إعداد رسوم جدارية، وذلك بمشاركة ثلة من الشباب المتطوع من خريجي المعهد العالي للفنون الجميلة بنابل.
وقال إنه جرت كذلك إعادة تدوير وتهيئة الطاولات وتشجير حديقة المدرسة، مع التقيد باتباع إجراءات البروتوكول الصحي أثناء القيام بهذه الأنشطة، توقيًا من تفشي فيروس كوفيد 19.
وأردف أنه بعد الانتهاء من تهيئة المدرسة الابتدائية النجاح، يتم استكمال تنفيذ المشروع التنشيطي “علاش ماتكونش معانا” بالمدرسة الإعدادية محمد البشروش، مشيرًا إلى أن المشروع سيتواصل إلى نهاية آذار/ مارس 2021.
كما قال طعم الله إن الأنشطة لقيت تفاعلًا ايجابيًا من قبل مدير المدرسة الإعدادية، الذي استحسن المبادرة التي تقوم بها جمعيات المجتمع المدني، وكذلك الإطار التربوي والقيمين والتلاميذ وأولياء الأمور والعاملين.
“علاش انت ماتكونش معانا” موجه للتلاميذ والشباب لتشريكهم في العمل التطوعي
وقد شارك التلاميذ في ورشات الخزف والتزويق، بمشاركة الإطار التربوي وأولياء الأمور من أجل تغيير واقع المؤسسة التربوية. كما تم استقطاب الشباب من قدماء المؤسسة التربوية للمشاركة والمساهمة الفعلية في المشروع. أبرز طعم الله أيضًا أنه سيتم فيما بعد تكوين خلية متابعة متكونة من أولياء الأمور والإطار التربوي، لدعم المؤسسة التربوية.
في ذات السياق، أشار طعم الله إلى أن المجتمع المدني له دور فعال في معاضدة جهود الدولة، لأنه يساهم في تهيئة البنية الأساسية للمؤسسات التربوية، خاصة تلك التي تحتاج بشكل ضروري للتدخل لترميمها وإعادة تهيئتها حتى تصبح فضاءً ملائمًا للتلميذ والتربويين.
كما بيّن طعم الله، أنه في نفس الإطار، ومواصلة لأشغال التهيئة، فإن الجمعية التونسية من أجل مستقبل أفضل قد بادرت بأخذ كمية كبيرة من الأشجار وغراستها في ساحة لتخصيصها كفضاء للتلاميذ في أوقات المراجعة والمطالعة، وتركيز عدد من المقاعد بها.
وأضاف أن المشروع يتضمن القيام بحملات عمل تطوعي بالملاعب الرياضية بالمعهد، مثل إزالة الاعشاب الطفيلية وإعداد رسوم جدارية على جدرانه تحمل موضوع أنشطة رياضية.
وكشف طعم الله أن المشروع سيتوج بيوم تنشيطي يشارك فيه التلاميذ وجمعيات المجتمع المدني، ويشمل أنشطة تحفيزية تنمي لدى التلميذ روح المبادرة وتشجعه للمساهمة في تعهد وصيانة مدرسته بصفة دورية وليست مناسباتية، تقتصر فقط على التظاهرات والأنشطة.
وأكد أن المشروع التنشيطي “علاش انت ماتكونش معانا” هو بالأساس موجه للتلاميذ والشباب لتشريكهم في العمل التطوعي، وغرس روح المبادرة لديهم، وحب مدرستهم والمساهمة في تغييرها نحو الافضل من خلال تهئتها وتحسينها وتجميلها.
ولفت إلى أنه بذلك ستكون المدارس فضاء رحبًا، وفي أبهى حلة من خلال الرسومات وطلاء الجدران وغرس الأشجار، وتعليق تحف ومحابس من الفخار فيها نباتات للزينة، وبذلك يتم الاستفادة كذلك من مواهب الأطفال والشباب.
وقد قال عدد من الشباب المتطوع المساهم في المشروع التنشيطي “علاش انت ماتكونش معانا” لمراسلة “تطبيق خبّر”أنهم، وتحديدًا في ورشات الخزف والتزويق، استطاعوا إبراز موهبتهم والتعبير عن نفسهم من خلال الرسم على الفخار, وبالتالي أصبح هذا المشروع يشكل للبعض فرصة للاهتمام بمحيطهم وتغيير واقع مؤسستهم.