مكافأة إضافية لمن يزور لبنان
سواء أكان هدفك هو التجول بين أشجار الأرز القديمة في غابة بشري أو قضاء يوم في ميناء الصيد بجبيل، أو غير ذلك.. فقد صمم لبنانيان خريطة تتيح لسكان البلاد وزوارها الاستمتاع بمكافأة إضافية عند زيارة هذه الأماكن من خلال كشطها على الخريطة موقعاً تلو الآخر.
الفكرة خاصة بالصيدلانية ميريام عودة، (29 عاماً)، التي بدأت مشروع الخريطة الصيف الماضي مع تفاقم الأزمة المالية في بلدها إضافة إلى جائحة كوفيد-19، الأمر الذي حال بين كثير من اللبنانيين والسفر للخارج.
وعن ذلك قالت ميريام “أنا حدا كتير بيحب يسافر ويكتشف محلات جداد وكل شي. وبالصيفية كنت عم أفكر من ورا وضع كورونا، من ورا وضع الدولار، صار لنا كتير زمان ما سافرنا، ما اكتشفنا محلات جداد. أجت الفكرة ع راسي إنه ليه أنا ولا مرة بفكر أكتشف بلدي، أنا عايشة ببلد كتير حلو، كتير فيه آثار، كتير فيه طبيعة حلوة، كتير فيه مأكولات (بالإنكليزية) حلوة. إنه ليه ما بنكتشف لبنان، هيك طلعت الفكرة وقررت أروح فيها ع الآخر إن مش بس أنا ع بالي أكتشف هالبلد، فيه كتير عالم (ناس) ع بالهن يكتشفوا لبنان، خصوصاً مع هيدا الوضع، وهيك طلعت الفكرة”.
وميريام، التي تدير صيدلية في جونيه شمالي بيروت، تحمل الجنسية الفرنسية إلى جانب جنسيتها اللبنانية. وعلى الرغم من أنه يمكنها الهجرة مثلما فعل عشرات ألوف المواطنين منذ تفاقم الأزمة، فإنها تفضل البقاء في بلدها الأصلي.
وحول ذلك قالت ميريام: “فليت فترة ع أمريكا ورجعت وكتير عالم بيقولوا لي ليش رجعتي وأنت فيكي تفلي وفيه كتير عالم عم يفلوا. مظبوط، بس أنا نقيت أبقى ومش رح أقول هينة الواحد يبقى، كل يوم في النضال (بالإنكليزية) بشغلي بالخريطة وبرات الخريطة، فيه الكفاح بقلب هالبلد وكل حدا بعمرنا بيعرف إن بدك تعمل خطة للمستقبل وما بتقدر. بس فيه بركة بهالبلد، بتخايل هيدي اللي بتعلقنا، والعيلة والعالم اللي بقيوا، فيه شي بوطننا بيعلقنا بيظل”.
لبنان.. خريطة تعيد الأمل للبنانيين
وتوضح ميريام أنها تأمل في أن يعيد مشروعها المتمثل في الخريطة التي تسميها (بي لبنان) الأمل للبنانيين بأن هناك أشياء طيبة تربطهم ببلدهم.
ولإنتاج هذه الخريطة تعاونت ميريام مع بول باسيل (34 عاما)، وطبعاً معاً حتى الآن 1080 نسخة باعوها على الانترنت مقابل 150 ألف ليرة لبنانية للواحدة.
وأوضح بول باسيل الذي يعشق اكتشاف مناطق جديدة في بلده أنه كشط نحو 30 مكاناً فقط من القائمة مع زوجته وابنته. ويستهدف أن يكملها هذا العام.
وقال “تحمست عليها بعد ما عرضت ميريام الفكرة، حتى الشباب تظل معلقة بالبلد، ليظل فيه عندنا نعمل سياحة داخلية، بعد ما صار عندنا أزمة، وأزمة السفر والعالم بطلت تروح وتيجي متل قبل. وفيه كتير محلات أكثر (بالفرنسية) ما حدا بيعرفها، أنا مني وعلي لما كانت عم تقوللي ميريام عن الأماكن فيه كتير أنا ما كنت رايح عليهن، مع إني بارم كتير هون، بالتالي تحمست (بالإنكليزية) نشتغلها”.
وقالت ريتا معركش جبارة، التي تزور مناطق عديدة بصحبة ابنها الطفل، “هي التجربة قبل ما تروح، بننقي وين بدنا نروح أو بنقول وين رايحين، وبالتالي بعدين بتحس أنه إنجاز (بالإنجليزية) أنت حققت شي، يعني هالـ ١٥٠ عم ينزلوا، عم يصيروا أقل، وأنت عم تكتشف بلدك أكتر، يا اللي هي كتير منيحة للولاد وللكبار. يعني بتصير عم تتحمس تروح ع مطارح أكتر، وإذا أنت ناسي مطارح، هي بتضويلك على مطارح تروح عليهن أو تجرب هيدا الشي هون”.
وطرحت ميريام وباسيل هذه الخريطة في ذكرى عيد استقلال لبنان يوم 22 نوفمبر تشرين الثاني العام الماضي.