تجارة الموت عبر “حزب الله”.. التنظيم الإرهابي الذي ينشر المخدرات حول العالم
يعيشُ لبنان أزمة وجودية بكل المقاييس. ففي حين أنّ البلاد تنزف ولا يمكن للمواطنين الحصول على العديد من الأدوية الأساسية في المستشفيات والصيدليات الرئيسية، فإنّ المناطق التي يسيطر عليها “حزب الله” داخل البلاد تضمّ نظاماً من المرافق الصحية حيث تتوفر فيها مجموعة كاملة من الأدوية الرخيصة المستوردة من إيران.
ومع هذا، يستخدم “حزب الله” سيطرته على وزارة الصحة اللبنانية، إذ يستغل مواردها بشكل منهجي لأغراضه الخاصة. فقبل أن تقدّم الحكومة اللبنانية برئاسة حسان دياب استقالتها عقب انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس/آب 2020، عقدت اجتماعاً وأصدرت خلاله مرسوماً حددت فيه الاعتمادات المخصصة للمعالجة في المؤسسات الصحية العامة والخاصة على نفقة وزارة الصحة.
غير أن الفضيحة كانت في أن المستشفيات التابعة لـ”حِزب الله” حصلت على اعتمادات وأموال هائلة، في حين أن المستشفيات الأخرى الموجودة في بيروت والتي تضررت من انفجار المرفأ وكانت تقوم بمعالجة الجرحى، لم تحصل على زيادة في المبالغ المالية المرصودة لها. وفي الواقع، فإنّ مستشفى الرسول الأعظم المحسوب على “حزب الله” والبعيد عن منطقة الانفجار، حصد 3.6 مليون دولار كتمويل إضافي.
ويطالب “حزب الله” بالسيطرة المستمرة على وزارات المالية والصحة والنقل في لبنان على وجه التحديد لأن الميزانيات والسلطات التنفيذية لهذه الوزارات تضاعف فرص تحقيق مكاسب إجرامية. ويشكل مطار بيروت والموانئ والحدود البرية نقاطاً حيوية لتهريب الأسلحة والمخدرات.
ووسط العقوبات المفروضة على “حزب الله” المصنف كمنظمة إرهابية، فإن الأزمات التي تضرب هذا التنظيم كبيرة، ولذلك فإنه يسعى جاهداً لكسب المال بأي طريقة ممكنة لتعويض تأثير العقوبات.
ويقوم “حزب الله” بتصدير أطنان من حبوب الكبتاغون المخدرة إلى جميع أنحاء الشرق الأوسط وأوروبا، ويتم إنتاج معظمها في مناطق سيطرة حزب الله في لبنان وسوريا. وفي أواخر العام 2020، كشفت وحدة الجرائم المالية التابعة للشرطة الإيطالية بالتفصيل عن تجارة مخدرات واسعة النطاق يعتقد أنها قادمة من سوريا.
ووفقاً لتقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية “BBC”، فكانت السلطات الإيطالية، قد أعلنت خلال العام 2020 أنها صادرت كمية قياسية من مخدرات الأمفيتامين أو ما يعرف بحبوب الكبتاغون، تبلغ 14 طناً، وقيمتها نحو مليار دولار، قادمة من سوريا. واعتقدت الشرطة الإيطالية في البداية أن تنظيم “داعش” كان وراء هذه الصفقة، لكن بعد مزيد من البحث، وجهوا أصابع الاتهام إلى نظام بشار الأسد وحليفه اللبناني المقرب “حزب الله”.
وفي يونيو/حزيران 2020، حذر تقرير صادر عن وكالة إنفاذ القانون الأوروبية (يوروبول) من أن عناصر “حِزب الله” يعتقد أنهم “يتاجرون بالماس والمخدرات” ويغسلون الأموال باستخدام الدول الأوروبية كقاعدة.
زعماء “حزب الله”: تجارة المخدرات مقبولة أخلاقياً
وبين إفريقيا وأوروبا، استخدم “حزب الله” علاقاته مع المهاجرين اللبنانيين لإقامة مكانة في تجارة الماس غير المشروعة، فضلاً عن عمليات تهريب الأسلحة الكبرى في جميع أنحاء إفريقيا.
ويُعتقد أيضاً أن رجلي أعمال لبنانيين مرتبطين بـ”حزب الله” عاقبتهما الولايات المتحدة عام 2019 لدورهما في تجارة الماس بشكل غير قانوني، كانا يتاجران بأعمال فنية من قبل وارهول وبيكاسو لأغراض غسيل الأموال.
وسلط اعتقال علي كوراني عام 2017 الضوء على جهود “حزب الله” لنشر عملاء نائمين وتحديد أهداف الانخراط في أنشطة إجرامية في الولايات المتحدة نفسها.
وفي العام 2011، سلط تحقيق أجرته إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية الضوء على دور عنصر حِزب الله أيمن جمعة في شحن ما يقدر بنحو 85 طناً من الكوكايين إلى الولايات المتحدة وغسل أكثر من 850 مليون دولار من أموال المخدرات من خلال شركات مختلفة، بما في ذلك البنك اللبناني الكندي.
وعلى الرغم من أن شبكة حِزب الله في أمريكا اللاتينية (التي كان العقل المدبر لها من قبل المقتول عماد مغنية) كانت تتمركز في البداية في منطقة الحدود الثلاثية المشتركة، وهي النقطة التي تتلاقى فيها أراضي الأرجنتين والبرازيل والأوراغواي. إلا أن هذه العمليات عززت نفسها بشكل متزايد في فنزويلا في عهد مادورو.
وتدير العشائر اللبنانية المهاجرة شبكات مخدرات شاسعة على طول الساحل الفنزويلي، وتستهدف الولايات المتحدة في المقام الأول.
وتتمتع هذه العشائر بعلاقات وثيقة مع طارق العيسمي، وزير النفط الفنزويلي والمبعوث الخاص إلى إيران، الذي عوقب لدوره في تجارة المخدرات.
وفي عملية احتيال واحدة عام 2020، تعاقد العيسمي مع شركة النفط الوطنية الإيرانية لإصلاح العديد من مصافي النفط الفنزويلية. وفعلياً، ما زالت المصافي خارج الخدمة، لكن إيران حصلت على مليار دولار من سبائك الذهب من اقتصاد فنزويلا المفلس.
ويدار ملف الجرائم الدولية لـ”حزب الله” بشكل أساسي من قبل ابن عم حسن نصر الله، عبد الله صفي الدين، مبعوث “حزب الله” إلى طهران.
ويشرف صفي الدين والمسؤول في “حِزب الله” أدهم حسين طباجة على شبكة واسعة من الشركات النشطة في مجالات السياحة والعقارات ولحوم البقر والفحم والإلكترونيات والبناء الضرورية لغسيل عائدات “حزب الله” الإجرامية، وكثيراً ما تستخدم مواد مثل الفحم كغطاء لتهريب الكوكايين، بحسب موقع “arabnews“.
وقال زعماء “حزب الله” في التسعينيات من القرن الماضي إن “تجارة المخدرات مقبولة أخلاقياً في حالة بيعها للزنادقة الغربيين كجزء من الحرب ضد أعداء الإسلام”. لكن اليوم، من بيروت إلى طهران، ابتليت هذه الدول بملايين المدمنين، وذلك بفضل الإجرام الذي يقره ما يسمى بـ”حزب الله”.
وثائق تكشف فضيحة توزيع وزير الصحة اللبناني أموالاً على مستشفيات حِزب الله
بعدما كشفت قناة الآن سابقا، اعتماد وزير الصحة اللبناني التابع لـ حزب الله حمد حسن أدوية ايرانية غير مطابقة للمواصفات العالمية، نكشف اليوم بالمستندات والوثائق فضيحة توزيع الوزير أموالا على مسشتفيات تابعة لحزب الله تفوق بمليارات الليرات تلك المخصصة للمستشفيات الاخرى.