جامعيون تونسيون وأفارقة يعيدون تأهيل مدرسة ابن خلدون في نابل
قام مجموعة من الطلبة التونسيون والأفارقة الذين يدرسون بإحدى الجامعات الخاصة بمحافظة نابل التونسية بمبادرة شبابية تطوعية لتهيئة وتجميل المدرسة الابتدائية ابن خلدون بعد نشوب حريق بها أواخر الشهر الماضي.
وكانت المدرسة الابتدائية ابن خلدون التي تؤم 1038 تلميذًا وتلميذة قد تضررت من حريق نشب بها وأتى على قاعة الطباعة التي تستعمل مخزن به تجهيزات إعلامية.
كان الحريق قد اندلع في بناية قديمة مهجورة على مقربة من المدرسة، ثم امتد إليها حريق صغير أتى على مساحة تفوق 300 مترًا مربعًا، مخلفًا بعض الأضرار بالمدرسة التي تضم ثلاثين قسمًا ويعمل بها خمسين شخصًا بين كادر تدريسي وعملة.
وفي حين لم تتدخل السلطات المعنية أو الجمعيات لإعادة تهيئتها وتجميلها، بادر عدد من الشباب المتطوعين الناشطين بجمعية تكنولوجيا المعلومات للجميع، التابعة لإحدى الجامعات الخاصة بنابل بالتدخل بالمدرسة.
متطوعون من جمعية تكنولوجيا المعلومات للجميع نقذوا إعادة التأهيل
قام الطلبة المتطوعون بإعادة بناء جدار أحد الاقسام بعد أن كانت النيران قد تآكلته، كما نظفوا المدرسة وزينوا وزوقوا بهوها وجدرانها.
في حديثه لمراسلة “تطبيق خبّر” الميدانية في تونس ليلى بن سعد، قال جهاد المجدوب رئيس جمعية تكنولوجيا المعلومات للجميع إن المبادرة قام بها ثلاثون شابًا وشابة من طلبة الجامعة، وشارك فيها كذلك الطلبة الأفارقة الذين يدرسون بالجامعة.
وأضاف أنه تم الاتصال بمديرة مدرسة ابن خلدون الابتدائية، وبعد المعاينة الميدانية تم التدخل لإعادة صيانتها وتهيئتها وتجميلها لتكون في أبهى حلة لاستقبال التلاميذ.
شارك في هذا العمل التطوعي طلبة وأساتذة ومسؤولون بالجامعة ، تعاونوا جميعهم على إزالة الأضرار الناجمة عن الحريق وطلاء الجدران وتزيينها، وأضافوا بالتالي البسمة على وجوه التلاميذ.
كما بيّن المجدوب أن هذه المبادرة الطلابية التطوعية وجدت تفاعلًا إيجابيًا من طرف مديرة المدرسة التي ثمنّت مثل هذه المبادرات التطوعية التي تستهدف المدارس وتساهم في إضفاء روح جديدة عليه.
كما عبر التلاميذ وأولياء أمورعم والإطار التربوي والعاملون في المدرسة عن عميق شكرهم وإعجابهم بهذه المبادرة خاصة حين وجدوا مدرستهم في حلة جديدة وقد اختفت عنها الآثار الناجمة عن الحريق، وتزينت بألوان زاهية.
وكشف المجدوب إن الجمعية تهتم كذلك بالمدارس الريفية المهمشة، وتتدخل لتهئيتها وتقديم مساعدات وتبرعات للتلاميذ، أو إحداث نوادي روبوتيك فيها.
ولفت إلى أن كل شخص قادر من موقعه على أن يفيد بأبسط المبادرات، مشددًا على أهمية المبادرات التطوعية لمزيد العناية بالمدارس.
من ناحيته، قال أحمد لهواق، وهو طالب بالجامعة شارك في أشغال تهيئة المدرسة، لمراسلة “تطبيق خبّر” إنه وعلى أثر إعلامهم بالحريق الذي نشب بالمدرسة والأضرار الناتجة عنه، عاينوا المكان ومن ثم تم شراء اللوازم الضرورية والبدء في أشغال الصيانة والتزويق.
وقدم لهواق شكره للطلبة والمسؤولين بالجامعة الذين ساهموا في هذا العمل التطوعي المدرسي وارجعوا البسمة لوجوه التلاميذ.
وأضاف لهواق أن هذه المبادرة تهدف إلى إعطاء روح جديدة لهذه المؤسسة التربوية، خاصة بعد تعرضها للحرق، وتشجيعًا لثقافة العمل التطوعي وإيلاء مزيد من الاهتمام بالمؤسسات التربوية، وبالأخص تلك التي تتطلب إعادة ترميمها وتهيئتها أو تجميلها.
وبيّن لهواق لمراسلة “تطبيق خبّر” أن من أهداف هذه المبادرة كذلك، تعزيز روح الفريق والعمل الجماعي لتحقيق أفضل النتائج.