احتجاج سائقي سيارات الأجرة الصنف الأول بالخميسات بالمغرب
شهدت منطقة دائرة إقليم الخميسات مستهل الأسبوع الجاري، وقفات احتجاجية نفذها عدد من سائقي سيارات الأجرة الصنف الأول (تاكسي كبير)، والنقل المزدوج القروي، أمام المقر الإداري لدائرة الخميسات.
فقد تجمعت هناك مجموعة من الهيئات النقابية المحلية وعدد من المهنيين ومالكي رخص النقل المسموح لهم بنقل المواطنين من وإلى القرى والاقاليم المتاخمة للإقليم، من أجل الاحتجاج على مشاكل متعددة يعانون منها منذ سنوات.
عن هذه المشاكل، قال محمد لحسيني المنسق المحلي للرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الانسان بدائرة الخميسات تيفلت والنواحي، إن حضوره كممثل للرابطة وهيئات حقوقية محلية أخرى من أجل المؤازرة، مكنه من التعرف على معاناة السائقين.
السائقون والأهالي يحتجون على عدم الرفض المتكرر لطلبات تنقلهم وسط الجائحة
وأوضح لحسيني لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني بالمغرب جواد الأطلس أن معاناة السائقين أبرزها الطرقات التي لم تعد صالحة، وعدم تسلمهم لرخص التنقل خارج الدائرة الإقليمية حسب ما تمليه القوانين المفروضة بسبب جائحة فيروس كوفيد 19.
ولفت لحسيني إلى أن جُموع من ساكنة الإقليم حضرت بمعية متضررين في قطاع النقل المحلي بالمدينة احتجاجًا على امتناع الدائرة الإدارية للإقليم عن تسهيل تنقلهم بين القرى والأقاليم المجاروة لدائرتهم.
وتابع لحسيني أن سائقي سيارات الأجرة الصنف الأول يعانون اليوم، وجاؤوا ليحتجوا على طريقة تسيير رئيس الدائرة للوضع الاستثنائي الذي تعيشه المنطقة.
وأضاف أنهم يحتجون كذلك على عدم تجاوب المسؤول الإداري على رأس الدائرة لحضورهم المتوالي من أجل الاستنكار وإسماع صوت المعاناة، ولا سيما أن المعني بالأمر توصل بعدد من الشكايات منها المكتوب والشفهي، والتي لم تؤخذ بعين الاعتبار.
كما أوضح لحسيني أن معاناة مهنيي النقل والساكنة مستمرة بسبب طرقات حديثة التجديد والتعبيد لكنها خربت، ما يتضح أن هناك خروقات في عملية الإصلاح التي طالما انتظرها سكان الإقليم والمناطق المتاخمة له، وخاصة أن سلامة السائقين والمواطنين ذات أولوية.
أمانة سيارات الأجرة الصنف الأول تنوي تصعيد الموقف في حال لم يستجب لطلباتهم
في سياق مرتبط، قال عابد عبد المالك أمين الأمناء المحلي لسيارات الأجرة الصنف الأول في دائرة الخميسات، أتينا هنا من أجل مساندة المشتغلين في سيارات الأجرة الصنف الأول، بسبب مشاكل مع الدائرة الإدارية للإقليم.
وأضاف لمراسل “تطبيق خبّر” أن أغلب هؤلاء السائقين يعانون مادياً بسبب تعطيل رخص التنقل الاستثنائية إلى المدن الكبرى والصغرى المجاورة لهم، والتي تظل عالقة لدى الدائرة الإدارية لأيام وأحيانًا لأسابيع بدون مراعاة للحالات الاستثنائية، مثل الجنائز أو أغراض التطبيب.
وطالب أمين أمناء سيارات الأجرة الصنف الأول بدائرة الخميسات المسؤولين بوزارة الداخلية التدخل من أجل تغيير من يرأسون مصالح الدائرة للحد من معاناة طال أمدها منذ بداية جائحة فيروس كورونا المستجد بالمغرب.
وتعليقًا على تفاقم مشاكل المشتغلين في سيارات الأجرة ومستعمليها داخل دائرة الخميسات، أوضح محسن الفرشيوي الأمين الإقليمي لمهنيي سيارات الأجرة الصنف الأول بالخميسات، أنه لأول مرة قرر المكتب الإقليمي الخروج للشارع بعدما طفت على السطح الكثير من المشاكل والخروقات.
وقال الفرشيوي إن هذه المشاكل والخروقات يتحمل مسؤوليتها من يرأس الدائرة الإدارية لإقليم الخميسات، مضيفًا أن ذهاب السائقين أو الراكبين من أجل استصدار رخص التنقل ييذهب سدى لأن طلباتهم تقابل بالرفض في أغلب الحالات.
وبيّن الفرشيوي لمراسل “تطبيق خبّر” أن رفض الطلبات يكون بذريعة إجراء بحث حول الموضوع، وهو الأمر الذي يعد خارج الأمور المعتمدة في منح رخص التنقل خارج إقليم الخميسات.
وأضاف أن هذه العملية التي تسير بشكل معقد وغير يسير عمقت من الضرر الاقتصادي الذي سببه فيروس كوفيد 19 لمهنيي القطاع بصنفيه الحضري والقروي.
ولفت إلى أنه في الوقت الذي سينتظره السائق للحصول على رخصة التنقل خارج الإقليم، يخسر مئات الراكبين الزبائن، وهذا الوضع دفع جُل المشتغلين إلى الخروج والتنديد من أجل تغيير أسلوب التعامل إداريًا مع تخليص الرُخص.
وأمام استمرار هذا الوضع، كشف مُحتجون أن سائقي سيارات الأجرة الصنف الأول داخل إقليم الخميسات والسكان بدورهم، يستعدون في نهاية الأسبوع الجاري لتنظيم وقفة أخرى يوم الجمعة المقبل أمام الدائرة الإدارية لإقليم الخميسات.
وأوضح أن سبب الوقفة الاحتجاجية المقبلة هي بسبب منعهم من رخص التنقل إلى مدن ومناطق قروية مجاورة منها آيت عبو، وأيت اوريبل، وأيت يدين، وغيرها، لافتًا إلى احتمال تصعيد الموقف وصولًا إلى تنظيم مسيرة إلى العاصمة الرباط من أجل رفع الضرر عليهم.
تجدر الإشارة إلى أن إقليم الخميسات، الواقع على بعد حوالي 90 كيلو مترًا شرق العاصمة الرباط، هو أحد أهم المناطق الفلاحية، التي تضم ضيعات شاسعة تنتج أطنانًا من الخضروات، فضلًا عن تربية الأبقار. ويعرف الإقليم حركية دائمة بين قراه، ما يجعل تعطيل رخص التنقل عاملاً سلبيًا عليها.