شباب يساعدون أهالي آيت سادن بمرتفعات سوس بحاجيات شتوية
قامت مجموعة من الشباب المغاربة تحمل اسم “العُقول الراقية” مستهل الأسبوع الحالي، بتوفير كمية من الملابس والحاجيات الضرورية في فصل الشتاء لقرية آيت سادن الواقعة في مرتفعات جهة سوس ماسة.
المبادرة الخيرية التي أطلق عليها اسم “شتاء دافئ 3″، جاءت بتعاون وبمساهمة من فعاليات المجتمع المدني بمدينة أكادير والنواحي.
وتعليقًا على هذه المبادرة الخيرية، قالت السيدة مينة آيت بلحصين عضو المجموعة، إن “العقول الراقية” هي مجموعة شبابية لا تنتمي لأي مؤسسة رسمية أو غير رسمية، تعتمد موقع التواصل الاجتماعي”فيسبوك” للتنسيق بين أعضائها بمدينة أكادير.
وأوضحت بلحصين لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني بالمغرب جواد الأطلس أن هدف المجموعة هو الأعمال الخيرية ومساعدة المحتاجين، مشيرة إلى أنه سبق واشتغلت “العقول الراقية” على عدة حملات، من أهمها حملة “شتاء دافئ” بنسختيه 1 و2، وكلها حملات موجهة بالخصوص لفائدة المناطق الجبلية التي تعاني من الفقر وقساوة الطقس.
كما أضافت أن المبادرات الثلاث التي قامت بها المجموعة هذه السنة، وبالخصوص موسم 2020/ 2021، كانت لصالح ثلاث قرى في جهة سوس ماسة.
وبيّنت أن الحملة الأولى استفادت منها قرية تاجوجت بنواحي إقليم “ايمينتانوت”، أما فيما يتعلق بالحملة الثانية فكانت في قرية “تانرغانت” الواقعة بجماعة “أيت حدو” بإقليم شيشاوة، “والأخيرة هي هذه المبادرة التي قمنا بها لفائدة أطفال المدارس بقرية “آيت سادن” جماعة آسايس في دائرة تاليوين بنفس الجهة”.
وعن مكونات المساعدات ذكرت بلحصين، أنها تتضمن ثيابًا وأحذية وجوارب وقفازات وقبعات من الصوف الواقية من البرد، إذ تم تخصيص حوالي 33 حقيبة من الحجم الصغير لصالح التلاميذ و40 حقيبة من الحجم الكبير لصالح سكان القرية.
ولفتت إلى أن أعمال المجموعة غير محصورة فقط في مبادرات “شتاء دافئ”، بل هناك حملات طيلة السنة من قبيل “قُفة رمضان” وتنظيف المساجد والمقابر ومساعدة الناس المحتاجين أثناء شهر رمضان المبارك، فضلًا عن تقديم مساعدات طبية للحالات التي تحتاج دعمًا ماليًا للاستشفاء ومجالات أخرى متنوعة.
وفي سياق مرتبط، كشفت كريمة الناعومي، عضو المجموعة لمراسل “تطبيق خبّر” عن مسار الرحلة الشاق الذي يُظهر مدى قساوة المنطقة، فقالت إن الانطلاقة كانت من منطقة أيت ملول نحو قرية آيت سادن بمنطقة تاليوين.
وأضافت الناعومي أنه بالرغم من قساوة الطقس وأجواء فصل الشتاء الباردة التي تشهدها المنطقة، كانت الغاية إنجاح النشاط الاجتماعي التضامني، الذي ضم تبرعات عينية من ثياب وأحذية للأطفال والنساء والرجال.
“شتاء دافىء 3” هو اسم الحملة التي ساندت أهالي آيت سادن
وأشارت الناعومي إلى أنه “واجهتنا صعوبات مناخية وتضاريسية بسبب الثلوج، لكن حرارة استقبال أهالي المنطقة أنسانا كل تلك المعاناة، وخاصة أن هدفنا إعادة، ولو قليل من الدفء لهم، ورسم الابتسامة على وجه الأطفال”.
وبسؤال مراسل “تطبيق خبّر” عن تفاصيل أكثر عن المبادرة، قال محمد حميدو، عضو مجموعة “العقول الراقية”، إن هذه الحملة هي الثالثة من نوعها التي تنظمها مجموعة العقول الراقية، تحت اسم “شتاء دافئ 3”.
وأضاف أن تبرعاتها كانت موجهة إلى سكان مرتفعات منطقة آيت سادن ذات الشتاء القارس في جهة “سوس ماسة”، وهي أكثر المناطق الصعبة التي زرناها بفعل قساوة المناخ والتساقطات الثلجية التي تشهدها، ما يزيد صعوبة المرور عبر المسالك المؤدية إليها.
وبيّن حميدو أن “فكرة العملية التي قمنا بها، جاءت بعد أن كشف أحد الأساتذة العاملين هناك في إحدى المدارس الفرعية، ما يعانيه الأطفال والسكان بفعل طقس الشتاء البارد، فبدأت العملية بجمع الثياب من متبرعين داخل وخارج المغرب، والتي تتكون من قفازات وجوارب لجميع الفئات العمرية”.
وأوضح أنه “بالرغم من الصعوبات التي واجهت الفريق للوصول إلى قرية آيت سادن، فقد توفقنا في إتمام هذا العمل الخيري، وإدخال ولو قليل من الفرحة في قلوب أطفال المنطقة وأهاليها الذين وجدناهم في استقبالنا، واحسنوا ضيافتنا بكل كرم بما هو متاح لديهم”.
وعبّر حميدو عن شكره لكل من ساهم بقليل أو كثير من أجل إسعاد هؤلاء الأطفال، مشيرًا إلى أن التبرعات العينية وزعت حسب الأعمار والأحتياجات الضرورية لكل فرد.
عن المساهمة التي تقدم بها ممثلين عن المجتمع المدني، قال حميد إدبلعيد، رئيس جمعية تيويزي آيت سادن، إن المبادرة جاءت بتعاون جمعيتهم مع مجموعة “العقول الراقية”، وبتنسيق مع أساتذة مجموعة مدارس الفراهيدي الفرعية.
وأضاف أنها كانت حملة تضامنية لفائدة قريتي آيت سادن وتاكشتامت الواقعتين بالنفوذ الترابي لجماعة أسايس، داخل دائرة تالوين إقليم تارودانت، واستفاد منها حوالى 50 أسرة.
تجدر الإشارة أن قرية آيت سادن الواقعة شرق مدينة أكادير، تتواجد في منطقة ذات مرتفعات تضاريسية صعبة، ولا سيما بحلول فصل الشتاء وتساقط الثلوج التي تكون سبباً في انقطاع السبل مع المدن المجاروة. كما تضم القرية حوالي 300 نسمة وما يقارب 57 أسرة تعيش بين أحضان الجبال.