الانفجار يلقي الضوء على الخطورة التي يتعرض لها أطفال الحسكة
ألقت معاناة ثلاثة أطفال تعرضوا لانفجار لغم أرضي في منطقة محاذية لمخيم الهول في مدينة الحسكة السورية، الضوء على الانتهاكات والخطورة على حياة الأطفال في المدينة التي ينتشر فيها وفي المدن المحاذية لها أعضاء من تنظيم داعش الإرهابي.
الأطفال الثلاثة، وخلال لعبهم في الشارع العام، فوجئوا بانفجار لغم أرضي كاد أن يودي بحياتهم، لكنهم تعرضوا إلى حروق في مختلف أنحاء أجسادهم، كما تعرض أحدهم إلى بتر في قدمه، حتى بات عاجزاً عن الحراك.
ولا تعد هذه هي المرة الأولى التي يتعرض لها الأطفال في المدينة السورية التي تعاني أوضاعاً صعبة من انتهاكات؛ حيث وقع قبل نحو يومين حريق في مخيم الهول أودى بحياة عدد من الأشخاص من بينهم طفلين.
كما لقي ثلاثة أطفال حتفهم العام قبل الماضي بانفجار لغم أرضي في منطقة بالقرب من أطراف حي النشوة جنوب المدينة، وأصيب أيضاً عدد من الأطفال بجراح خطيرة حينها، وفق ما كان كشف عنه المركز السوري لحقوق الإنسان.
والد أحد الأطفال لـ “أخبار الآن“: ظروفنا الإنسانية صعبة والأطفال في حالة حرجة
عبدالرحمن محاميد والد أحد الأطفال تحدث لـ “أخبار الآن” عن الظروف المعيشية التي يعيشها الأطفال في الحسكة، مشيراً إلى أن ظروفهم الإنسانية صعبة وأن الأطفال يتلقون العلاج حاليا في مستشفى الرجاء في المدينة.
وقال محاميد لـ “أخبار الآن” إن “ابنه فقد رجله اليمنى حيث بترت بالكامل وأصبح غير قادر على الحراك، كما تعرض ذات الطفل إلى إصابة أدت إلى تهتك في الكبد وتم إجراء عملية جراحية له نتيجة اللغم الأرضي”.
وأضاف أن الطفلين الآخرين الذين كانا برفقة ابنه هما ابن شقيقه والذي تعرض إلى إصابة في البطن وأدت إلى إجراء عملية جراحية له، تم من خلالها تقصير أمعائه، وابن ابن عمه الذي يرقد حالياً في العناية المركزة في ظروف صحية صعبة.
إصابات حرجة
ونقلت مصادر صحافية لـ “أخبار الآن” عن المركز الصحي بمنطقة جبل عبدالعزيز الذي نقل إليه الأطفال وقت الانفجار أن : اللغم الأرضي انفجر بثلاثة أطفال من قرية الهومانية أثناء بحثهم عن الفطريات بوادي حمود شرقي مركز جبل عبدالعزيز”.
والأطفال الثلاثة هم؛ محمد الأحمد (10 أعوام) وحالته الصحية خطرة جداً بسبب إصابته بشظايا بجانب القلب وإصابات بليغة بمختلف أنحاء الجسد، وكذلك إبراهيم محاميد (7 أعوام) وإصاباته في مختلف الجسد وحالته مستقرة، وعبدالرحمن محاميد (6 أعوام) بترت قدمه اليمنى.
عمليات تمشيط
من جهته، قال مصدر في قوات سوريا الديموقراطية لـ “أخبار الآن” إن “هناك العديد من الألغام الأرضية كمخلفات تابعة لتنظيم داعش الإرهابي وإنهم بدأوا منذ الأمس عملية إزالة للمخلفات وتمشيط للمنطقة في الحسكة ودير الزور”.
وكانت قوات سوريا الديموقراطية أعلنت عن تفكيك مئات الألغام في منطقة جبل عبدالعزيز التي سيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي قبل نحو عام ونصف، وفي أواخر يوليو الماضي عثر على جثة شخص مقتول بواسطة لغم أرضي.