جاءت هذه الخطوة لتسهيل اقتناء الكتب الدينية والعلمية والثقافية لدى عمال وطلبة الجامعة بعد إغلاق المكتبات الجامعية بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، وبحكم بُعد كليات الجامعة عن بعضها البعض، ما يعيق الطالب عن زيارة كل مكاتب الجامعة المتفرقة على الكليات.
تتمحور فكرة المكتبة الهوائية التي أطلقها طالب الجيولوجيا علي عابد حول إنشاء خزائن لتبادل الكتب “خذ كتابًا وضع كتابًا”، في أماكن مختلفة داخل الحرم الجامعي.
بالتالي يكون على الراغب في أخذ كتاب أن يضع كتابًا مكانه، حتى يبقى عدد الكتب ثابتًا في كل خزانة بمئة كتاب .
ثمانية خزائن وضعت في أماكن مختلفة في الحرم الجامعي
في تصريح لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني في الجزائر عبد المؤمن لعرابي، قال علي عابد صاحب المبادرة، إن الخزانة الأولى كانت من نصيب مسجد الجامعة، وسُلمت كوقف له لأن تكون في محيط المسجد.
وضعت خزانة من المكتبة الهوائية قرب المسجد كوقف له
وأضاف عابد أن الخزانة الثانية وضعت في كلية الجيولوجيا حين وصل عدد الكتب إلى المائة، وهكذا تواصلت العملية حتى وصل عدد الخزائن إلى ثمانية في كليات مختلفة.
فقد صار هناك ثلاث خزائن في كلية الجيولوجيا، وفي المكتبة المركزية هناك خزانة واحدة، وكذلك في كلية البيولوجيا تم وضع خزانة واحدة، وخزانة كتب لكل من كلية الإعلام الآلي والهندسة الميكانيكية وهندسة الطرائق.
أوضح عابد أن المبادرة مستمرة حتى تصل إلى كل الكليات داخل الحرم الجامعي، مشيرًا إلى أن التسمية “المكتبة الهوائية”، جاءت لأن الكتب تكون في الخارج لتلفت الانتباه، في الهواء الطلق، بعيدًا عن النمط التقليلدي للمكتبات الجامعية.
توضع الخزائن في مداخل الكليات في الجدار الخارجي الذي يمر به الطلبة، حتى تكون في مدى نظر كل المارين من الطلبة والعمال. ويقوم عليها طلبة متطوعون يراقبون عملية استعارة الكتب ووضعها ومدى القيمة العلمية للكتب الموضوعة أيضًا.
أما مصادر الكتب، فتكون من خلال تبرعات الطلبة، إذ يضعون كتبًا قرأوها ويأخذون كتابًا لم يقرأوه بعد، على أن تكون الكتب الموضوعة بنفس القيمة العلمية للكتاب الذي يؤخذ.
تبرعات الطلاب بالكتب ساهمت في إنجاح إطلاق المكتبة الهوائية
كما يمكن للأساتذة وأصحاب المكتبات حتى خارج الجامعة، التبرع بكميات من الكتب مع إمكانية ختمها بختم المكتبة الهوائية حتى تكون موجهة حصرًا لهذه المبادرة.
وأوضح صاحب الفكرة لمراسل “تطبيق خبّر” أن كل مكتبة تحوي خمسة رفوف، الرف الأول يكون للكتب الدينية، والرفوف الأخرى للكتب العلمية المختصة.
كما بيّن عابد أن كل خزانة تحوي الكتب التي تخص الكلية التي توضع فيها، فضلًا عن الكتب الثقافية والأدبية بكل اللغات العربية والفرنسية والانجليزية والإسبانية وحتى الأمازيغية، بينما الرف الأخير يكون للكتب التي لم تستعمل وتكون أقل أهمية، وقد تعاد للرسكلة فيما بعد.
تحضير وتركيب المكتبة الهوائية في الجامعة
إقبال الطلبة على هذه المبادرة كان كبيرًا حسب ما قاله علي عابد، خصوصًا عندما كانت الإعارة متوقفة في المكتبة المركزية.
فبعيدًا عن الإجراءات الإدارية الخاصة باستعارة الكتب من المكتبة الخاصة بالجامعة، مثلت المكتبة الهوائية لدى الكثيرين منفذًا خصوصًا لمن لم يستطيعو شراء الكتب العلمية الباهظة الثمن، لاقتناءها مجانًا لتساعدهم في مجال دراستهم.
يمثل هذا المشروع مكملًا للمكتبة الجامعية، وليس بديلًا لها كما قال علي عابد، إذ أن اقتناء الكتب العلمية والتقنية يحتاج لمبالغ مالية هائلة، لذا تمثل المكتبة الهوائية منفذًا آخر لتسهيل عملية اقتناء الكتب، وتوفير البعض منها التي يمكن أن تسد حاجة الطلبة في مجالات عدة.
خطة لتوسيع فكرة المكتبة الهوائية خارج الحرم الجامعي
رافق هذه المبادرة العديد من المشاريع الأخرى، منها مسابقة الرسم، ومسابقة لحفظ القرآن الكريم، خاصة بالطلبة، لكن فكرة تعميمها خارج الجامعة لا تزال تراود صاحبها، إذ تم تسويقها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
يحاول علي عابد تطوير هذه الفكرة لاتكون على شكل تطبيق يجيب عن كل الأسئلة التي تتعلق بالكتب المتوفرة في الخزائن المختلفة، مع معلومات عن الكتب، وهل لا تزال متوفرة، أم تمت استعارتها.
كما أنه حين يحاول أن يوسع هذا المشروع ليكون خارج الجامعة في الأحياء السكنية والشوارع الكبرى في العاصمة للتشجيع على القراءة، لتكون المبادرة أوسع بعد أن تم تجريبها في الحرم الجامعي.