جمعية الهدى للتربية والتخييم والثقافة تكرم 5 نساء في تاينانت لدورهن المحوري في مجتمهن القروي
قامت جمعية الهدى للتربية والتخييم والثقافة، فرع ورزازات، يوم السبت 6 آذار/ مارس الجاري، بالاحتفاء بعدد من نساء قرية تاينانت المتواجدة بجماعة اغرم نوكدال عمالة ورزازات، بالمملكة المغربية.
تم تكريم هؤلاء النسوة بشهادات تقديرية وتذكارات وإهدائهن مجموعة من المواد التجميلية، في مبادرة جاءت تزامنًامع اليوم العالمي للمرأة.
وهدف هذه الخطوة هو رغبة بالنهوض بأدوار النساء في المجتمع القروي المغربي، وتسليط الضوء على مجهوداتهن الجبارة، وما يتكبدنه في ظروف قاسية، كما ضغوطات الحياة والمسؤولية الملقاة على عاتقهن، دون الحصول في المقابل على دعم نفسي و تحفيز مشجع من طرف المجتمع.
في هذا السياق، أوضح عبد الرحيم فضيل، رئيس جمعية الهدى للتربية والتخييم والثقافة، فرع ورزازات، لمراسلة “تطبيق خبّر” الميدانية في المغرب هدى لبهالة، أن النساء في القرى المغربية يعانين من التهميش بالرغم من المجهودات الكبيرة والصعبة التي يقمن بها، وتشكيلهن لأجيال وكوادر في مجالات شتى.
وأضاف أن هذه المجهودات لا تقتصر فقط على أبنائهن و بيوتهن، ولكن هناك الكثير من النساء يضعن أولويات أسرهن جانبًا حين يعلق الأمر بغيرهن من سكان القرية، وهو الشيء الذي تقوم به مجموعة من نساء قرية تاينانت.
النساء الخمسة يقمن بتوليد النساء وتنسيق الخطوبة والزواج وحل مشاكل القرية
وحدد فضيا لمراسلة “تطبيق خبّر” خمسة نساء، وهن قد تم تكريمهن يوم السبت لأول مرة في تاريخ القرية. ويعود اختيارهن بالذات لعدة أسباب أولها، أنهن فاعلات جمعويات.
كما أنهن تترأسن الأعمال التطوعية ومعالجة سكان المنطقة من الأمراض البسيطة، وتقديم الإسعافات الأولية والإشراف على توليد النساء الحوامل بالطرق التقليدية.
فالقدرة على التعامل مع حالات الولادة ضرورة لا بد منها في ظل بُعد المستوصف الطبي حوالى 15 كيلو مترًا، كما تبعد المستشفى الإقليمي مئات الكيلومترات عن القرية، ويفاقم هذا المشكل انتشار المسالك الوعرة المؤدية من وإلى القرية.
كما بيّن عبد الرحيم فضيل أن دور هاته النسوة لا يتوقف هنا، بل هن كذلك يشرفن على تنظيم حفلات الخطوبة والزواج وتحضير ولائمها، وتمتد مساعدتهن إلى المشاركة في الجنائز ومواساة أهل الميت.
أما معظم خلافات وشجارات أهل القرية بما فيها المشاكل الزوجية، فإنها لا تحل إلا على يد إحداهن أو بتدخل خماسي مشترك، ما يجعلهن ركائز القرية التي تصمد أمام كل طارئ صحي أو اجتماعي علائقي بفضلهن.
هذا الإشراف العام على شؤون القرية، قال عبد الرحيم فضيل إنه “تم اكتشافه من طرف الجمعية خلال إحدى زيارتها للمنطقة والمكوث بها مدة ثلاثة أيام، كانت كافية للخروج بخلاصة عامة حول نظام العلاقات بين أهالي المنطقة وكيف تُسيّير النساء الخمسة كل ما يتعلق بالقرية.
كما ساهم بعض أبناء المنطقة المنخرطين في جمعية الهدى في تشكيل هذا التصور العام من خلال كشفهم لخبايا قريتهم ومعاناة سكانها نتيجة الأوضاع المعيشية والمناخية الصعبة.
هذا الأمر، أضاف فضيل، جعل جمعية الهدى للتربية والتخييم والثقافة تضع قرية تاينات ضمن أولوياتها هذا الشهر، وتمكين سكانها من أغطية وثياب شتوية.
وأشار إلى أنه إلى جانب هذه المساعدات، ركزت الجمعية أيضًا على النهوض بالأدوار التي تقوم بها بعض نساء تاينانت من خلال تكريم بسيط.
فقد تكلف بعض أعضاء الجمعية بتجهيز شهادات تقديرية تحمل أسماء النساء الخمسة اللواتي تم الاحتفاء بهن، وكذلك شراء بعض المنتجات التجميلية كالعطور ومرطبات للبشرة، وأيضًا شراء لوحات بها آيات قرآنية كهدايا.
كما ذكر عبد الرحيم أن حلولهم بتاينات جاء بتنسيق مسبق مع جمعية الإيمان والوفاء المحلية بالمنطقة، التي خصصت مقرها لاستقبال أعضاء جمعية الهدى ونساء القرية.
إذ تم إشعار نساء القرية قبل أيام للحضور من أجل تسلم بعض المساعدات الإنسانية والاستفادة من دورة تكوينية في الإسعافات الأولية، والتي كان من المفترض إجراؤها من طرف جمعية الهدى.
ولفت فضيل إلــى أنه بسبب ضيق الوقت الذي تسببته الاضطرابات الجوية وتساقط الثلوج ما حال دون وصول المتطوعين باكرًا، فقد تم الاكتفاء بتوزيع الأغطية والألبسة وتكريم النساء الخمسة اللواتي.
كما كشف رئيس جمعية الهدى للتربية والتخييم والثقافة إن النساء الخمسة المكرمات فوجئن عند قيام المتطوعين بجمعية الهدى بالمناداة عليهن بأسمائهن لتسليمهن الشهادات التقديرية والتذكارات.
وقال إن فرحة طفولية عانقت وجوه النسوة فيما اختزلت دموع اثنتين منهن مشاعر الامتنان، فهن لأول مرة في تاريخهن الحافل بالعطاء يحصلن على تقدير واعتراف صريح بقيمتهن كنساء، ويشعرن أن وجودهن في أي مكان و زمان يعد حجر الأساس للمجتمع الذي ينتمين إليه.
وحول النهوض بدور المرأة في المجتمع القروي خلال الفترات المقبلة، تمنى عبد الرحيم فضيل أن يقوم المسؤولون في البلد والمجتمع المدني بالاهتمام بسكان المناطق القروية خاصة النساء، وتنفيذ دورات تكوينية على الأقل مرة كل شهر في تخصصات مختلفة، على رأسها التوليد.
فبرأيه، يجب تكوين عدد كاف من النساء في المجال الصحي لكي لا يبقى علاج ومساعدة 150 أسرة أو أكثر بكل قرية مغربية متوقفًا على ثلاث أو خمس نساء فقط.
وأوضح أنه يجب أن يرافق هذه الدورات التكوينية، تفقد حاجيات السكان وتكريم النساء القرويات في المناسبات التي تحتفل بها نساء العالم، كعيد الأم واليوم العالمي للمرأة، إذ لا يقل دورهن وقيمتهن عن باقي النساء أينما وجدن.