أضافت جائحة كورونا بعداً جديداً لمعاناة السوريين في الأردن
يتناوب أطفال اللاجئ السوري مصطفى الأحمد على هاتف محمول واحد لتلقي الدروس عبر الإنترنت في منزلهم بعاصمة الأردن عمان.
حيث أضافت جائحة كورونا بعداً جديداً للمعاناة مع اقتراب الذكرى العاشرة لاندلاع الحرب في سوريا.
أخذت رحلة اللجوء والاغتراب مصطفى الأحمد (42 عاما)، وهو أب لسبعة أطفال، من حلب السورية إلى عمان في 2013.
قال إنه كان يتعرض بالفعل لضغوط مالية وأصبح الآن حبيس المخاوف، يطارده القلق من أن أطفاله لن يتلقوا التعليم المناسب الذي كان يحلم بتوفيره لهم. وأضاف “ضاعفت (جائحة كوورنا) الوضع الماضي (السابق). يعني خلينا نحكي ضاعفت.. هي من بداية الأمر هو الواحد مضغوط ماديا كونه تغرب من بلد لبلد.. تمام بس بكورونا صار الوضع أكثر يعني هسا شغل ما في (لا يوجد عمل) .. حركة البلد انشلت تقريبا صار علينا ضغط مادي يعني”.
قال الأحمد إن أطفاله السبعة يتشاركون هاتفه المحمول الوحيد نصف ساعة لكل منهم يوميا، مع استمرار إغلاق المدارس في الأردن للحد من تفشي فيروس كورونا.
وتحدث عن الفصول الدراسية عبر الإنترنت، فقال “يعني إحنا بحاجة أقل شي لثلاث أو أربع أجهزة تيغطن أولادي (تكفيهم).. أنا ما عندي (إلا) جهاز واحد… فالمنصة (التعليمية عبر الإنترنت) بتعطيهم وقت (محدد) الولد منيدخل (ليدخل الأطفال عليها) خلال نص ساعة يكون ايش سكرت المنصة بالامتحانات (تكون المنصة أغلقت أثناء الامتحانات).. خل نحكي وبالأيام العادية (لنتحدث عن الأيام العادية) نفس العملية لازم كل يوم حضور بالمنصة إذا بدي أعطيهم كل واحد نص ساعة نص ساعة يقعدون أربع ساعات بالتليفون بإيدهم تيخلصوا. هذا الضغط إلي صار علينا”.
وقالت جولييت توما المديرة الإقليمية للإعلام في منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إن 110 ملايين طفل “تأثروا ومنعوا أو حُرموا من التعليم” بسبب الجائحة.
وأوضحت “بسبب جائحة كورونا في المنطقة هناك ١١٠ ملايين طفل تأثروا ومنعوا أو حرموا من الدراسة بالذات في أوقات الإغلاق الشامل أو التسكير أو كل القيود التي فرضتها الحكومات طبعا واضح ومفهوم لماذا للسيطرة على هذا الوباء.. بالنسبة للأطفال السوريين طبعا المعاناة هي ضعف معاناة أولئك الأطفال بسبب أولا عدم توفر المدارس والفرص التعليمية للأطفال إذا كان ذلك في داخل سوريا أو في دول الجوار”.
الأردن.. نداء اليونيسيف لمساعدة الأطفال والأسر في سوريا ودول الجوار
وتوجه يونيسف نداء لتوفير 1.4 مليار دولار لمواصلة تقديم المساعدة للأطفال والأسر في سوريا ودول الجوار في 2021 وخاصة في الأردن.
وقالت توما إن الوباء تسبب في زيادة الفقر. وأضافت “الجائحة أدت إلى فقر الناس ولإفقار العائلات وإلى زيادة نسب الفقر بين العائلات في المنطقة كافة وتحديداً عند العائلات التي كانت تعاني أصلاً من وضع اقتصادي صعب ما يعني ذلك في النتيجة المحصلة هو أن عددا من العائلات أجبروا على إخراج الأطفال من التعليم وزج الأطفال في سوق العمل أو حصول ارتفاع في نسب الزواج المبكر بالذات بين الفتيات”.
أدى كوفيد-19 إلى تعقيد الوضع بالنسبة للأطفال السوريين. وتقول يونيسف، إن أعداد المُحتاجين زادت بنسبة 20 بالمئة في العام الماضي وحده، وإن 65 في المئة من العائلات تقول إنها لا تستطيع تلبية الاحتياجات الأساسية لحياتها فيما يعيش ما يقرب من 80 بالمئة من الناس في سوريا في فقر.
قالت توما إن حوالي 12 ألف طفل تأكد مصرعهم أو إصابتهم في الحرب.
وكان للصراع السوري أيضاً تبعات مضاعفة على دول الجوار حيث تم تسجيل 2.5 مليون طفل من سوريا كلاجئين.
وأظهر بيان أصدرته يونيسف أن الأردن ولبنان وتركيا والعراق ومصر تستضيف أكثر من 80 في المئة من إجمالي اللاجئين السوريين في العالم.