قوافل الخير والفضيلة تطلق المرحلة الأخيرة من غرس الزيتون والخروب في فرجيوة
انطلقت المرحلة الأخيرة لغرس أكثر من 31000 شجرة بأرياف ولاية ميلة شرقي الجزائر على ضفاف سد بني هارون والجبال المجاورة في أكبر عملية لغرس الأشجار في الجزائر، بمشاركة عدد كبير من المتطوعين من مختلف مناطق الجزائر.
أطلقت المبادرة جمعية قوافل الخير والفضيلة بمدينة فرجيوة وبدأتها قبل شهر ونصف بمائة شجرة، تم غرسها لفائدة أحد الأرياف التي يعمل رجالها ونساؤها في الزراعة.
فقد تم زراعة مائة شجرة خروب تطوعًا من قبل الجمعية، ما جعل الأرياف القريبة تطالب بعمليات غرس أخرى لصالحها، حتى تتمكن من متابعتها وتحويل كل المنطقة إلى أماكن زراعية بعد أن هجرها أهلها بسبب القحط ونقص الأشجار التي كانت تكسو المكان في السنوات الماضية.
وفي تصريح لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني في الجزائر عبد المؤمن لعرابي، قال السيد نورالدين قوراس، رئيس الجمعية اإن المبادرة التي اختارو لها شعار “أغرس شجرة واترك أثرًا”، بدأت قبل شهر ونصف في أحد أرياف مدينة ميلة، لتتحول إلى أكبر عملية تشجير في مناطق الظل في الجزائر.
عملية التشجير ستخلق حيزًا استثماريًا ودخلًآ إضافيًا لأهالي الأرياف
وأوضح أن هدف المبادرة خلق حيز استثماري ودخل إضافي لفائدة سكان القرى والمداشر الجبلية التي تعتبر مناطق خصبة وذات مناخ ملائم لمثل هذا النوع من الأشجار. وتم لحد الآن غرس أكثر من 21000 شجرة خروب وزيتون، فيما سيستكمل غرس 10000 شجرة أخرى في الخطوة الأخيرة.
وشرح قوراس أسباب اختيار شجر الخروب، مبيّنًا لمراسل “تطبيق خبّر” أن الخروب مصدر مهم في عديد الأدوية والأغذية والتراكيب التي تعتمدها المصانع الكبرى. ولفت إلى أن ثمن قنطار من الخروب يصل لأكثر من 700 دولار، ثم إن المنطقة في مدينة ميلة وفرجيوة، تتميز بالمناخ الذي يلائم زراعة هذا النوع من النباتات.
وأضاف قوراس، “أردنا أن نلغي القفف التي تحمل المواد الغذائية التي كنا نوزعها لفائدة المناطق الفقيرة واستبدلناها بمشروع إنتاجي كبير من خلال إشراكهم في آلية العمل لأن الريف قديمًا كان منتجًا، وفي السنوات الأخيرة نفر الناس من الريف وسكنوا المدينة”.
وتقوم المبادرة بالتشارك مع مديرية الغابات لولاية ميلة والجمعيات الخيرية بالمنطقة، لأن تشرك كل الفاعلين والمتطوعين في العملية لتحويل المناطق الريفية إلى مناطق منتجة، حيث تم حتى الان غرس 3000 شجرة زيتون، و21000 شجرة خروب، فيما ستشمل المرحلة الأخيرة 10000 شجرة، ليصبح العدد الإجمالي حوالي 34000 شجرة.
تم توزيع هذه الأشجار على ساكنة البلديات المجاورة، وهي القرارم وفرجيوة، والعياضي برباس، وغيرها، فيما تم تقسيم المشروع إلى قسمين، الأول وهم الساكنة أنفسهم، إذ تم تسليمهم مجموعة من الأشجار وغرسوها بأنفسهم في مناطقهم الجغرافية.
الاستثمار في الخروب يمكن أن يدرّ 50 مليون دولار لخزينة الجزائر سنويًا
القسم الثاني هو شجر الخروب الذي تم تخصيص مربع خاص له بالتعاون مع مصالح الغابات، وتم تسييجه بشجر السرو، وله مناطق جغرافية عامة، وخصصت لهم مصالح الغابات من يقومون بحراسة هذه الأشجار، بينما يقوم أعضاء الجمعية بالسقي الدوري.
كما سيتم تسجيل قوائم الأيتام والأرامل والمحتاجين، كي يستفيدو كلهم بعدد من الأشجار، على أن تكون المداخيل لهم، وبهذا سيتم القضاء على جزء من البطالة و الفقر، بالإضافة إلى جعله مصدرًا للدخل الوطني خارج المحروقات.
كانت مصادر هذه الاشجار من المحسنين خصوصًا من العاصمة والبليدة الذين كان لهم نصيب الاسد، فيما أطلقت الجمعية حملة للتبرع بشجر الخروب والزيتون وكانت التبرعات فوق المتوقع.
وعن تأثير هذه العملية على العائلات، أوضح نورالدين قوراس أنهم أرادو أن يخرجوا العائلات من الاستهلاك إلى الانتاج والاستثمار لإحياء شعار، “طعامك من كسب يدك”، فيما ستكون لهذه العملية عديد الفوائد، إذ أن نجاح 90 بالمائة من هذه الأشجار سيدر مبلغ 45 مليار سنتيم سنويًا ( 3 مليون دولار)، من جني محصول الخروب، إذا تمت متابعته بالسقي وحسن تسيير المشروع.
كما يطمح أعضاء الجمعية أن تصبح هذه الحملة مثالًا للولايات الأخرى، إذ تقول بعض الدراسات أن الجزائر يمكن أن تكون أكبر منتج للخروب في العالم إذا غرست 100 ألف شجرة في الولايات الشمالية العشرين، وهي الموطن الطبيعي للشجرة.
إذ تساهم هذه الشجرة في توفير عشرات الآلاف من ليترات عسل النحل الذي يرعى على أزهارها، بينما ستوفر كمية هائلة لعلف الحيوانات، و50 مليون دولار سنويًا للخزينة العمومية .