78 شخصًا في آيت باها بالمغرب ينهون دبلومًا مجانيًا في التكوين المهني الفلاحي

حصل 78 شابًا وشابة بآيت باها التابعة لإقليم اشتوكة آيت باها جهة أكادير سوس ماسة بالمملكة المغربية، يوم الجمعة الماضي على شهادات دبلوم مجاني في التكوين الفلاحي المهني المقدم من طرف المعهد التقني الفلاحي سيدي بيبي التابع للجماعة نفسها أيضًا.

يأتي هذا التكوين في إطار مخطط الجيل الأخضر 2020/2030، الذي كانت قد أطلقته وزارة الفلاحة المغربية في وقت سابق، ويهدف إلى تكوين الشباب وخلق تعاونيات شبابية تنهض بالقطاع الفلاحي وخلق يد عاملة مؤهلة ومكونة في هذا المجال الحيوي، خاصة بمنطقة آيت باها والمناطق المجاورة لها وهي مناطق تعتبر فلاحية بامتياز.

تسلم المنتسبون للدورة شهاداتهم في إطار لقاء تواصلي عقد بمقر جماعة آيت باها بتأطير وإشراف مديرة المعهد التقني الفلاحي بسيدي بيبي وأطر المعهد ورئيس الجماعة المحلية، بعد أن قسم عدد المستفيدين إلى ثلاث مجموعات تفاديًا للاكتظاظ واحتراماً للتدابير الوقائية التي لا يزال فيروس كورونا المستجد يفرضها.

شكل اللقاءالذي نظمته جمعية شباب أيت باها والفضاء البلدي للثقافة والفنون فرصة لفتح النقاش مع الشباب المستفيدين من التكوين المهني الفلاحي حول الإقلاع الإقتصادي الذي تشهده مؤخرًا منطقة اشتوكة آيت باها، خصوصًا في المجال الفلاحي، الذي يبقى التكوين مدخله الأساسي لخلق فرص عمل ويد عاملة مؤهلة وتحسين الدخل المادي الفردي والجماعي.

في هذا الصدد أوضحت مديرة المعهد التقني الفلاحي بسيدي بيبي مليكة بن جيل أن تسليم الشهادات جاء بهدف تقييم مدى نجاح المقاربة التشاركية التي اعتمدها المعهد، المشرف الرسمي على تكوين هؤلاء الشباب بشراكة مع الجمعيات الشبابية المحلية، والرامية إلى تمكين شباب منطقة آيت باها من تكوين مهني مجاني في القطاع الفلاحي.

وأضافت مليكة بن جيل أنه وفق هذه المقاربة التشاركية يقوم شباب المنطقة المنخرطين في الجمعيات المحلية وغير المنخرطين من تقديم طلبات الحصول على تكوين مجاني، وتتم دراسة هذه الطلبات من طرف المعهد التقني الفلاحي بسيدي بيبي باستشارة مع الهيئة العليا بالرباط الوصية على المعهد، فضلًا عن الهيئة العليا المحلية.

وبيّنت أن أصحاب الطلبات التي تمت الموافقة عليها يحصلون بعد ذلك على تكوين مجاني لمدة سنة أو أكثر حسب اختيار وتخصص كل مستفيد، فيما يستفيد الشباب القاطنون بمناطق قروية بعيدة عن المجال الحضري من القسم الداخلي التابع للمعهد التقني الفلاحي، الذي يضم 150 سريرًا.

وأشارت بن جيل خلال حديثها لمراسلة “تطبيق خبّر” الميدانية في المغرب هدى لبهالة إلى أن اللقاء تناول أيضًا الحديث عن المكتسبات النظرية والتطبيقية التي خرج بها فوج 2020 بعد أن حصل على تكوين لمدة سنة كاملة وفق استعمال زمني أسبوعي يتماشى مع توقيت المستفيدين وعملهم أو دراستهم،.

كما أبرزت أن هذا الفوج ضم ثلاث مجموعات، اختصت كل واحدة منها في التخصصات الثلاث المتوفرة ضمن البرنامج التكويني لسنة واحدة فقط، إذ تخصص 28 شابًا و شابة في مجال تربية الأبقار، و تخصص 14 مستفيدًا في مجال تربية الدواجن، فيما تخصص 32 مستفيدًا في مجال الأعشاب الطبية والعطرية.

كذلك أوضحت أضافت مديرة المعهد التقني الفلاحي أن اللقاء مع المستفيدين تطرق إلى إمكانية إنشاء تعاونيات شبابية بدعم من طرف المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية التابع لوزارة الفلاحة في إطار الجيل الأخضر، الذي يضع تكوين الشباب وإنشاء تعاونيات شبابية على رأس أولوياته.

أما بخصوص طبيعة سير تكوين 78 شابًا وشابة بآيت باها، فقالت مليكة بن جيل إن هذا التكوين كان عن قرب، إذ تلقى فيه المستفيدون معظم دروسهم التطبيقية في ضيعات فلاحية تدريبية تقع بمنطقتهم، ولم يحتاجوا إلى التردد كثيرًا على المعهد التقني الفلاحي بسيدي بيبي، الذي يبعد عن منطقتهم بمئات الكيلومترات.

وبيّنت أن الشق التطبيقي قد مكّنهم من تطوير مهاراتهم ومكتسباتهم النظرية، فجميع طلاب المعهد يدرسون نظرىًا 20٪ فيما 80٪ من دراستهم تطبيقية تعتمد على صقل المهارات الميدانية عن طريق الضيعات البيداغوجية المتواجدة بالمعهد أو بعض الضيعات الفلاحية الأخرى الخاصة بالتدريب والقريبة من سكن الطلاب.

وفي هذه الضيعات الفلاحية يرتدي المستفيدون لباس العمال ويقومون وفق بمهامهم الميدانية وفق تعليمات الأطر المشرفة على تكوينهم بما يمكنهم أكثر من امتلاك مفاتيح النجاح  في مجال تخصصهم والقدرة على إنشاء مشاريع فردية مستقبلًا أو الانخراط في تعاونيات شبابية بالمنطقة.

وأكدت بن جيل أن المشاريع الفردية أو التعاونيات الشبابية تخدم القطاع الفلاحي المحلي وتحد من الهجرة القروية في اتجاه المدن كما تساهم في استثمار الكفاءات الشبابية ودعم أفكارها.

وأضافت أن المعهد التقني الفلاحي الذي تشرف عليه بسيدي بيبي يفتح مجال التكوين أيضًا أمام العاملين في الضيعات الفلاحية المجاورة للمعهد، وتخصيص يوم واحد في الأسبوع مدفوع الأجر من طرف مشغليهم بهدف تكوينهم.

كما أشارت إلى أنه بعد تلقي هؤلاء العمال لتكوين خاص يصبحون أكثر تخصصًا ومعرفة بمجال عملهم ويمتلكون كذلك شهادات تكوينية معترف بها، ما يلغي العمل العشوائي في الضيعات وينعكس إيجابًا على الفلاحة بجهة أكادير سوس ماسة.

يفتح المعهد يفتح أبوابه أمام الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 سنة و35 سنة، وتعطى الأولوية للمنحدرين من المجال القروي والذين انقطعوا عن دراستهم بسبب ظروف خاصة. ويتميز المعهد بأنه يقوم بإعادة تأهيل الأشخاص الذين غادروا المؤسسات السجنية ووجدوا صعوبات في الحصول على عمل يكفيهم رزقهم.

من جهته، قال سعيد آيت ملود، وهو طالب جامعي حصل على شهادة تكوينية في تخصص إنتاج الأعشاب الطبية والعطرية، إن تميز المنطقة بالقطاع الفلاحي المتنوع جعله يختار ولوج المعهد التقني الفلاحي.

وأوضح لمراسلة “تطبيق خبّر” أن توفر المعهدعلى نظام تكويني ممنهج وأطر متخصصة شجعه للحصول على تكوين شامل سيساعده على إنجاز مشروع ببلدته ” تيزي نتكوشت”، سيعود عليه وعلى منطقته بالخير الكثير، مضيفا أن تطوير المشروع سيوفر فرص عمل لأبناء بلدته وامتلاك دخل مادي مهم.

في سياق متصل، قالت فاطمة بوشلا، وهي أيضًا حاصلة على شهادة تكوينية في مجال إنتاج النباتات الطبية والعطرية، إنها وبالرغم من عملها بإحدى الشركات بآيت باها، فإنها تطمح إلى إنجاز مشروع ذاتي مستقل عن طريق تأسيس تعاونية فلاحية بشراكة مع مجموعة من شباب المنطقة المستفيدين من التكوين والمهتمين بالفكرة.

وبيّنت لمراسلة “تطبيق خبّر” أن التنوع النباتي بالمنطقة والتوفر على مجموعة هامة من الأعشاب الطبية جعلتها تنخرط في تكوين بهذا المجال، وهي تسع الآن لتأسيس تعاونية فلاحية شبابية توحد أهدافها مع أهداف الطامحين مثلها بما يعود عليهم وعلى منطقتهم بالنفع، ويحد من هجرة الطاقات الشبابية نحو المدن الداخلية أو الخارج.

تجدر الإشارة إلى إن المعهد التقني الفلاحي بسيدي بيبي التابع لجماعة آيت باها، يسعى إلى تمكين شباب منطقة آيت باها بمجالها الحضري والقروي من تكوين مجاني في القطاع الفلاحي بجميع تخصصاته.

وأبرز هذه التخصصات: تكوين عامل متخصص في السقي بالتنقيب، وتكوين عامل خضروات، وتكوين عامل متخصص في السقي التسميدي، تكوين عامل متخصص في تربية الدواجن، تكوين عامل في النباتات الطبية والعطرية، وتكوين عامل متخصص في تربية الأبقار).

هذه التخصصات هي وفق برنامج الجيل الأخضر 2030_2020، الهادف إلى خلق جيل جديد من المقاولين الشباب،  خاصة المنتمين إلى المجال القروي وتحسين دخلهم المادي وإفراز وتعزيز طبقة وسطى فلاحية في العالم القروي لتكون رافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.